تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

منفصلة عنه

فيقولون كلام الله مخلوق بائن عنه لا يقوم به كلام وكذلك رضاه وغضبه وفرحه ومجيئه واتيانه ونزوله وغير ذلك هو مخلوق منفصل عنه لا يتصف الرب بشىء يقوم به عندهم

واذا قالوا هذه الأمور من صفات الفعل فمعناه أنها منفصلة عن الله بائنة وهى مضافة اليه لا أنها صفات قائمة به

ولهذا يقول كثير منهم أن هذه آيات الاضافات وأحاديث الاضافات وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات واما أن يجعلوا جميع هذه المعانى قديمة أزلية ويقولون نزوله ومجيئه واتيانه وفرحه وغضبه ورضاه ونحو ذلك قديم أزلى كما يقولون أن القرآن قديم ازلى

ثم منهم من يجعله معنى واحدا ومنهم من يجعله حروفا أو حروفا واصواتا قديمة أزلية مع كونه مرتبا فى نفسه ويقولون فرق بين ترتيب وجوده وترتيب ماهيته كما قد بسطنا الكلام على هذه الامور فى غير هذا الموضع على هذه الاقوال وقائليها وأدلتها السمعية والعقلية فى غير هذا الموضع

والمقصود هنا أنه ليس شىء من هذه الاقوال قول الصحابة والتابعين لهم باحسان ولا قول أئمة المسلمين المشهورين بالامامة أئمة السنة والجماعة وأهل الحديث كالاوزاعى ومالك بن انس وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبدالله بن المبارك والشافعى وأحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وامثالهم بل أقوال السلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان ومن سلك سبيلهم من أئمة الدين وعلماء المسلمين موجودة فى الكتب التى ينقل فيها أقوالهم بألفاظها بالاسانيد المعروفة عنهم

كما يوجد ذلك فى كتب كثيرة مثل كتاب السنة والرد على الجهمية

لمحمد بن عبدالله الجعفى شيخ البخارى ولأبى داود السجستانى ولعبدالله بن أحمد بن حنبل ولأبى بكر الاثرم ولحنبل بن اسحق ولحرب الكرمانى ولعثمان بن سعيد الدارمى ولنعيم بن حماد الخزاعى ولأبى بكر الخلال ولأبى بكر بن خزيمة ولعبدالرحمن بن أبى حاتم ولأبى القاسم الطبرانى ولأبى الشيخ الاصبهانى ولأبى عبدالله بن منده ولابى عمرو الطلمنكى وأبى عمر بن عبدالبر

وفى كتب التفسير المسندة قطعة كبيرة من ذلك مثل تفسير عبدالرزاق وعبد بن حميد ودحيم وسنيد وابن جرير الطبرى وأبى بكر بن المنذر وتفسير عبدالرحمن بن أبى حاتم وغير ذلك من كتب التفسير التى ينقل فيها ألفاظ الصحابة والتابعين فى معانى القرآن بالأسانيد المعروفة

فإن معرفة مراد الرسول ومراد الصحابة هو أصل العلم وينبوع الهدى والا فكثير ممن يذكر مذهب السلف ويحكيه لا يكون له خبرة بشىء من هذا الباب كما يظنون أن مذهب السلف فى آيات الصفات وأحاديثها أنه لا يفهم أحد معانيها لا الرسول ولا غيره ويظنون أن هذا معنى قوله لا يعلم تأويله الا الله مع نصرهم للوقف على ذلك فيجعلون مضمون مذهب السلف أن الرسول بلغ قرآنا لا يفهم معناه بل تكلم بأحاديث الصفات وهو لا يفهم معناها وان جبريل كذلك وان الصحابة والتابعين كذلك

وهذا ضلال عظيم وهو احد أنواع الضلال فى كلام الله والرسول ظن أهل التخييل وظن أهل التحريف والتبديل وظن أهل التجهيل وهذا مما بسط الكلام عليه فى مواضع والله يهدينا وسائر اخواننا الى صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

والمقصود هنا الكلام على من يقول ينزل ولا يخلو منه العرش وان أهل الحديث فى هذا على ثلاثة أقوال منهم من ينكر أن يقال يخلو أو لا يخلو كما يقول ذلك الحافظ عبدالغنى وغيره

ومنهم من يقول بل يخلو منه العرش وقد صنف عبدالرحمن بن منده مصنفا فى الانكار على من قال لا يخلو من العرش أو لا يخلو منه العرش كما تقدم بعض كلامه

وكثير من اهل الحديث يتوقف عن أن يقول يخلو أو لا يخلو وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش وكثير منهم يتوقف عن أن يقال يخلو أو لا يخلو لشكهم فى ذلك وأنهم لم يتبين لهم جواب أحد الأمرين واما مع كون الواحد منهم قد ترجح عنده أحد الامرين لكن يمسك فى ذلك لكونه ليس فى الحديث

ولما يخاف من الانكار عليه واما الجزم بخلو العرش فلم يبلغنا الا عن طائفة قليلة منهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير