[الاستغاثة بالأموات بين عقيدة السلف الصالح وعقيدة الصوفية القبورية]
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: مسألة الاستغاثة بالأموات بين عقيدة السلف الصالح و عقيدة الصوفية القبورية
يروج الصوفية القبورية المسائل الشركية و البدعية و منها الاستغاثة بالأموات من الأنبياء والصالحين عبر وسائل الأعلام و هذا رد على أباطيلهم و تحايلهم على العباد بذكر المتشابه من النصوص و الأحاديث و الآثار الضعيفة و تأويل الأحاديث الصحيحة على غير فهم السلف الصالح و يتضمن أيضا هذا الرد تقرير لعقيدة السلف الصالح في هذه المسألة و بالله التوفيق
الاستغاثة لغة: طلب الغوث و انصر.
و شرعا: لا تخرج في المعنى عن التعريف اللغوي حيث تكون طلب العون و تفريج الكروب.
و الاستغاثة نوع من أنواع الدعاء و الدعاء عبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((الدعاء هو العبادة)) رواه أحمد و الترمذي و قال حديث حسن صحيح.
و من الأصول الشرعية أن الأصل في العبادات الظاهرة و الباطنة المنع حتى يقوم الدليل الشرعي على الجواز.
فإذا تقرر ذلك فأعلم رحمك الله و أرشدك إلى طاعته أن الاستغاثة بالمخلوق تنقسم عند السلف الصالح إلى قسمين:
1) استغاثة مشروعة: و هي الاستغاثة عند الحاجة بالمخلوق الحي فيما يقدر عليه دون ذل و تضرع و خضوع له كما يسأل الله تعالى.
من أدلة مشروعية هذه الاستغاثة:
أ) قوله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة و السلام: ((فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدّوه)) و هي من قبل العون و النجدة.
ب) قوله تعالى ((و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان))
ـــــــــــــــــــــــــــ
2) استغاثة ممنوعة و هي قسمان:
أ) الاستغاثة بالمخلوق الحي فيما لا يقدر عليه إلا الله و هذا ممنوع بالاتفاق.
من أدلة هذه المسألة قوله تعالى: ((و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك))
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ب) الاستغاثة بالأموات من الأنبياء أو الصالحين.
و من الأدلة على المنع ما يلي:
1) قوله تعالى: ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون))
تأمل رعاك الله عندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوجه إليه السؤال و يكون الجواب من الله تعالى كان يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا لنقل الجواب فيقول له عز وجل (قل) أي يا محمد أخبرهم و من ذلك:
1 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج))
2 - قوله تعالى: ((يسألونك عن لشهر لحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل لله وكفر به))
3 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما))
4 - قوله تعالى: ((يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم))
5 - قوله تعالى: ((يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة))
6 - قوله تعالى: ((يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم لطيبات))
7 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها ثم ربي))
8 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله ولرسول))
و غير ذلك كما في شأن اليتامى و الحيض
فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وسيطا ينقل الجواب بتوجه من الله (قل) إلا في مسألة الدعاء فإن الله لم يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا بل تولى الجواب مباشرة دون قوله تعالى (قل)
فعندما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم ((يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فانزل الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعان) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه السنة 1/ 277 و ابن حبان في كتابه الثقات 8/ 436 و ذكره سببا لنزول الآية الطبري في تفسيره 2/ 158 و ابن كثير في تفسيره 1/ 219 و القرطبي في تفسيره 2/ 308 ذكره سبب النزول عن الحسن البصري رحمه الله
¥