تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فان كان الاول هو الصواب لزم أن يكون الموجود الواجب معدوما فى الخارج أو أن يكون عين الواجب عين الممكن كما يقوله من يقوله من القائلين بوحدة الوجود وان كان الثانى هو الصواب لزم أن يكون وجوده جزءا من كل موجود فيكون الواجب الوجود جزءا من وجود الممكنات

ومن المعلوم بصريح العقل أن جزء الشىء لا يكون هو الخالق له كله بل يمتنع أن يكون خالقا لنفسه فضلا عن أن يكون خالقا لما هو بعضه اذ الكل أعظم من الجزء فاذا امتنع ان يكون خالقا للجزء فامتناع كونه خالقا للكل أظهر وأظهر

فصحيح المنطق لم ينتفعوا به فى معرفة الله وباطل المنطق أوقعهم فى غاية الكذب والجهل بالله ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور و الله ولى

الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات وهو القائل لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوى عزيز وهو القائل كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدى من يشاء الى صراط مستقيم

وقد كان النبى يقول اذا قام من الليل ما رواه مسلم فى صحيحه اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنى لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشاء الى صراط مستقيم

فصل

وتمام الكلام فى هذا الباب انك تعلم انا لا نعلم ما غاب عنا الا بمعرفة ما شهدناه فنحن نعرف اشياء بحسنا الظاهر أو الباطن وتلك معرفة معينة مخصوصة ثم انا بعقولنا نعتبر الغائب بالشاهد فيبقى فى اذهاننا قضايا عامة كلية ثم اذا خوطبنا بوصف ما غاب عنا لم نفهم ما قيل لنا الا بمعرفة المشهود لنا

فلولا أنا نشهد من أنفسنا جوعا وعطشا وشبعا وريا وحبا وبغضا ولذة والما ورضى وسخطا لم نعرف حقيقة ما نخاطب به اذا وصف لنا ذلك وأخبرنا به عن غيرنا

وكذلك لو لم نعلم ما فى الشاهد حياة وقدرة وعلما وكلاما لم نفهم ما نخاطب به اذا وصف الغائب عنا بذلك وكذلك لو لم نشهد موجودا لم نعرف وجود الغائب عنا فلابد فيما شهدناه وما غاب عنا من قدر مشترك هو مسمى اللفظ المتواطىء فبهذه الموافقة والمشاركة والمشتبهة والمواطأة نفهم الغائب ونثبته وهذا خاصة العقل

ولولا ذلك لم نعلم الا ما نحسه ولم نعلم أمورا عامة ولا أمورا غائبة عن أحساسنا الظاهرة والباطنة ولهذا من لم يحس الشىء ولا نظيره لم يعرف حقيقته

ثم ان الله تعالى أخبرنا بما وعدنا به فى الدار الآخرة من النعيم والعذاب واخبرنا بما يؤكل ويشرب وينكح ويفرش وغير ذلك فلولا معرفتنا بما يشبه ذلك فى الدنيا لم نفهم ما وعدنا به ونحن نعلم مع ذلك ان تلك الحقائق ليست مثل هذه حتى قال ابن عباس رضى الله عنه ليس فى الدنيا مما فىالجنة إلا الأسماء وهذا تفسير قوله وأتوا به متشابها على أحد الأقوال

فبين هذه الموجودات فى الدنيا وتلك الموجودات فى الآخرة مشابهة وموافقة واشتراك من بعض الوجوه وبه فهمنا المراد واحببناه ورغبنا فيه أو أبغضناه ونفرنا عنه وبينهما مباينة ومفاضلة لا يقدر قدرها فى الدنيا وهذا من التأويل الذى لا نعلمه نحن بل يعلمه الله تعالى ولهذا كان قول من قال ان المتشابه لا يعلم تأويله الا الله حقا وقول من قال ان الراسخين فى العلم يعلمون تأويله حقا وكلا القولين مأثور عن السلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان

فالذين قالوا انهم يعلمون تأويله مرادهم بذلك أنهم يعلمون تفسيره ومعناه والا فهل يحل لمسلم أن يقول أن النبى ما كان يعرف معنى ما يقوله ويبلغه من الآيات والاحاديث بل كان يتكلم بألفاظ لها معان لا يعرف معانيها

ومن قال انهم لا يعرفون تأويله ارادوا به الكيفية الثابتة التى اختص

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير