ردا على الاستدلال بحديث (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) على أنَّ من صفة الله الشم، بغض النظر عن القائل.
صفات الله عز وجل لا يقاس عليها ().
قال البغدادى في بيان الاصول التى اجمع عليها أهل السنة:
(إن مأخد اسماء الله التوقيف عليها، إما بالقرآن، وإما بالسنة، وإما بإجماع الأمة عليه، ولا يجوز إطلاق اسم عليه من طريق القياس) ().
فلا يقاس السخاء على الجود، ولا الجلد على القوة، ولا الاستطاعة على القدرة، ولا الرقة على الرحمة والرأفة، ولا المعرفة على العلم………وهكذا.
فقد سمى الله نفسه "العليم" فلا يسمى: الداري، الحبر، الفهم، الذكي، العارف، النبيل فكل هذا مدح واحد في اللغة بمعنى "عليم" ولا فرق.
وسمى نفسه: "الكريم" فلا يسمى: السخي، والجواد.
وسمى نفسه: "الحكيم" فلا يسمى: الناقد، العاقل.
وسمى نفسه: "العظيم" فلا يسمى: الفخم، الضخم.
وسمى نفسه: "الحليم" فلا يسمى: المحتمل، المتأني.
وأخبر أنه "قريب": فلا يسمى: الداني، المجاور، المياسر.
وسمى نفسه: "الواسع" فلا يسمى: الرحب، العريض.
وسمى نفسه: "العزيز" فلا يسمى: الرئيس.
وأخبر أنه "شاكر" و "شكور". فلا يسمى: الحامد، والحمَّاد.
وسمى نفسه: "القهار" فلا يسمى: الظافر.
وسمى نفسه: "الآخر" فلا يسمى: الثاني، والتالي، والخاتم.
وسمى نفسه: "الظاهر" فلا يسمى: البادي، والمعلن.
وسمى نفسه: "الخبير" فلا يسمى: العارف، والداري.
وسمى نفسه: "الكبير" فلا يسمى: الرئيس، والمتقدم.
وسمى نفسه: "القدير" فلا يسمى: المطيق، والمستطيع.
وسمى نفسه: "العلي" فلا يسمى: العالي، والرفيع، والسَّامي.
وسمى نفسه: "البصير" فلا يسمى: المعاين.
وسمى نفسه: "الجبار" فلا يسمى: المتجبر، الزاهي، التيَّاه.
وسمى نفسه: "المتكبر" فلا يسمى: المستكبر، المتعاظم، المتنحِّي.
وسمى نفسه: "البر" فلا يسمى: الزاكي، والمواصل.
وسمى نفسه: "المتعالي" فلا يسمى: المتعظم، المترفع.
وسمى نفسه: "الغني" فلا يسمى: الموسر، المليء، المكثر، الوافر.
وسمى نفسه: "الولي" فلا يسمى: الصديق، المصادق، الموالي، الحبيب.
وسمى نفسه: "القوي" فلا يسمى: الجلد، النجد، الشجاع، الجليد، الشديد، الباطش، البطَّاش.
وسمى نفسه: "الحي" وأخبر أن له: "نفسًا" فلا يسمى: المتحرك، الحسَّاس. واقطع بأن له روحاً بمعنى النفس.
وسمى نفسه: "السميع"، "البصير". فلا يسمى: الشمَّام، الذَّوَّاق.
وسمى نفسه: "المجيد". فلا يسمى: الشريف، الماجد.
وسمى نفسه: "الحميد". فلا يسمى: "المحمدّ"، "المحمود"، "الممدوح".
وسمى نفسه: "الودود". فلا يسمى: "الوادّ، المحبّ، الحبيب، الوديد.
وسمى نفسه: "الصمد". فلا يسمى: المصْمَت.
وسمى نفسه: "الحق". فلا يسمى: الصحيح، الثابت.
وسمى نفسه: "اللطيف". فلا يسمى: الخفيف.
وذكر تعالى أن له: "مكرًا" وكيداً. فلا يقال أن له: دهاء، ومكرًا، وخبثًا، وتحيُّلاً، وخدائع.
وسمى نفسه: "المبين". فلا يسمى: الواضح، الباين، اللائح، البادي.
وسمى نفسه: "المؤمن". فلا يسمى: المسلم، المصدق.
وسمى نفسه: "الباطن". فلا يسمى: الخفي، الغائب، المتغيب.
وسمى نفسه: "الملك"، "والمليك". فلا يسمى: "السلطان".
وصحّ بالسنة: أنه يسمى: "جميلاً". فلا يسمى: الصبح، الحسن.
راجع:
شأن الدعاء للخطابي ص111
الفرق بين الفرق ص 337
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 1/ 342 - 345
أخي المحترم ... هل أعوزك كلام أهل السنة حقاً في هذه المسألة لتنقل عن أشعري جلد مثل البغدادي؟!
بل حتى الخطابي إن لم نقل إنه أشعري على طريقة متقدميهم، فلا يخلو من تأثر وموافقة في بعض أصولهم
وابن حزم معروف باضطرابه، وقد نسب إلى التجهم في باب الصفات
ولو قلبت كتب أهل السنة لوجدت ما يكفي ويشفي .. والله الموفق