تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لذا فأنا لا أخاف على الشباب من هذه الفكرة الخيالية الحالمة، إنما أخاف عليهم من حواشيها! ومتطلباتها!؛ لأن الدكتور –كما سيأتي- جعل لنجاح هذه الفكرة شروطاً ينبغي أن تتحقق في المؤمنين بها، وهو ما أخافني منه على الشباب!؛ فهو يرى أن العالم ينبغي أن يعيش في سلم عام، يتحقق له عن طريق:

1 - احترام وجهات النظر والرأي الآخر مهما كان!

2 - حرية الإنسان في الدعوة إلى ما يعتقده في كل مكان!

3 - حرية الإنسان في التنقل بين العقائد والأديان!!

4 - إلغاء ما يعارض ذلك، وهو حد الردة!!

5 - أن الحقيقة المطلقة لا يملكها أحد من البشر!!

إلى غير ذلك من الشروط والحواشي الخطيرة!، وهي ما نجح الدكتور في بثها في عقول بعض الشباب ممن يسمون (بالعصرانيين)، وساعده على ذلك أن هذه الحواشي والأفكار الفرعية تلائم عصر العولمة! وترضخ للضغوط المعاصرة التي لا يجهلها أحد، إضافة إلى أنها تريح النفوس البطالة التي تعبت من الدعوة إلى دين الله الحق وأصابها (طول الأمد) والملل!

فجاء الدكتور يستثمر هذا كله، ويستفيد منه في نقل أفكاره إلى عقول بعض شبابنا ممن نراهم يدندنون كما ما يدندن الدكتور.

أما فكرته الكبرى (وهي الدعوة إلى مذهب السلم) فلا أظنها تلقى الرواج والقبول عن الشباب، كما لقيته هذه الأفكار الفرعية.

لهذا كله: كان لابد من عرض أفكار الدكتور –ولو بإيجاز- تحت مجهر الكتاب والسنة؛ ليتبين للشباب ما عند الرجل من انحرافات، لتكون هذه الرسالة عوناً لهم تركها أو الحذر منها.

ولعل الشباب الذي تأثر بدعاوى (العصرنة) و (التمييع) يراجع نفسه، ويجدد حياته، ويعود إلى سبيل النجاة بعد أن تنكب عنه سنين عددًا، أضاعها في الترويج لهذه الأفكار (العصرانية) المنحرفة.

وليتعظ المرء من هؤلاء بحال من سبقوه من أساطين العصرنة الذين أرادوا تشذيب الإسلام حتى يوافق عقولهم القاصرة وعصرهم المتقلب، ولكنهم لم يجنوا من ذلك سوى ضياع الدين وخسارة الدنيا، والعياذ بالله.

ولا تزال لهم قدم سوء في هذه الأمة التي ضللوها عن دينها القويم.

فليعتبر ناصح نفسه بحالهم ومآلهم، ولا تأخذه العزة بالإثم أن يعود إلى الحق؛ فإن (الحق قديم).

أسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى صراطه المستقيم، وأن يباعد بيننا وبين البدعة وأهلها، وأن يوفق الدكتور جلبي للخلاص مما وقع فيه من انحرافات.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه (أجمعين)

كتبه

سليمان بن صالح الخراشي

1/ 7/1422هـ

تعريف بالدكتور خالص جلبي ():

- هو الدكتور خالص مجيب جلبي كنجو من مواليد القامشلي، سورية 1945م، تخرج من كلية الطب، جامعة دمشق 1971م، وتخرج من كلية الشريعة، جامعة دمشق 1974م، وحصل على الزمالة الألمانية (تخصص جراحة) من ألمانيا الغربية 1982م.

يعمل حالياً رئيساً لوحدة جراحة الأوعية الدموية في مستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم.

من مؤلفاته:

1 - الطب محراب الإيمان (جزءان).

2 - ظاهرة المحنة.

3 - النقد الذاتي.

4 - الإيدز الطاعون الجديد.

5 - عندما بزغت الشمس مرتين: قصة السلاح النووي.

6 - أين يقف العلم اليوم.

7 - ثلاث مقالات، أبحاث في العلم والسلم.

8 - مخطط الانحدار.

9 - سيكولوجية العنف واستراتيجية الحل السلمي.

10 - العصر الجديد للطب.

11 - جدلية القوة والفكر والتاريخ.

- يكتب الدكتور مقالاته في صحف ومجلات متنوعة، أبرزها جريدة الشرق الأوسط، ومجلة الفيصل، وزاويته بجريدة الاقتصادية.

- الدكتور متزوج من ليلى سعيد أخت المفكر (المادي) المشهور جودت سعيد، الذي كان له أثر كبير في فكر خالص جلبي –كما سيأتي-، وكما يعترف الدكتور نفسه.

خالص جلبي متأثر بجودت سعيد:

لكي نفهم خالص جلبي لابد أن نفهم (أخ زوجته) جودت سعيد، فالدكتور متأثر به جداً، ويكاد أن يكون رجع صدى لصوته بصورة شكلية مغايرة. والدكتور لا يخفي هذا الأمر بل يفخر به، فهاهو يهدي كتابه (في النقد الذاتي) إليه قائلاً ((إلى أخي المفكر جودت سعيد، فهو الذي غرس النباتات الأولى لهذا الإتجاه عندي)) (ص7).

ويقول في نفس الكتاب: ((لابد من ذكر فضل خالص للأستاذ جودت سعيد في إثارة هذا الجانب العقلي ودفعه للنمو)) (ص11).

ويثني في كتابه (سيكولوجية العنف) (ص12) على كتاب (شيخه) جودت (حتى يغيروا ما بأنفسهم) ويرى أنه "جدير بالمراجعة والتأمل".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير