تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه فى قوله ان ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة ايام ثم استوى على العرش وذكر عدة آيات من ذلك فان هذا ذكره الله فى سبعة مواضع من القرآن قال وأهل الحديث يثبتون فى ذلك ما اثبته الله تعالى ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله فى خبره ويطلقون ما أطلقه الله سبحانه من استوائه على عرشه ويمرون ذلك على ظاهره ويكلون علمه الى الله تعالى و يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الالباب وروى باسناده من طريقين أن مالك بن أنس سئل عن قوله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك الا ضالا وأمر أن يخرج من المجلس وروى بإسناده الثابت عن عبدالله بن المبارك أنه قال نعرف ربنا بأنه فوق سبع سمواته بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية بأنه هاهنا وأشار بيده الى الأرض

وقال أخبرنا أبو عبدالله الحافظ يعنى الحاكم فى كتاب التاريخ الذى جمعه لأهل نيسابور وفى كتاب معرفة أصول الحديث اللذين جمعهما ولم يسبق الى مثلهما قال سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانىء سمعت الامام أبا بكر محمد بن اسحق بن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله على عرشه قد

استوى فوق سبع سمواته فهو كافر به حلال الدم يستتاب فان تاب والا ضربت عنقه وألقى على بعض المزابل

قال الشيخ أبو عثمان ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب كل ليلة الى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله وينتهون فيه اليه ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويكلون علمه الى الله سبحانه وتعالى وكذلك يثبتون ما أنزل الله فى كتابه من ذكر المجىء والاتيان المذكورين فى قوله تعالى هل ينظرون الا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام وقوله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا

وقال أخبرنا أبو بكر بن زكريا سمعت أبا حامد الشرقى سمعت حمدان السلمى وأبا داود الخفاف قالا سمعنا إسحق بن إبراهيم الحنظلى يقول قال لى الأمير عبدالله بن طاهر يا أبا يعقوب هذا الحديث الذى ترويه عن رسول الله ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا كيف ينزل قال قلت أعز الله الامير لا يقال لأمر الرب كيف انما ينزل بلا كيف

قال وسمعت أبا عبدالله الحافظ يقول سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبرى سمعت إبراهيم بن أبى طالب سمعت أحمد بن سعيد بن ابراهيم أبا عبدالله الرباطى يقول حضرت مجلس الأمير عبدالله بن طاهر ذات يوم

وحضر إسحق بن إبراهيم رحمه الله فسئل عن حديث النزول أصحيح هو قال نعم فقال له بعض قواد عبدالله يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة قال نعم قال كيف ينزل فقال إسحق أثبته فوق فقال اثبته فوق فقال اسحاق قال الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا فقال الأمير عبدالله هذا يوم القيامة فقال إسحاق أعز الله الأمير من يجىء يوم القيامة من يمنعه اليوم وقال أبو عثمان قرأت فى رسالة أبى بكر الإسماعيلى الى أهل جيلان أن الله ينزل الى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن النبى وقد قال عز وجل هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام وقال وجاء ربك والملك صفا صفا نؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف فلو شاء سبحانه أن يبين كيف ذلك فعل فانتهينا إلى ما أحكمه وكففنا عن الذى يتشابه اذ كنا قد أمرنا به فى قوله هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب وروى عبدالرحمن بن منده باسناده عن حرب بن إسماعيل قال سألت اسحق بن إبراهيم قلت حديث النبى ينزل الله إلى السماء الدنيا قال نعم ينزل الله كل ليلة الى السماء الدنيا كما شاء وكيف شاء وقال

عن حرب لا يجوز الخوض فى أمر الله تعالى كما يجوز الخوض فى فعل المخلوقين لقول الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير