تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال عبدالرحمن قال أبى فى الرد على من تأول النزول على غير النزول واحتج فى ابطال الاخبار الصحاح بأحاديث موضوعة وادعى المدبر أنه يقول بحديث النزول فحرفه على من حضر مجلسه وأنكر فى خطبته ما أنزل الله فى كتابه من حجته وما بين الرسول من أنه ينزل بذاته وتأول النزول على معنى الأمر والنهى لا حقيقة النزول وزعم أن أئمتهم العارفين بالأصول ينزهون الله عن التنقلات فأبطل جميع ما أخرج فى هذا الباب اذ كان مذهبه غير ظاهر الحديث واعتماده على التأويل الباطل والمعقول الفاسد وقوله تعالى ليس كمثله شىء نفى التشبيه من جميع الجهات وكل المعانى ولكن البائس المسكين لم يجد الطريق الى ثلب الأئمة الا بهذا الطريق الذى هو

به أولى ثم قصد تعليل حديث النزول بما لا يعد علة ولا خلافا من قول الراوى ينزل و يقول اذا مضى نصف الليل وقال بعضهم ثلث الليل ونصف الليل قال ابن مندة وليس هذا اختلافا ولكنه جهل واحتج معها بحديث محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن زيد بن أبى أنيسة عن طارق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبى أنه قال أنه يأمر مناديا ينادى كل ليلة

وهذا حديث موضوع موافق لمذهبه زعم أن يحيى بن سعيد القطان وابن مهدى والبخارى ومسلما أخرجوا فى كتبهم مثل هؤلاء الضعفاء المتروكين ترددا منه وجهلا وأعاد حديث أبى هشام الرفاعى عن حفص رواه محاضر وغير واحد قال ان الله ينزل كل ليلة

وكذلك حديث طارق رواه عن عبيدالله بن عمر عن زيد بن أبى أنيسة عن طارق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله ان الله ينزل كل ليلة

وأما حديث الحسن عن عثمان بن أبى العاص فقد تقدم الكلام عليه فيما ذكرنا وليس فى هذه الأحاديث ولا رواتها ما يصح قال ولو سكت عن معرفة الحديث كان أجمل به وأحسن اذ قد سلب الله معرفته وارسخ فى قلبه تبطيل الاخبار الصحاح واعتماد معقوله الفاسد

قلت فهذا نقل عبدالرحمن لكلام أبيه وأبوه أعلم منه وافقه واسد قولا ثم قال أبو القاسم عبدالرحمن بن أبى عبدالله بن مندة هذا قال حدثنا محمد بن محمد بن الحسن ثنا عبدالله بن محمد الوراق ثنا زكريا بن يحيى الساجى ثم قال عبدالرحمن حدثنى أحمد بن نصر قال كنت عند سليمان بن حرب فجاء اليه رجل كلامى من أصحاب الكلام فقال له تقولون ان الله على عرشه لا يزول ثم تروون أن الله ينزل الى السماء الدنيا فقال عن حماد بن زيد ان الله على عرشه ولكن يقرب من خلقه كيف شاء

قال عبدالرحمن ومن زعم أن حماد بن زيد وسليمان بن حرب أرادا بقولهما يقرب من خلقه كيف شاء أرادا أن لا يزول عن مكانه فقد نسبهما الى خلاف ما ورد فى الكتاب والسنة

قال وحدثنا عبدالصمد بن محمد المعاصمى ببلخ أنبأنا ابراهيم بن أحمد المستلمى قال أنبأنا عبدالله بن أحمد بن حراش قال حدثنا أحمد بن الحسن بن زياد حدثنا ابراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول اذا قال لك الجهمى أنا لا أومن برب يزول عن مكانه فقال له أنا اومن برب يفعل ما يشاء

قال رواه جماعة عن فضيل بن عياض قال ولم يرد به أحد أن الله يفعل ما ذهب اليه الزنادقة فلا يبقى خلاف بين من يقول أنا اكفر برب ينزل ويصعد وبين من يقول أنا أومن برب لا يخلو منه العرش فى ابطال ما نطق به

الكتاب والسنة ثم روى باسناده عن الفضيل بن عياض اذا قال الجهمى انا أكفر برب ينزل ويصعد فقل آمنت برب يفعل ما يشاء

قلت زكريا بن يحيى الساجى أخذ عنه أبو الحسن الاشعرى ما أخذه من اصول أهل السنة والحديث وكثير مما نقل فى كتاب مقالات الاسلاميين من مذهب أهل السنة والحديث وذكر عنهم ما ذكره حماد بن زيد من أنه فوق العرش وأنه يقرب من خلقه كيف شاء

ومعنى ذلك عنده وعند من ينفى قيام الأفعال الاختيارية بذاته أنه يخلق اعراضا فى بعض المخلوقات يسميها نزولا كما قال أنه يخلق فى العرش معنى يسميه استواء وهو عند الاشعرى تقريب العرش الى ذاته من غير أن يقوم به فعل بل يجعل افعاله اللازمة كالنزول والاستواء كأفعاله المتعدية كالخلق والاحسان وكل ذلك عنده هو المفعول المنفصل عنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير