4 - ومن ذلك: قوله تحت عنوان (المغزى العميق لتأسيس المفهوم السلمي في المجتمع): (إن القرآن استخدم كلمات جميلة حينما اعتبر أن الذي يلقي بالسلام يجب عدم اعتباره كافراً (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً)) (سيكولوجية العنف، ص 133).
قلت: وما دخل هذا بما تدندن حوله؟! فالآية تطالب المؤمنين بأن يحكموا على الأشخاص بظواهرهم، فمن سلَّم علينا لا يجوز لنا أن نرميه بالكفر قبل أن نتبين ذلك منه. وليس فيها أي دليل أو إشارة إلى ما تردده من مفهوم السلم الذي يلغي الجهاد الشرعي.
5 - ومن ذلك: قوله: (ربما لا يوجد كتاب كالقرآن استخدم مصطلح (ظلم النفس)؛ لأن وضع اليد على هذه البؤرة الحساسة يقود إلى حل مشكلة الإنسان والتخلص من علاقات القوة، والعودة إلى العلاقات الإنسانية، عندما يعتاد الإنسان أن يلغي آلية لوم الآخرين (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)) (سيكولوجية العنف، ص 181 - 182).
قلت: تفسير الآية هو أن الإنسان شهيد على نفسه بما عمل، وسيشهد عليه سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه يوم القيامة، (ولو ألقى معاذيره) أي ولو جادل واعتذر بباطل فلن يُقبل منه ().
فليس في الآية ما يحاول أن يوهمنا الدكتور إياه؛ من عدم لوم الآخرين مهما خالفوا الحق وجانبوا الصراط المستقيم!
6 - ومن ذلك: قوله بعد أن تحدث عن أهمية (التعددية الفكرية) في المجتمع! قال بأن ذلك (بداية تأسيس مناخ يسمح للمجتمع بالتعبير والوجود والنمو المتبادل (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً))!! (سيكولوجية العنف، ص244 - 245)، وهذه من أغرب تحريفات الدكتور للآيات! فكل مسلم يعلم بأن الآية خطاب من الله لموسى عليه السلام بأنه سيشد عضده بأخيه هارون، ويمده بالسلطان والحجة لمواجهة فرعون وقومه، والدكتور حرَّفها إلى أن الأفكار المتعددة في المجتمع المسلم (مهما كانت!!) يشد بعضها بعضاً!
ألا بعداً لهذا التحريف!
قال سبحانه محذراً الدكتور ومن شاكله ممن يحرفون آيات الله ويفسرونها بأهوائهم (إن الذين يلحدون في آيات الله لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة، اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير). قال ابن عباس: الإلحاد وضع الكلام على غير مواضعه ().
قلت: ومن صنع هذا الصنيع بكلام الله –تعالى- فقد شابه اليهود الذين (كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) فليحذر الدكتور أن يصيبه ما أصابهم.
ثانياً: تحريف الدكتور للسنة
1 - من ذلك: قوله عن حديث: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) (): (يظن بعض الناس أن هذا الحديث يخص المسلمين باعتبار أنه قال: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. في محاولة لفهم عنصري مغلق … الخ) (سيكولوجية العنف، ص 172).
قلت: فالدكتور يرى بأن هذا الحديث عام لكل الناس! فلوا التقى مسلم بكافر بسيفيهما، فالاثنان في النار وإن كان الكافر حربياً!! وهذا ما لم يقل به أحد من المسلمين ()، وهو من الشذوذات الكثيرة لهذا الرجل.
ثالثاً: تحريفه للمعاني الشرعية
1 - من ذلك: قوله (حق الفيتو: الشرك الأكبر، هو الذي يعيق ولادة عالم سليم…)! (سيكولوجية العنف، ص159).
فالشرك الأكبر عند الدكتور هو حق الفيتو! وهذه من آثار (العصرنة) التي قلبت مفاهيم الرجل! ولكنه عند أهل السنة: ((أن يجعل الإنسان لله نداً في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته)) ().
2 - ومن ذلك: قوله: (الحج إذن احتشاد تظاهرة الإنسان لإيقاف تقديم القرابين البشرية، وتدشين السلام العالمي)!! (سيكولوجية العنف، ص210) (وانظر ص227).
قلت: انظر -وفقك الله- كيف تضخمت فكرة (السِّلم) في ذهن الدكتور حتى لم يعد يرى سواها أينما اتجهت به قدماه! وتأمل كيف (جيَّر) الركن الخامس من أركان الإسلام في سبيل دعم هذه الفكرة الباطلة، زاعماً أن الحج إنما فُرض لإيقاف (الحرب)! متغافلاً عن أن من فرض الحج لعبادته قد فرض الجهاد أيضاً! فنعوذ بالله من التلبيس.
الانحراف الثالث: دعوته إلى ما يسمى (الحرية الفكرية)!
¥