تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفى حديث عبدالله بن مقسم عن عبدالله بن عمر قال رأيت النبى على المنبر وهو يقول يأخذ الجبار سمواته وأرضه وقبض بيده وجعل يقبضها ويبسطها ويقول أنا الرحمن أنا الملك أنا القدوس أنا السلام أنا المؤمن أنا المهيمن أنا العزيز أنا الجبار أنا المتكبر أنا الذى بدأت الدنيا ولم تك شيئا أنا الذى أعيدها أين الجبارون اين المتكبرون ويتميل رسول الله على يمينه وعلى شماله حتى نظرت الى المنبر يتحرك من اسفل شىء منه حتى انى أقول أساقط هو برسول الله رواه ابن منده وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمى وسعيد بن منصور وغيرهم من الأئمة الحفاظ النقاد الجهابذة

فاذا كان سبحانه يطوى السموات كلها بيمينه وهذا قدرها عنده كما

قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ما السموات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن فى يد الرحمن الا كخردلة فى يد أحدكم وهو سبحانه بين لنا من عظمته بقدر ما نعقله كما قال عبدالعزيز الماجشون والله ما دلهم على عظيم ما وصف من نفسه وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عندهم ان ذلك الذى ألقى فى روعهم وخلق على معرفته قلوبهم

وقد قال تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار قال ابن أبى حاتم فى تفسيره حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث ثنا بشر بن عمارة عن أبى روق عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى فى قوله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار قال لو أن الجن والانس والشياطين والملائكة منذ خلقوا الى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما احاطوا بالله أبدا فمن هذه عظمته كيف يحصره مخلوق من المخلوقات سماء أو غير سماء حتى يقال أنه اذا نزل الى السماء الدنيا صار العرش فوقه أو يصير شىء من المخلوقات يحصره ويحيط به سبحانه وتعالى

فاذا قال القائل هو قادر على ما يشاء قيل فقل هو قادر على أن ينزل سبحانه وتعالى وهو فوق عرشه واذا استدللت بمطلق القدرة والعظمة من غير تمييز فما كان أبلغ فى القدرة والعظمة فهو اولى بأن يوصف به مما ليس

وكذلك فان من توهم العظيم الذى لا أعظم منه يقدر على أن يصغر حتى يحيط به مخلوقه الصغير وجعل هذا من باب القدرة والعظمة فقوله انه ينزل مع بقاء عظمته وعلوه على العرش أبلغ فى القدرة والعظمة وهو الذى فيه موافقة الشرع والعقل

وهذا كما قد يقوله طائفة منهم أبو طالب المكى قال ان شاء وسعه أدنى شىء وان شاء لم يسعه شىء وان أراد عرفه كل شىء وان لم يرد لم يعرفه شىء ان أحب وجد عند كل شىء وان لم يحب لم يوجد عند شىء وقد جاوز الحد والمعيار وسبق القيل والاقدار ذو صفات لا تحصى وقدر لا يتناهى ليس محبوسا فى صورة ولا موقوفا بصفة ولا محكوما عليه بكلم ولا يتجلى بوصف مرتين ولا يظهر فى صورة لاثنين ولا يرد منه بمعنى واحد كلمتان بل لكل تجل منه صورة ولكل عبد عند ظهوره صفة وعن كل نظرة كلام وبكل كلمة افهام ولا نهاية لتجليه ولا غاية لأوصافه

قلت أبو طالب رحمه الله وأصحابه السالمية اتباع الشيخ أبى الحسن بن سالم صاحب سهل بن عبدالله التسترى لهم من المعرفة والعبادة والزهد واتباع السنة والجماعة فى عامة المسائل المشهورة لأهل السنة ما هم معروفون به وهم منتسبون الى امامين عظيمين فى السنة الامام أحمد بن حنبل وسهل بن عبدالله التسترى ومنهم من تفقه على مذهب مالك بن أنس كبيت الشيخ أبى محمد وغيرهم وفيهم من هو على مذهب الشافعى

فالذين ينتسبون اليهم أو يعظمونهم ويقصدون متابعتهم أئمة هدى رضوان الله عليهم أجمعين وهم فى ذلك كأمثالهم من أهل السنة والجماعة

وقل طائفة من المتأخرين إلا وقع فى كلامها نوع غلط لكثرة ما وقع من شبه أهل البدع ولهذا يوجد فى كثير من المصنفات فى أصول الفقه وأصول الدين والفقه والزهد والتفسير والحديث من يذكر فى الاصل العظيم عدة أقوال ويحكى من مقالات الناس ألوانا والقول الذى بعث الله به رسوله لا يذكره لعدم علمه به لا لكراهته لما عليه الرسول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير