فإن قيل فقد ذكر هو وغيره أن في الرافضة قبحهم الله شبها من اليهود فيقال هذا حق لا شك فيه وفيهم من البلاء و الضلال البعيد ما الله به عليم ولكن لا يلزم من التشبيه كونه يقول ذلك بل الظاهر عند علماء المعاني و أهل اللغة أن الصفة المشتركة التي جيء بالتشبيه لأجلها توجد في المشبه به أكثر منها في المشبه ... و اليهود قد شحن القرآن بذمهم و ذكر قبائحهم فهم عندنا أولى من الشيعة بالذم و يليهم النصارى ...
= كان كلامي بحمد الله تعالى على مقتضى الأصول المتفق عليها عن أهل السنة. و الخلاف في تكفير المعين قبل إقامة الحجة فمعروف و اختلاف الفقهاء المعتبرين من أهل السنة في بعض ما يتعلق بالرافضة من التكفير موجود نكتفي منه بقول شيخ الإسلام ابن تيميّة في خاتمة جوابٍ له عن الرافضة:
(وأما تكفيرهم وتخليدهم: ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران: وهما روايتان عن أحمد. والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم. والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا. وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع؛ لكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه. فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له. وقد بسطت هذه القاعدة في " قاعدة التكفير ". ولهذا لم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم بكفر الذي قال: إذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في اليم فوالله لأن قدر الله علي ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين مع شكه في قدرة الله وإعادته؛ ولهذا لا يكفر العلماء من استحل شيئا من المحرمات لقرب عهده بالإسلام أو لنشأته ببادية بعيدة؛ فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة. وكثير من هؤلاء قد لا يكون قد بلغته النصوص المخالفة لما يراه ولا يعلم أن الرسول بعث بذلك فيطلق أن هذا القول كفر ويكفر متى قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها؛ دون غيره. والله أعلم؟) اهـ. (مجموع الفتاوي) (28/ 468ـ501)
فتأمل حكايته الخلاف وتأمَّل فتواه التي قدمنا حكايتها عنها في تجويز الزواج من الشيعية وتفضيله تركها -وهي موجودة كما قال أحد الإخوة في المنتدى. و تأمل ما ذكرته معه.
هذا مع أنني قلتُ سابقا و أقول من كفَّر الصحابة إلا نفرا يسيرا و كفَّر معم الشيخين فهو كافر لما يلزم من قوله من الطعن في الإسلام و ما فيه تجريح من عدل الله و تكذيب نبي الله صلّى اللهُ عَليه وسلَّم ... ولكني لا أقول إن كل الشيعة كفار كفرا مخرجا من الملة سواء الاثنية عشرية الإمامية أو الزيدية الذين هم غير مقصودين باختلافنا هنا و بكلام إخواننا.
= فإن قيل فهل يتشكك كثير من الشيعة في مذهبهم قلتُ: قد قابلت من هذه حاله. وسأسرد قصة جرت معي لبعضهم. و أقدِّم قبلها هذه الكلمة لبعضهم -كنت رأيتها على (الانترنت) -
و عندي رابطها و هي من رسالة مفيدة ينصح فيها الشيعة:
(والغريب أن الكثير منكم يعلم ويعرف كثيراً من الخرافات والتناقضات التي عندكم لكنكم لا تستطيعون المواجهة والبوح بما عندكم فتكون هذه التساؤلات والشكوك حبيسة في صدوركم.
أنا أعرف أن كثيراً منكم متضايق مما هو فيه لكنه يقول مالحل؟ والبعض الآخر يقول كل من حولي على هذا الدين فلا أستطيع التخلص منه والبعض يقول أخاف من سطوه المجتمع وفقدان الأهل، وغيره كثير. فقد ناقشت بعضاً منكم في بعض المواسم كالحج وغيره فوجدته لايعرف من الدين الشيعي شيئاً , فيقول يقال لنا أفعلوا كذا ونفعل وبعض الاعمال نعملها ونحن غيرمقتنعين بها وبعضها نعملها عندهم واذا كنا لوحدنا لم نعملها) اهـ.
والقصة التي جرت معي بإيجاز:
أنه قابلني رجل و أنا في المسجد الحرام له ملامح عربية كأنه عراقي سنه قريب من الأربعين و سألني عن الجامعات السعودية الموجودة في مكة بتلهف فتكلمت معه و استطرد في الحديث حتى أخبرني أنه من الأهواز – منطقة شيعية – تسكنها أغلبية عربية من قديم وعدد سكانها فيما يقال: يقارب: ثمانية ملايين.
¥