تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال المروذى كتب إلى عبدالوهاب فى أمر حسين بن خلف العكبرى وقال إنه تنزه عن ميراث أبيه فقال رجل قدرى ان الله لم يجبر العباد على المعاصى فرد عليه أحمد بن رجاء فقال إن الله جبر العباد أراد بذلك إثبات القدر فوضع احمد بن على كتابا يحتج فيه فأدخلته على ابى عبد الله واخبرته بالقصة قال ويضع كتابا وانكر عليهما جميعا على ابن رجاء حين قال جبر العباد وعلى القدرى الذي قال لم يجبر وانكر على احمد بن على وضعه الكتاب واحتجاجه وامر بهجرانه لوضعه الكتاب وقال لى يجب على ابن رجاء ان يستغفر ربه لما قال جبر العباد فقلت لأبى عبد الله فما الجواب فى هذه المسألة فقال يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء

قال الخلال واخبرنا المروذي فى هذه المسألة انه سمع ابا عبد الله لما انكر على الذى قال لم يجبر وعلى من رد عليه جبر فقال ابو عبد الله كلما ابتدع

رجل بدعة اتسعوا فى جوابها وقال يستغفر ربه الذي رد عليهم بمحدثة وانكر على من رد شيئا من جنس الكلام إذا لم يكن له فيه إمام تقدم

قال المروذي فما كان بأسرع من ان قدم احمد بن على من عكبرا ومعه نسخة وكتاب من أهل عكبرا فأدخلت احمد بن علي على ابى عبدالله فقال يا أبا عبد الله هذا الكتاب ادفعه الى ابى بكر حتى يقطعه وانا اقوم على منبر عكبرا واستغفر الله فقال أبوعبد الله لى ينبغي ان تقبلوا منه وارجعوا إليه

قال المروزي سمعت بعض المشيخة يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول انكر سفيان الثورى جبر وقال الله تعالى جبل العباد قال المروذي اظنه اراد قول النبى لاشج عبد القيس

قلت هذه الامور مبسوطة فى غير هذا الموضع وانما المقصود التنبيه على ان السلف كانوا يراعون لفظ القرآن والحديث فيما يثبتونه وينفونه عن الله من صفاته وافعاله فلا يأتون بلفظ محدث مبتدع فى النفي والاثبات بل كل معنى صحيح فانه داخل فيما اخبر به الرسول والألفاظ المبتدعة ليس لها ضابط بل كل قوم يريدون بها معنى غير المعنى الذي اراده اولئك كلفظ الجسم والجهة والحيز والجبر ونحو ذلك بخلاف الفاظ الرسول فان مراده بها يعلم كما يعلم مراده بسائر ألفاظه ولو يعلم الرجل مراده لوجب عليه الايمان بما قاله مجملا ولو قدر معنى صحيح والرسول لم يخبر

به لم يحل لأحد ان يدخله فى دين المسلمين بخلاف ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم فان التصديق به واجب

والأقوال المبتدعة تضمنت تكذيب كثير مما جاء به الرسول وذلك يعرفه من عرف مراد الرسول ومراد اصحاب تلك الأقوال المبتدعة ولما انتشر الكلام المحدث ودخل فيه ما يناقض الكتاب والسنة وصاروا يعارضون به الكتاب والسنة صار بيان مرادهم بتلك الألفاظ وما احتجوا به لذلك من لغة وعقل يبين للمؤمن ما يمنعه ان يقع فى البدعة والضلال او يخلص منها إن كان قد وقع ويدفع عن نفسه فى الباطن والظاهر ما يعارض إيمانه بالرسول من ذلك وهذا مبسوط فى موضعه

والمقصود هنا ان ما جاء به الرسول لا يدفع بالألفاظ المجملة كلفظ التجسيم وغيره مما قد يتضمن معنى باطلا والنافى له ينفى الحق والباطل فاذا ذكرت المعانى الباطلة نفرت القلوب وإذا الزموه ما يلزمونه من التجسيم الذى يدعونه نفر إذا قالوا له هذا يستلزم التجسيم لأن هذا لا يعقل إلا فى جسم لم يحسن نقض ماقالوه ولم يحسن حله وكلهم متناقضون

وحقيقة كلامهم ان ما وصف به الرب نفسه لا يعقل منه إلا ما يعقل فى

قليل من المخلوقات التى نشهدها كأبدان بنى آدم وهذا فى غاية الجهل فإن من المخلوقات مخلوقات لم نشهدها كالملائكة والجن حتى أرواحنا ولا يلزم أن يكون ما أخبر به الرسول مماثلا لها فكيف يكون مماثلا لما شاهدوه

وهذا الكلام فى لفظ الجسم من حيث اللغة

وأما الشرع فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم بل النفي والإثبات بدعة فى الشرع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير