تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورواه من وجه ثالث أن ابن عباس سأل عنه عمر فقال حدثنا أحمد بن سليمان بن ايوب ثنا يزيد بن محمد بن عبدالصمد ثنا آدم بن أبى اياس ثنا اسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمى عن ابن أبى طلحة القرشى ان ابن عباس رضى الله عنه قال لعمر بن الخطاب رضى الله عنه يا أمير المؤمنين اشياء اسألك عنها قال سل عما شئت فقال يا أمير المؤمنين مم يذكر الرجل ومم ينسى ومم تصدق الرؤيا ومم تكذب فقال له عمر اما قولك مم يذكر الرجل ومم ينسى فان على القلب طخاة مثل طخاة القمر فإذا تغشت القلب نسى ابن آدم فاذا تجلت عن القلب ذكر ما كان ينسى واما مم تصدق الرؤيا ومم تكذب فان الله يقول الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فمن دخل منها فى ملكوت السماء فهى التى تصدق وما كان منها دون ملكوت السماء فهى التى تكذب

قلت وفى هذين الطريقين ذكر أن التى تكذب ما لم يكمل وصولها الى العلو وفى الاول ذكر أن ذلك يكون مما يحصل بعد رجوعها وكلا الامرين ممكن فان الحكم يختلف لفوات شرطه أو وجود مانعه عن ذلك قال عكرمة ومجاهد اذا نام الانسان فان له سببا تجرى فيه الروح

واصله فى الجسد فتبلغ حيث شاء الله فما دام ذاهبا فان الانسان نائم فاذا رجع الى البدن انتبه الانسان فكان بمنزلة شعاع هو ساقط بالارض واصله متصل بالشمس

قال ابن منده وأخبرت عن عبدالله بن عبدالرحمن السمرقندى عن على بن يزيد السمرقندى وكان من أهل العلم والادب وله بصر بالطب والتعبير قال ان الارواح تمتد من منخر الانسان ومراكبها واصلها فى بدن الانسان فلو خرج الروح لمات كما أن السراج لو فرقت بينها وبين الفتيلة لطفئت الا ترى أن تركب النار فى الفتيلة وضوءها وشعاعها ملأ البيت فكذلك الروح تمتد من منخر الانسان فى منامه حتى تأتى السماء وتجول فى البلدان وتلتقى مع أرواح الموتى فاذا رآها الملك الموكل بأرواح العباد اراه ما أحب أن يراه وكان المرء فى اليقظة عاقلا ذكيا صدوقا لا يلتفت فى اليقظة الى شىء من الباطل رجع اليه روحه فأدى الى قلبه الصدق بما أراه الله عز وجل على حسب صدقه وان كان خفيفا نزيقا يحب الباطل والنظر اليه فاذا نام واراه الله أمرا من خير او شر رجع روحه فحيث ما رأى شيئا من مخاريق الشيطان أو باطلا وقف عليه كما يقف فى يقظته وكذلك يؤدى الى قلبه فلا يعقل ما رأى لأنه خلط الحق بالباطل فلا يمكن معبر يعبر له وقد اختلط الحق بالباطل قال الامام ابن منده ومما يشهد لهذا الكلام ما ذكرناه عن عمر وعلى وأبى الدرداء رضى الله عنهم

قلت وخرج ابن قتيبة فى كتاب تعبير الرؤيا قال حدثنى

حسين بن حسن المروزى أخبرنا ابن المبارك عبدالله ثنا المبارك عن الحسن أنه قال أنبئت أن العبد إذا نام وهو ساجد يقول الله تبارك وتعالى انظروا الى عبدى روحه عندى وجسده فى طاعتى

وإذا كانت الروح تعرج الى السماء مع أنها فى البدن علم أنه ليس عروجها من جنس عروج البدن الذى يمتنع هذا فيه وعروج الملائكة ونزولها من جنس عروج الروح ونزولها لا من جنس عروج البدن ونزوله وصعود الرب عز وجل فوق هذا كله وأجل من هذا كله فانه تعالى أبعد عن مماثلة كل مخلوق من مماثلة مخلوق لمخلوق

وإذا قيل الصعود والنزول والمجىء والاتيان أنواع جنس الحركة قيل والحركة أيضا اصناف مختلفة فليست حركة الروح كحركة البدن ولا حركة الملائكة كحركة البدن والحركة يراد بها انتقال البدن والجسم من حيز ويراد بها أمور أخرى كما يقوله كثير من الطبائعية والفلاسفة منها الحركة فى الكم كحركة النمو والحركة فى الكيف كحركة الانسان من جهل الى علم وحركة اللون او الثياب من سواد الى بياض والحركة فى الاين كالحركة تكون بالاجسام النامية من النبات والحيوان فى النمو والزيادة أو فى الذبول والنقصان وليس هناك انتقال جسم من حيز الى حيز

ومن قال ان الجواهر المفردة تنتقل فقوله غلط كما هو مبسوط فى موضعه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير