تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك الاجسام تنتقل ألوانها وطعومها وروائحها فيسود الجسم بعد ابيضاضه ويحلو بعد مرارته بعد ان لم يكن كذلك وهذه حركات واستحالات وانتقالات وان لم يكن فى ذلك انتقال جسم من حيز الى حيز وكذلك الجسم الدائر فى موضع واحد كالدولاب والفلك هو بجملته لا يخرج من حيزه وان لم يزل متحركا وهذه الحركات كلها فى الأجسام واما فى الارواح فالنفس تنتقل من بغض الى حب ومن سخط الى رضا ومن كراهة الى ارادة ومن جهل الى علم ويجد الانسان من حركات نفسه وانتقالاتها وصعودها ونزولها ما يجده وذلك من جنس آخر غير جنس حركات بدنه

واذا عرف هذا فان للملائكة من ذلك ما يليق بهم وإن ما يوصف به الرب تبارك وتعالى هو أكمل وأعلى وأتم من هذا كله وحينئذ فاذا قال السلف والأئمة كحماد بن زيد واسحاق بن راهويه وغيرهما من ائمة اهل السنة أنه ينزل ولا يخلو منه العرش لم يجز أن يقال ان ذلك ممتنع بل اذا كان المخلوق يوصف من ذلك بما يستحيل من مخلوق آخر فالروح توصف من ذلك بما يستحيل اتصاف البدن به كان جواز ذلك فى حق الرب تبارك وتعالى أولى من جوازه من المخلوق كأرواح الادميين والملائكة

ومن ظن أن ما يوصف به الرب عز وجل لا يكون الا مثل ما توصف به ابدان بنى آدم فغلطه أعظم من غلط من ظن أن ما توصف به الروح مثل ما توصف به الأبدان

وأصل هذا أن قربه سبحانه ودنوه من بعض مخلوقاته لا يستلزم أن تخلو ذاته من فوق العرش بل هو فوق العرش ويقرب من خلقه كيف شاء كما قال ذلك من قاله من السلف وهذا كقربه الى موسى لما كلمه من الشجرة قال تعالى اذ قال موسى لأهله انى آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما جاءها نودى ان بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى انه أنا الله العزيز الحكيم والق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف انى لا يخاف لدى المرسلون الا من ظلم وقال فى السورة الاخرى فلما قضى موسى الاجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا انى آنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما اتاها نودى من شاطىء الوادى الايمن فى البقعة المباركة من الشجرة ان يا موسى انى أنا الله رب العالمين وقال تعالى واذكر فى الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا فأخبر أنه ناداه من جانب الطور وأنه قربه نجيا وقال تعالى ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الاولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون وما كنت بجانب الغربى اذ قضينا الى موسى الامر وما كنت من الشاهدين ولكنا انشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا فى أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين وما كنت بجانب الطور اذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون وقال تعالى

هل أتاك حديث موسى اذ ناداه ربه بالوادى المقدس طوى اذهب الى فرعون انه طغى فقل هل لك الى أن تزكى وأهديك الى ربك فتخشى فأراه الآية الكبرى وقال ابن أبى حاتم فى تفسيره حدثنا على بن الحسين حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا شريك عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال فى قوله تعالى فلما جاءها نودى أن بورك من فى النار ومن حولها قال كان ذلك النار قال الله من فى النور ونودى أن بورك من فى النور حدثنا على بن الحسين ثنا محمد بن حمزة ثنا على بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوى أن عكرمة حدثنى عن ابن عباس ان بورك من فى النار قال كان ذلك النار نوره ومن حولها أى بورك من فى النور ومن حول النور وكذلك روى باسناده من تفسير عطية عن ابن عباس فلما جاءها نودى أن بورك من فى النار يعنى نفسه قال كان نور رب العالمين فى الشجرة ومن حولها حدثنا أبى ثنا ابراهيم بن سعيد الجوهرى ثنا ابو معاوية عن شيبان عن عكرمة ان بورك من فى النار قال كان الله فى نوره حدثنا أبو زرعة ثنا بن أبى شيبة ثنا على بن جعفر المدائنى عن ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أن بورك من فى النار قال ناداه وهو فى النور

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير