تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومعلوم أنه يمسك كل ميتة سواء ماتت فى النوم أو قبل ذلك ويرسل من لم تمت وقوله يتوفى الانفس حين موتها يتناول ما ماتت فى اليقظة وما ماتت فى النوم فلما ذكر التوفيتين ذكر أنه يمسكها فى أحد التوفيتين ويرسلها فى الاخرى وهذا ظاهر اللفظ ومدلوله بلا تكلف وما ذكر من التقاء ارواح النيام والموتى لا ينافى ما فى الآية وليس فى لفظها دلالة عليه لكن قوله فيمسك التى قضى عليها الموت يقتضى أنه يمسكها لا يرسلها كما يرسل النائمة سواء توفاها فى اليقظة أو فى النوم ولذلك قال النبى اللهم أنت خلقت نفسى وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها فان أمسكتها فارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين فوصفها بأنها فى حال توفى النوم اما ممسكة واما مرسلة

وقال ابن أبى حاتم ثنا أبى ثنا عمر بن عثمان ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو حدثنى سليم بن عامر الحضرمى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه أعجب من رؤيا الرجل أنه يبيت فيرى الشىء

لم يخطر له على بال فتكون رؤياه كأخذ باليد ويرى الرجل الشىء فلا تكون رؤياه شيئا فقال على بن أبى طالب افلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين ان الله يقول الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجل مسمى فالله يتوفى الانفس كلها فما رأت وهى عنده فى السماء فهو الرؤيا الصادقة وما رأت اذا ارسلت الى أجسادها تلقتها الشياطين فى الهواء فكذبتها فاخبرتها بالاباطيل وكذبت فيها فعجب عمر من قوله

وذكر هذا ابو عبدالله محمد بن اسحق بن منده فى كتاب الروح والنفس وقال هذا خبر مشهور عن صفوان بن عمرو وغيره ولفظه قال على بن ابى طالب يا أمير المؤمنين يقول الله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى أجل مسمى والارواح يعرج بها فى منامها فما رأت وهى فى السماء فهو الحق فاذا ردت الى أجسادها تلقتها الشياطين فى الهواء فكذبتها فما رأت من ذلك فهو الباطل

قال الامام أبو عبدالله بن منده وروى عن أبى الدرداء قال روى ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم الرعينى عن أبى عثمان الاصبحى عن أبى الدرداء قال اذا نام الانسان عرج بروحه حتى يؤتى بها العرش قال فان كان طاهرا اذن لها بالسجود وان كان جنبا لم يؤذن لها بالسجود رواه زيد بن الحباب وغيره

وروى ابن منده حديث على وعمر رضى الله عنهما مرفوعا حدثنا أبو اسحق ابراهيم بن محمد ثنا محمد بن شعيب ثنا ابن عياش بن أبى اسماعيل وأنا الحسن بن على أنا عبدالرحمن بن محمد ثنا قتيبة والرازى ثنا محمد بن حميد ثنا أبو زهير عبدالرحمن بن مغراء الدوسى ثنا الازهر بن عبدالله الازدى عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبدالله بن عمر عن ابيه قال لقى عمر بن الخطاب على بن أبى طالب فقال يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا وربما شهدنا وغبت ثلاثة أشياء أسألك عنهن فهل عندك منهن علم فقال على بن أبى طالب وما هن قال الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا فقال نعم سمعت رسول الله يقول ان الارواح جنود مجندة تلتقى فى الهواء فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف قال عمر واحدة قال عمر والرجل يحدث الحديث اذ نسيه فبينما هو قد نسيه اذ ذكره فقال نعم سمعت رسول الله يقول ما من القلوب قلب الا وله سحابة كسحابة القمر فبينما القمر يضىء اذ تجللته سحابة فاظلم اذ تجلت عنه فأضاء وبينما القلب يتحدث اذ تجللته فنسى اذ تجلت عنه فذكر قال عمر اثنتان قال والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب فقال نعم سمعت رسول الله يقول ما من عبد ينام فيمتلىء نوما الا عرج بروحه الى العرش فالذى لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التى تصدق والذى يستيقظ دون العرش

فهى الرؤيا التى تكذب فقال عمر ثلاث كنت فى طلبهن فالحمد لله الذى اصبتهن قبل الموت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير