ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[25 - 04 - 04, 10:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب أبا عبد الله عبد الرحمن السديس
جزاكم الله تعالى خيرا
1ـ لست ممن ينكر كرامات الصالحين المتبعين لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاذ الله أن أقول ذلك وبي رمق.
2ـ الأخ راجي رحمة ربه والأخ أبو تقي بارك الله بكما
انتبها إلى التعليق رقم 3 في أول المشاركة (يتصرف بالكون).
أنا لا أتوقف فيمن يقول مثل هذا الكلام.
أسأل الله تعالى أن ينور قلوبنا بنور العلم والمعرفة
اعلما أخواي أني كما قدمت لست ممن ينكر الكرامة للأولياء، كيف هذا وقد دلت عليها الآثار.
أما أنهم يتصرفون في الكون.
فمعاذ الله أن أعتقد هذا لهم.
ويعلم الله أني نقلت بدقة وأمانة، ولست ممن يجازف بالكلمات لا يحسب لله حساب.
3ـ لا تستغربوا أن كثيرا من الإخوة يعتقد الولاية والكرامة والصلاح في من رفع عنه التكليف، ويسأله الدعاء.
وفي بلدتنا كان رجل يدعى (الشيخ بدوي) وكان أرسل الخضر مرة إلى أحد المشايخ، ولما ذُكر ذلك لشيخنا أنكره وقال فيما حدثني به أبو أحمد وحسان عنه، قال: إنه كان يسب الله تبارك وتعالى في الشوارع والطرقات، وإنه كان يبول في ثيابه، وإنه كان مرفوع عنه التكليف.
وعند باب الجامع الكبير رأيت أحد الشباب يطلب الدعاء من مجنون رفع عنه التكليف، فأتيته ناصحا له وقلت: هذا مجنون، ويسب الله تعالى في كل مكان، ويشرب الخمر، كيف تطلب منه الدعاء، فأجابني ناصحا لي: لا تقع في أعراض هؤلاء، إن بهم سر.
4ـ ومما قال هذا المحاضر
عند كلامه عن واحدة من حالات إحياء الموتى
قال:
وهذه القصة لا يرويها في الدنيا غير الشيخ (أظنه قال نافذ) وكل من يرويها إنما يرويها من طريقه!!!
إخواني الكرام:
لو كانت من طريق إمام حافظ ثقة ثبت في الحديث لرأيت من الأئمة من ينكر عليه ويردها لحال الإسناد.
ملاحظة هامة:
عند الكلام عن كرامات الصالحين علينا أن نتنبه إلى جملة أمور لنلقى الله تعالى وهو عنا راض:
1ـ نتثبت مما نرويه وننسبه إلى من نظن به الصلاح، فما أكثر الكذب في هذا، الكثير يروي ويحكي كل ما يسمع، فإن قيل له شيخنا الشيخ فلان فعل كذا وكذا وحصل معه كذا وكذا، تراه ينقل لك هذه الحكاية وينشرها بين الناس وكأن الذي قالها له هو شيخ الإسلام.
إن كثيرا من هذه الأمور التي يتناقلها الناس هي ادعاءات لا حقيقة لها، إما أن يدعيها أناس لأنفسهم، أو أن تُدعى لأناس كذبا محضا أو توهما.
2ـ كثير من هؤلاء الإخوة يظنون أن لازم الولاية الكرامة، والأمر ليس كما يدعون، فالولاية لا تدل عليها الخوارق للعادات، إنما قد تدل عليها.
3ـ لا بد من النظر في حال من رويت عنه الكرامة، وهذا لا يحتاج إلى تفصيل.
4ـ كثير هم أصحاب هذا الطرح، وخطابهم إلى العامة أسُّه وأساسه الكرامات، بناء على هذه الحقيقة الواقعة علينا أن نصحح نظرة الكثيرين إلى الكرامات
هل هي أن صاحبها سيدخل الجنة.
هل أنه ذو مكانة عند الله تعالى تفوق مكانة فلان وفلان.
هل وصل إلى مرحلة لا يستطاع اللحاق به والوصول إليه.
هل تُكسب الشيخ صاحب الكرامة قداسة تمنعنا من أن ننكر عليه ما تعلمنا من أهل الحق (الذين ليس لهم كرامات) أنه منكر.
هل إن سمعنا الكلمة الرذيلة من غير الملتزمين ننكرها عليهم وإن سمعناها من أصحاب الكرامات نمرها ونسكت بزعم أنهم من الأولياء.
5ـ طريقة طرح كثير من هؤلاء تجد فيها شبهة تعظيم صاحب الكرامة وإنزاله في مكان لا يرضي الله تبارك وتعالى، وقد يكون هو نفسه لا يرضاه.
6ـ عرض ما يروى على الكتاب والسنة، هل يمنع منه مانع؟
ويعلم كثير من الإخوة أن بعض الأئمة رد أحاديث ظاهر إسنادها كالشمس لكن ردوها للمخالفة.
7ـ إن كثيرا من الضلالات والمخالفات لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت مرتبطة بأمور الكرامات والمكاشفات والأسرار والفتوحات، لعلنا إن تأملنا هذا وأمعنا النظر في المصالح والمفاسد لعلنا نجد أن الأقرب رد كثير مما يروى.
ومن باب العلم فإن كثيرا ممن رأيت وسمعت يروي مثل هذه الأمور والحكايات ولا إسناد لها قائم ولا قاعد، وكلنا يعرف هذا.
إن هذا الفعل وحده (وهو الرواية بلا تثبتت) مما لا يرضاه الله عز وجل.
¥