تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تعلم منهم ويعلم ان ذلك موافق لنقول الأنبياء تارة بما فى ايديهم من الكتب الظاهرة ونحو ذلك من النقل المتواتر وتارة بما يعلمه الخاصة من علمائهم وفى مثل هذا قد يستشهد أهل الكتاب وهو من حكمة ابقائهم بالجزية وتفصيل ذلك ليس هذا موضعه فاخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق وكذلك اخباره عن الامور المستقبلة مثل مملكة امته وزوال مملكة فارس والروم وقتال الترك وألوف مؤلفة من الاخبار التى اخبر بها مذكور بعضها فى كتب دلائل النبوة و سيرة الرسول و فضائله و كتب التفسير و الحديث و المغازى مثل دلائل النبوة لابى نعيم والبيهقى وسيرة ابن اسحق وكتب الاحاديث المسندة كمسند الامام أحمد والمدونة كصحيح البخارى وغير ذلك مما هو مذكور أيضا فى كتب أهل الكلام والجدل كاعلام النبوة للقاضى عبد الجبار وللماوردى والرد على النصارى للقرطبى ومصنفات كثيرة جدا وكذلك ما أخبر عنه غيره مما وجد فى كتب الأنبياء المتقدمين وهى فى وقتنا هذا اثنان وعشرون نبوة بايدى اليهود والنصارى كالتوراة والانجيل والزبور وكتاب شعيا وحبقوق ودانيال وأرميا وكذلك اخبار غير الانبياء من الاحبار والرهبان وكذلك اخبار الجن والهواتف المطلقة واخبار الكهنة كسطيح وشق وغيرهما وكذلك المنامات وتعبيرها كمنام كسرى وتعبير الموبذان وكذا اخبار الأنبياء المتقدمين بما مضى وما عبر هو من أعلامهم وأما القدرة والتأثير فاما ان يكون فى العالم العلوى أو ما دونه وما دونه إما بسيط أو مركب والبسيط إما الجو و إما الأرض والمركب اما حيوان وإما نبات واما معدن والحيوان إما ناطق وإما بهيم فالعلوى كانشقاق القمر ورد الشمس ليوشع بن نون كذلك ردها لما فاتت عليا الصلاة و النبى نائم فى حجره إن صح الحديث فمن الناس من صححه كالطحاوى والقاضى عياض ومنهم من جعله موقوفا كابى الفرج بن الجوزى وهذا اصح وكذلك معراجه إلى السماوات وأما الجو فاستسقاؤه واستصحاؤه غير مرة كحديث الاعرابى الذى فى الصحيحين وغيرهما وكذلك كثرة الرمى بالنجوم عند ظهوره وكذلك اسراؤه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و اما الارض والماء فكاهتزاز الجبل تحته وتكثير الماء فى عين تبوك وعين الحديبية ونبع الماء من بين اصابعه غير مرة ومزادة المرأة وأما المركبات فتكثيره للطعام غير مرة فى قصة الخندق من حديث جابر وحديث أبى طلحة وفى أسفاره وجراب أبى هريرة ونخل جابر بن عبد الله وحديث جابر وابن الزبير فى انقلاع النخل له وعوده إلى مكانه وسقياه لغير واحد من الأرض كعين أبى قتادة وهذا باب واسع لم يكن الغرض هنا ذكر أنواع معجزاته بخصوصه وإنما الغرض التمثيل وكذلك من باب القدرة عصا موسى عليه السلام وفلق البحر والقمل والضفادع والدم وناقة صالح وابراء الا كمه والأبرص واحياء الموتى لعيسى كما ان من باب العلم اخبارهم بما يأكلون وما يدخرون فى بيوتهم وفى الجملة لم يكن المقصود هنا ذكر المعجزات النبوية بخصوصها وإنما الغرض التمثيل بها وأما المعجزات التى لغير الأنبياء من باب الكشف والعلم فمثل قول عمر فى قصة سارية وأخبار ابى بكر بان ببطن زوجته أنثى واخبار عمر بمن يخرج من ولده فيكون عادلا وقصة صاحب موسى فى علمه بحال الغلام و القدرة مثل قصة الذى عنده علم من الكتاب وقصة أهل الكهف وقصة مريم وقصة خالد بن الوليد وسفينة مولى رسول الله وابى مسلم الخولانى واشياء يطول شرحها فان تعداد هذا مثل المطر وإنما الغرض التمثيل بالشىء الذى سمعه سمعه أكثر الناس واما القدرة التى لم تتعلق بفعله فمثل نصر الله لمن ينصره وأهلاكه لمن يشتمه فصل الخارق كشفا كان أو تأثيرا أن حصل به فائدة مطلوبة فى الدين كان من الأعمال الصالحة المأمور بها دينا وشرعا واما واجب واما مستحب وان حصل به أمر مباح كان من نعم الله الدنيوية التى تقتضى شكرا وان كان على وجه يتضمن ما هو منهى عنه نهى تحريم أو نهى تنزيه كان سببا للعذاب أو البغض كقصة الذى اوتى الآيات فانسلخ منها بلعام بن باعوراء لكن قد يكون صاحبها معذورا لاجتهاد أو تقليد أو نقص عقل أو علم أو غلبة حال أو عجز أو ضرورة فيكون من جنس برح العابد و النهى قد يعود إلى سبب الخارق وقد يعود إلى مقصوده فالأول مثل أن يدعو الله دعا منهيا عنه اعتداء عليه وقد قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية أنه لا يحب المعتدين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير