تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثنا على بن الحسين المنجانى ثنا سعيد بن أبى مريم ثنا مفضل ابن أبى فضالة حدثنى ابن ضمرة فلما جاءها نودى أن بورك من فى النار ومن حولها قال ان موسى كان على شاطىء الوادى الى أن قال فلما قام ابصر النار فسار اليها فلما اتاها نودى ان بورك من فى النار قال انها لم تكن نارا ولكن كان نور الله وهو الذى كان فى ذلك النور وانما كان ذلك النور منه وموسى حوله

حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا مكى بن ابراهيم ثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب فى قوله عز وجل ان بورك من فى النار ومن حولها قال النار نور الرحمة قال ضوء من الله تعالى ومن حولها موسى والملائكة

وروى باسناده عن ابن عباس ومن حولها قال الملائكة قال وروى عن عكرمة والحسن وسعيد بن جبير وقتادة مثل ذلك وروى عن السدى وحده ان بورك من فى النار قال كان فى النار ملائكة

وفى صحيح مسلم عن أبى عبيدة عن أبى موسى قال قام فينا رسول الله بأربع كلمات فقال ان الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل

عمل الليل حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه ثم قرأ ابو عبيدة ان بورك من فى النار ومن حولها وذكر من تفسير الوالبى عن ابن عباس ان بورك من فى النار يقول قدس وعن مجاهد ان بورك من فى النار بوركت النار كذلك كان يقول ابن عباس وفى السورة الآخرى ذكر أنه ناداه من شاطىء الوادى الايمن فى البقعة المباركة من الشجرة وقوله من الشجرة هو بدل من قوله من شاطىء الوادى الايمن فالشجرة كانت فيه وقال أيضا وناديناه من جانب الطور الايمن والطور هو الجبل فالنداء كان من الجانب الايمن من الطور ومن الوادى فان شاطىء الوادى جانبه وقال وما كنت بجانب الغربى أى بالجانب الغربى وجانب المكان الغربى فدل على ان هذا الجانب الايمن هو الغربى لا الشرقى فذكر ان النداء كان من موضع معين وهو الوادى المقدس طوى من شاطىء الوادى الايمن من جانب الطور الايمن من الشجرة وذكر أنه قربه نجيا فناداه وناجاه وذلك المنادى له والمناجى له هو الله رب العالمين لا غيره ونداؤه ومناجاته قائمة به ليس ذلك مخلوقا منفصلا عنه كما يقوله من يقول ان الله لا يقوم به كلام بل كلامه منفصل عنه مخلوق وهو سبحانه وتعالى ناداه وناجاه ذلك الوقت كما دل عليه القرآن لا كما يقوله من يقول لم يزل مناديا مناجيا له ولكن ذلك الوقت خلق فيه ادراك النداء القديم الذى لم يزل ولا يزال

فهذان قولان مبتدعان لم يقل واحدا منها أحد من السلف واذا كان المنادى هو الله رب العالمين وقد ناداه من موضع معين وقربه اليه دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى عليه السلام مع أن هذا قرب مما دون السماء

وقد جاء أيضا من حديث وهب بن منبه وغيره من الاسرائيليات قربه من ايوب عليه السلام وغيره من الانبياء عليهم السلام ولفظه الذى ساقه البغوى أنه اضله غمام ثم نودى يا ايوب أنا الله يقول أنا قد دنوت منك انزل منك قريبا لكن الاسرائيليات انما تذكر على وجه المتابعة لا على وجه الاعتماد عليها وحدها وهو سبحانه وتعالى قد وصف نفسه فى كتابه وفى سنة نبيه بقربه من الداعى وقربه من المتقرب اليه فقال تبارك وتعالى واذا سألك عبادى عنى فانى قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان

وثبت فى الصحيحين عن أبى موسى أنهم كانوا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير فقال ايها الناس أربعوا على أنفسكم فانكم لا تدعون أصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا أن الذى تدعونه أقرب الى أحدكم من عنق راحلته وفى الصحيحين عن النبى يقول الله تعالى من تقرب الى شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الى ذراعا تقربت اليه باعا ومن أتانى يمشى أتيته هرولة

وقربه من العباد بتقربهم اليه مما يقربه جميع من يقول أنه فوق العرش سواء قالوا مع ذلك أنه تقوم به الافعال الاختيارية أو لم يقولوا

وأما من ينكر ذلك

فمنهم من يفسر قرب العباد بكونهم يقاربونه ويشابهونه من بعض الوجوه فيكونون قريبين منه وهذا تفسير أبى حامد والمتفلسفة فانهم يقولون الفلسفة هى التشبه بالاله على قدر الطاقة

ومنهم من يفسر قربهم بطاعتهم ويفسر قربه باثابته وهذا تفسير جمهور الجهمية فانهم ليس عندهم قرب ولا تقريب أصلا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير