تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدلالات العقلية من غير حجة على ذلك وكذلك الأمور الكشفية التى للاولياء من أهل الكلام من ينكرها ومن أصحابنا من يغلو فيها وخيار الأمور أوساطها فالطريق العقلية و النقلية والكشفية والخبرية والنظرية طريقة أهل الحديث وأهل الكلام وأهل التصوف قد تجاذبها الناس نفيا واثباتا فمن الناس من ينكر منها ما لا يعرفه ومن الناس من يغلو فيما يعرفه فيرفعه فوق قدره وينفى ما سواه فالمتكلمة والمتفلسفة تعظم الطرق العقلية وكثير منها فاسد متناقض وهم أكثر خلق الله تناقضا واختلافا وكل فريق يرد على الآخر فيما يدعيه قطيعا وطائفة ممن تدعى السنة والحديث يحتجون فيها بأحاديث موضوعة وحكايات مصنوعة يعلم انها كذب وقد يحتجون بالضعيف فى مقابلة القوى وكثير من المتصوفة والفقراء يبنى على منامات واذواق وخيالات يعتقدها كشفا وهى خيالات غير مطابقة واوهام غير صادقة إن يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغنى من الحق شيئا فنقول اما طرق الاحكام الشرعية التى نتكلم عليها فى أصول الفقه فهى بإجماع المسلمين الكتاب لم يختلف احد من الأئمة فى ذلك كما خالف بعض أهل الضلال فى الاستدلال على بعض المسائل الاعتقادية والثانى السنة المتواترة التى لا تخالف ظاهر القرآن بل تفسره مثل اعداد الصلاة واعداد ركعاتها ونصب الزكاة وفرائضها وصفة الحج والعمرة وغير ذلك من الاحكام التى لم تعلم إلا بتفسير السنة وأما السنة المتواترة التى لا تفسر ظاهر القرآن أو يقال تخالف ظاهره كالسنة فى تقدير نصاب السرقة ورجم الزانى وغير ذلك فمذهب جميع السلف العمل بها أيضا إلا الخوارج فان من قولهم أو قول بعضهم مخالفة السنة حيث قال أولهم للنبى فى وجهه ان هذه القسمة ما اريد بها وجه الله ويحكى عنهم انهم لا يتبعونه إلا فيما بلغه عن الله من القرآن والسنة المفسرة له واما ظاهر القرآن إذا خالفه الرسول فلا يعلمون إلا بظاهره ولهذا كانوا مارقة مرقوا من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية وقال النبى لأولهم لقد خبت وخسرت إن لم أعدل فإذا جوز ان الرسول يجوز ان يخون ويظلم فيما ائتمنه الله عليه من الأموال وهو معتقد أنه امين الله على وحيه فقد اتبع ظالما كاذبا وجوز ان يخون ويظلم فيما ائتمنه من المال من هو صادق أمين فيما ائتمنه الله عليه من خبر السماء ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم أيأمننى من فى السماء ولا تأمنونى أو كما قال يقول صلى الله عليه وسلم ان اداء الأمانة فى الوحى أعظم والوحى الذى اوجب الله طاعته هو الوحى بحكمه وقسمه وقد ينكر هؤلاء كثيرا من السنن طعنا فى النقل لا ردا للمنقول كما ينكر كثير من أهل البدع السنن المتواترة عند أهل العلم كالشفاعة والحوض والصراط والقدر وغير ذلك الطريق الثالث السنن المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما متلقاة بالقبول بين أهل العلم بها أو برواية الثقات لها وهذه أيضا مما اتفق أهل العلم على اتباعها من أهل الفقه والحديث والتصوف وأكثر أهل العلم وقد انكرها بعض أهل الكلام وانكر كثير منهم ان يحصل العلم بشىء منها وإنما يوجب العلم فلم القرآن والسنة المتلقى بالقبول وغيره وكثير من أهل الرأى قد ينكر كثيرا منها بشروط اشترطها ومعارضات دفعها بها ووضعها كما يرد بعضهم بعضا لأنه بخلاف ظاهر القرآن فيما زعم أو لأنه خلاف الأصول أو قياس الأصول أو لأن عمل متأخرى أهل المدينة على خلافه أو غير ذلك من المسائل المعروفة فى كتب الفقه والحديث وأصول الفقه الطريق الرابع الاجماع وهو متفق عليه بين عامة المسلمين من الفقهاء والصوفية وأهل الحديث والكلام وغيرهم فى الجملة وانكره بعض أهل البدع من المعتزلة والشيعة لكن المعلوم منه هو ما كان عليه الصحابة واما ما بعد ذلك فتعذر العلم به غالبا ولهذا اختلف أهل العلم فيما يذكر من الاجماعات الحادثة بعد الصحابة واختلف فى مسائل منه كاجماع التابعين على احد قولي الصحابة والاجماع الذى لم ينقرض عصر أهله حتى خالفهم بعضهم والاجماع السكوتى وغير ذلك الطريق الخامس القياس على النص والاجماع وهو حجة ايضا عند جماهير الفقهاء لكن كثيرا من أهل الرأى اسرف فيه حتى استعمله قبل البحث عن النص وحتى رد به النصوص وحتى استعمل منه الفاسد ومن أهل الكلام وأهل الحديث وأهل القياس من ينكره رأسا وهى مسألة كبيرة والحق فيها متوسط بين الاسراف والنقص الطريق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير