تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجنة فينظر الى مقعده ومنزله منها حتى تقوم الساعة وان الكافر اذا كان فى انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة وحضره ملك الموت نزل عليه من السماء ملائكة معهم كفن من نار وحنوط من نار قال فيجلسون منه مد بصره وجاء ملك الموت فجلس عند رأسه ثم قال اخرجى ايتها النفس الخبيثة اخرجى الى غضب الله وسخطه فتتفرق روحه فى جسده كراهة أن تخرج لما ترى وتعاين فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول فاذا خرجت نفسه لعنه كل شىء بين السماء والأرض الا الثقلين ثم يصعد به الى السماء الدنيا فتغلق دونه فيقول الرب تبارك وتعالى ردوا عبدى الى مضجعه فانى وعدتهم انى منها حلقتهم وفيها اعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فترد روحه الى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الارض بأنيابهما ويفحصان الارض بأشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيجلسانه ثم يقولان له من ربك فيقول لا أدرى فينادى من جانب القبر لا دريت فيضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها من بين الخافقين لم تقل ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول جزاك الله شرا فوالله ما علمت ان كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا فى معصية الله فيقول من أنت فيقول أنا عملك الخبيث ثم يفتح له باب الى النار فينظر الى مقعده فيها حتى تقوم الساعة

وقال ابن منده رواه الامام أحمد بن حنبل ومحمود بن غيلان وغيرهما عن أبى النضر

ومن ذلك حديث ابن أبى ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبى هريرة وقد رواه الامام أحمد فى مسنده وغيره وقال الحافظ ابو نعيم الاصبهانى هذا حديث متفق على عدالة ناقليه اتفق الامامان محمد بن اسماعيل البخارى ومسلم بن الحجاج على ابن أبى ذئب ومحمد بن عمرو بن عطاء وسعيد بن يسار وهم من شرطهما ورواه المتقدمون الكبار عن ابن أبى ذئب مثل ابن أبى فديك وعنه دحيم بن ابراهيم

قلت وقد رواه عن ابن أبى ذئب غير واحد ولكن هذا سياق حديث ابن أبى فديك لتقدمه قال ابن أبى فديك حدثنى محمد بن أبى ذئب عن محمد بن عمرو عطاء عن سعيد بن يسار عن أبى هريرة أن رسول الله قال ان الميت تحضره الملائكة فاذا كان الرجل الصالح فيقولون اخرجى أيتها النفس الطيبة كانت فى الجسد الطيب أخرجى حميدة وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان قال فيقولون ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها الى السماء الدنيا فيستفتح لها فيقال من هذا فيقولون فلان فيقولون مرحبا بالنفس الطيبة كانت فى الجسد الطيب ادخلى حميدة وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان فيقال لها ذلك حتى ينتهى بها الى السماء التى فيها الله عز وجل واذا كان الرجل السوء قال اخرجى ايتها النفس الخبيثة كانت فى الجسد الخبيث اخرجى ذميمة وأبشرى بحميم وغساق وآخر من شكله

أزواج فيقولون ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها الى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقولون لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت فى الجسد الخبيث ارجعى ذميمة فانها لن تفتح لك ابواب السماء فترسل بين السماء والارض فتصير الى قبره فيجلس الرجل الصالح فى قبره غير فزع ولا مشغوف ثم يقال ما كنت تقول فى الاسلام فيقول ما هذا الرجل فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من قبل الله فآمنا وصدقنا وذكر تمام الحديث

والمقصود أن فى حديث أبى هريرة قوله فيصير الى قبره كما فى حديث البراء بن عازب وحديث أبى هريرة روى من طرق تصدق حديث البراء بن عازب وفى بعض طرقه سياق حديث البراء بطوله كما ذكره الحاكم مع أن سائر الاحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح الى البدن اذ المسألة للبدن بلا روح قول قاله طائفة من الناس وأنكره الجمهور وكذلك السؤال للروح بلا بدن قاله ابن ميسرة وابن حزم ولو كان كذلك لم يكن للقبر بالروح اختصاص

وزعم ابن حزم أن العود لم يروه الا زاذان عن البراء وضعفه وليس الامر كما قاله بل رواه غير زاذان عن البراء وروى عن غير البراء مثل عدى بن ثابت وغيره وقد جمع الدارقطنى طرقه فى مصنف مفرد مع أن زاذان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير