تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعضا يشمونه حتى يأتوا به باب السماء فيقولون ما اطيب هذه الريح التى جاءتكم من الأرض وكلما أتوا سماء قالوا ذلك حتى يأتوا به ارواح المؤمنين فلهم أفرح به من أحدكم بغائبه اذا قدم عليه فيسألونه ما فعل فلان قال فيقولون دعوه حتى يستريح فانه كان فى غم الدنيا فاذا قال لهم ما أتاكم فانه قد مات يقولون ذهب به الى أمه الهاوية واما الكافر فان ملائكة العذاب تأتيه فتقول اخرجى ساخطة مسخوطا عليك الى عذاب الله وسخطه فتخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به الى باب الأرض فيقولون ما أنتن هذه الريح كلما أتوا على أرض قالوا ذلك حتى يأتوا به أرواح الكفار

قال الحاكم تابعه هشام الدستوائى عن قتادة وقال همام بن يحيى عن قتادة عن أبى الجوزاء عن أبى هريرة عن النبى

بنحوه والكل صحيح وشاهدها حديث البراء بن عازب وكذلك رواه الحافظ أبو نعيم من حديث القاسم بن الفضل الحذائى كما رواه معمر قال ورواه أبو موسى وبندار عن معاذ بن هشام عن ابيه عن قتادة مثله مرفوعا ومن أصحاب قتادة من رواه موقوفا ورواه همام عن قتادة عن أبى الجوزاء عن أبى هريرة مرفوعا نحوه وقد روى هذا الحديث النسائى والبزار فى مسنده وأبو حاتم فى صحيحه

وقد روى مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة قال اذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان فصعدا بها فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال فيقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق بها الى ربه ثم يقال انطلقوا به الى آخر الأجل قال وان الكافر اذا خرجت روحه وذكر من نتنها وذكر لعنا فيقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به الى آخر الاجل قال أبو هريرة فرد رسول الله ريطة كانت عليه على أنفه هكذا

وقد ثبت فى الصحيح عن النبى أنه كان يقول عند النوم باسمك ربى وضعت جنبى وبك ارفعه ان أمسكت نفسى فاغفر لها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وفى الصحيح أيضا أنه كان يقول اللهم أنت خلقت نفسى وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها فان أمسكتها فارحمها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين

ففى هذه الاحاديث من صعود الروح إلى السماء وعودها الى البدن ما بين ان صعودها نوع آخر ليس مثل صعود البدن ونزوله

وروينا عن الحافظ ابى عبدالله محمد بن منده فى كتاب الروح والنفس حدثنا أحمد بن محمد بن ابراهيم ثنا عبدالله بن الحسن الحرانى ثنا أحمد

بن شعيب ثنا موسى بن أيمن عن مطرف عن جعفر بن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير هذه الآية الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها قال تلتقى ارواح الاحياء فى المنام بأرواح الموتى ويتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الاحياء الى اجسادها

وروى الحافظ أبو محمد بن أبى حاتم فى تفسيره حدثنا عبدالله بن سليمان ثنا الحسن ثنا عامر عن الفرات ثنا أسباط عن السدى والتى لم تمت فى منامها قال يتوفاها فى منامها قال فتلتقى روح الحى وروح الميت فيتذاكران ويتعارفان قال فترجع روح الحى الى جسده فى الدنيا الى بقية أجله فى الدنيا قال وتريد روح الميت أن ترجع الى جسده فتحبس

وهذا أحد القولين وهو أن قوله فيمسك التى قضى عليها الموت أريد بها أن من مات قبل ذلك لقى روح الحى

والقول الثانى وعليه الاكثرون أن كلا من النفسين الممسكة والمرسلة توفيتا وفاة النوم وأما التى توفيت وفاة الموت فتلك قسم ثالث وهى التى قدمها بقوله الله يتوفى الانفس حين موتها وعلى هذا يدل الكتاب والسنة فان الله قال الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى أجل مسمى فذكر امساك التى قضى عليها الموت من هذه الانفس التى توفاها بالنوم وأما التى

توفاها حين موتها فتلك لم يصفها بامساك ولا ارسال ولا ذكر فى الآية إلتقاء الموتى بالنيام

والتحقيق أن الآية تتناول النوعين فان الله ذكر توفيتين توفى الموت وتوفى النوم وذكر امساك المتوفاة وارسال الاخرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير