فكلام الإمام ابن مجاهد هنا إنما هو عن الإختيار ولا علاقة له بالتلفيق، وهذا واضح جدا فتنبه إلى قول الشيخ: " ومما يدل على نزاهته (أي ابن مجاهد) -رحمه الله تعالى- وحسن قصده أنه لم يسعَ إلى أن يختار لنفسه قراءة تحمل عنه فيقال: قراءة ابن مجاهد ".
وابن مجاهد يقول: " نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أيمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا ".
فأين هذا من التلفيق؟!
وهذا الخلط هو الذي جعلك تتوهم أن القراء الذين جوزوا التلفيق لم يفعلوه.
وقولكم (وعن دليلك الثاني أقول بعد التسليم جدلا بأن الذين جوزوا ما ذكرت من علماء القراءات لم يفعلوا ذلك فهل العبرة بفعلهم أم بقولهم؟)) ا. هـ
أخي الكريم تقصد ما يقال عند المحدثين من العبرة بالقول أو بالفعل. يا أخي الكريم القول فيه خلاف والفعل مجمع عليه .. فماذا تختار؟؟
وإن كنت تأخذ بقول القائلين أن العبرة بالقول فدونك قول ابن مجاهد المذكور آنفا
((نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.)) ا. هـ
وكيف لك الاطمئنان إلي شئ لم يسبقك أحد إليه، لقد فعل ابن مجاهد ما فعل درءا للمفاسد المترتبة عليه. وهذا فيه ما فيه وقد سبق.
يا أخي الكريم، إنما يثبت تعارض الأقوال مع الأفعال إذا قال إنسان قولا ثم ثبت عنه خلاف قوله، كأن يسمح بشرب مشروبٍ ما ثم ينهى من شربه، وأما إذا سمح به ولم يثبت عنه منع من شربه فلا تعارض وإنما يؤخذ بقوله بالسماح بهذا المشروب بإجماع العقلاء ..
فما حصل من القراء هنا هو من الضرب الثاني: فالقراء الذين نتحدث عنهم قد سمحوا بالتلفيق ولم يثبت عنهم أنهم نهوا من لفق عن التلفيق، كما لم يثبت عنهم عدم فعل التلفيق مع أنه حتى لو ثبت عنهم عدم فعله فلا يعني أنهم يرون المنع؛ لأن القول بجواز الشيء لا يلزم فعله.
فأنا _ في كلامي السابق _ سلمتُ لك عدم فعلهم ولم أسلم لك تعارض فعلهم مع قولهم؛لأن عدم الفعل لا يعني معارضة القول بالجواز كما سبق ..
وأما أن تقول إن فعلهم يعارض قولهم فلا يسلم لك أبدا؛ لعد ثبوت ذلك عنهم، ولا تأتي بنصوص عدم فعلهم الاختيار وتجعلها دليلا على معارضة قولهم كما فعلت في السابق لأن ذلك سيكون خلطا كما بينت لك.
وحُقَّ لمن ثبت عنده جواز شيء ما أن يفعله باطمئنان دون حاجة إلى أن يكون له سلف في الفعل سواء ممن أفتاه أم من غيره: فإذا قال العالم بجواز الإسبال لغير الخيلاء فهل يحتاج المقلد أن ينظر إلى هذا العالم الذي أفتاه بالجواز هل هو ممن يسبل أم لا حتى يطمئن لفعله؟!
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:57 ص]ـ
قال ابن مجاهد: إذا شك القارئ فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض".ا. هـ
وقول ابن مجاهد هذا لا يصح العمل به الآن بعد تصنيف الكتب والتزام القراء بالأوجه المقروءة.
تمام الكلام:
((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هومهموز أوغير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أومقطوعاً فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هوممدود أومقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هومفتوح أومكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع.)).
وهذا لا يفهم منه إلا جواز التلفيق ولو بتقييد ذلك بالشك، ولايُفهم منه ما فهمتَه؛ لأنه:
- لو كان المراد به الحكاية عن فعل الأيمة الذين كانوا يختارون لكان الأمر أنهم يعملون بالشك وللزمنا إصلاح ما وقعوا فيه من أخطاء من أثر هذا الشك.
- ولو كان المراد به الحكاية عن فعل الناس من غير الأيمة ولكن قبل التصنيف لما قال: "فليقرأه " و " فليترك " بل لقال: ((فقرأ)) أو ((فقرءوا)) أو ((فكانوا يقرءون)) أو نحو ذلك من العبارات الدالة على الماضي لا الدالة على المستقبل.
فإذا شك أحدنا اليوم _ مثلا _ وهو يقرأ لورش في المنفصل هل هو ممدود أو مقصور فليقصر، وسيكون بذلك قد لفق، وهذا هو الذي جوزه ابن مجاهد.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 01:26 ص]ـ
تمام الكلام:
((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هومهموز أوغير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أومقطوعاً فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هوممدود أومقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هومفتوح أومكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع.)).
[0] وهذا لا يفهم منه إلا جواز التلفيق ولو بتقييد ذلك بالشك، ولايُفهم منه ما فهمتَه
فإذا شك أحدنا اليوم _ مثلا _ وهو يقرأ لورش في المنفصل هل هو ممدود أو مقصور فليقصر، وسيكون بذلك قد لفق، وهذا هو الذي جوزه ابن مجاهد.
أخي الكريم أنا تركت الموضوع لأنني علي قناعة أنه لا خلاف بين التلفيق والاختيار وأنت مصمم علي ذلك، ولم تضع لنا تفريقا بينهما.
ولكن مما سبق من نقلكم من قول ابن مجاهد أسألك عن هذه النقطة من نقلكم0 (((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر)).
هل القراءة بالتاء والياء من الفرش أم من الأصول؟؟؟
¥