تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الطريق الثانى أن يقال المجىء والاتيان والصعود والنزول توصف به روح الانسان التى تفارقه بالموت وتسمى النفس وتوصف به الملائكة وليس نزول الروح وصعودها من جنس نزول البدن وصعوده فان روح المؤمن تصعد الى فوق السموات ثم تهبط الى الأرض فيما بين قبضها ووضع الميت فى قبره وهذا زمن يسير لا يصعد البدن الى ما فوق السموات ثم ينزل الى الأرض فى مثل هذا الزمان

وكذلك صعودها ثم عودها الى البدن فى النوم واليقظة

ولهذا يشبه بعض الناس نزولها الى القبر بالشعاع لكن ليس هذا مثالا مطابقا فان نفس الشمس لا تنزل والشعاع الذى يظهر على الأرض هو عرض من الاعراض يحدث بسبب الشمس ليس هو الشمس ولا صفة قائمة بها والروح نفسها تصعد وتنزل ففى الحديث المشهور حديث البراء بن عازب رضى الله عنه فى قبض الروح وفتنة القبر وقد رواه الامام أحمد وغيره ورواه أبو داود أيضا واختصره وكذلك النسائى وابن ماجه ورواه أبو عوانة فى صحيحه بطوله وفى روايته عن زاذان سمعت البراء وذلك يبطل قول من قال انه لم يسمعه منه

ورواه الحاكم فى صحيحه من حديث أبى معاوية قال حدثنا الاعمش ثنا المنهال بن ابى عمرو عن أبى عمرو زاذان عن البراء بن عازب رضى الله عنهما قال خرجنا مع رسول الله فى جنازة فانتهينا الى القبر ولما يلحد وذكر الحديث بطوله ورواه الحاكم أيضا من حديث محمد بن الفضل قال حدثنا الأعمش فذكره وقال فى آخره حدثنا فضيل حدثنى أبى عن أبى حازم عن أبى هريرة بهذا الحديث الا أنه قال ارقد رقدة كرقدة من لا يوقظه الا أحب الناس اليه

قال وقد رواه شعبة وزائدة وغيرهما عن الأعمش ورواه مؤمل عن

الثورى عنه قال وهو على شرطهما قد احتجا بالمنهال بن عمرو قال وقد روى ابن جرير عن شعبة عن أبى اسحق عن البراء قال ذكر النبى المؤمن والكافر ثم ذكر طرفا من حديث القبر وقد رواه الامام أحمد فى مسنده عن عبدالرزاق حدثنا معمر عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو الحديث بطوله قال وكذلك أبو خالد الدالانى وعمرو بن قيس الملائى والحسن بن عبيد الله النخعى عن المنهال ورواه شعيب بن صفوان عن يونس بن خباب فقال عن المنهال عن زاذان عن أبى البخترى قال سمعت البراء قال وهذا وهم من شعيب فقد رواه معمر ومهدى بن ميمون وعباد بن عباد عن يونس التامر

وقال الحافظ أبو نعيم الاصبهانى وأما حديث البراء رواه المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء فحديث مشهور رواه عن المنهال الجم الغفير ورواه عن البراء عدى بن ثابت ومحمد بن عقبة وغيرهما ورواه عن زاذان عطاء بن السائب قال وهو حديث أجمع رواة الاثر على شهرته واستفاضته وقال الحافظ أبو عبدالله بن منده هذا الحديث اسناده متصل مشهور رواه جماعة عن البراء

وقال الامام أحمد فى المسند حدثنا أبو معاوية ثنا الاعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب رضى الله عنهما قال خرجنا

مع رسول الله فى جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفى يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان فى انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل عليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسون منه مد بصره ثم يجىء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجى الى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من فى السقاء فيأخذها فاذا أخذها لم يدعوها فى يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها فى ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط ويخرج منها ريح كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون يعنى بها على ملأ من الملائكة بين السماء والارض الا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التى كانوا يسمونه بها فى الدنيا حتى ينتهوا به الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التى تليها حتى ينتهوا به الى السماء السابعة فيقول الله تعالى اكتبوا كتاب عبدى فى عليين وأعيدوه الى الارض فانى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول له الله ربى فيقولان له وما دينك فيقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير