[زيادة بيان في مسألة التبرك]
ـ[فريد أبوقرة]ــــــــ[08 - 05 - 04, 03:21 م]ـ
"زيادة بيان في مسألة التبرك"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ,و بعد:
فقد اطلعت على مقال جيد في جريدة "العربي"الغراء (العدد23.ص9) بعنوان"حديث عن بركة الصالحين .. و التبرك بهؤلاء"لصاحبته بلقيس أم الهدى-وفقها المولى-, فأردت إيضاح بعض الأمور زيادة على ما ذكرته , فأقول و بالله تعالى التوفيق:
ذكر العلماء أن الذي يبارك هو الله جل و علا, فالبركة من الله تعالى و العبد مبارك عليه؛ و منه منعوا قول بعضهم"إننا نبارك هذا العمل"مثلا.
و بركة الأولياء الصالحين التي أثبتتها الكاتبة الموفقة إنما تكون في حياتهم, أما بعد مماتهم فهم أحوج ما يكونون إلى نفع أنفسهم من نفع غيرهم-رحمهم الله تعالى-.
ثم إن قولها:"و أما بركة الذوات فلا يجوز نسبتها إلى الأنبياء",الصواب أن تقول:"الأولياء"؛فقد قال العلماء أن بركة قسمان: بركة ذاتية و بركة عملية؛ فالأنبياء و المرسلون كلهم مباركون بركة ذات و بركة عمل, و غيرهم من المسلمين ففيهم بركة عمل بقدر ما عندهم من الخير ,فكل مسلم فيه بركة بحسبه.
ثم قالت-وفقها الله-:"و لم يخالف في ذلك من الصحابة إلا عمر الذي كان يتحرى الأماكن و الآثار الطيبة طلبا لبركة الاقتداء لا بركة المكان",والصواب أنه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-.ثم انه لا يمكن اعتباره مخالفا لغيره من الصحابة في مسألة التبرك بالآثار المكانية للنبي عليه الصلاة و السلام, بدليل تتمة كلام صاحبة المقال. قلت هذا حتى لا يتعلق متعلق-ممن لا يتبعون الأدلة الشرعية-بشبهة و جود خلاف في المسالة؛ فيقع فيما هو شرك باتفاق جميع العلماء.
و في الأخير أشكر الأخت الفاضلة على طرحها مثل هذا الموضوع النافع و المفيد, و أسال الله تعالى أن يوفق الجريدة إلى المزيد من طرح مثل هذه المواضيع؛ فبصلاح العقيدة يصلح المجتمع. و الله الموفق لا رب سواه.
و كتب فريد أبوقرة.
الجزائر.4 ربيع الأول1425هجري-الموافق24/ 04/2004م.
تنبيه/هذه مقالة كتبتها و أرسلتها الى جريدة "العربي" الأسبوعية و التي تصدر بالجزائر، و لكنها لم تنشر-لأمر ما- فارتأيت أن أنشرها في هذا الموقع عسى أن ينفع الله بها، و الرجاء من الاخوة في هذا الموقع التفاعل مع هذا الموضوع-اضافة و تعقيبا-حتى تعم الفائدة، و الله من وراء القصد.