تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و هذه إشارة ربانية إلى أن الله تعالى لا يحب و لا يحتاج العبد إلى وسطاء أو شفعاء عند دعاءه لربه عز وجل بل يدعوه مباشرة و قوله تعالى (فليستجيبوا لي) أي فليدعوني. يؤكد هذا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

2) قوله تعالى: ((قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا)) فإن هذه الآية مصرحة بأنه صلى الله عليه و سلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغير.

و يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه و سلم: ((يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم)) رواه مسلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

3) قوله تعالى ((قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف عنكم و لا تحويلا)) قال بعض السلف أن هذه الآية نزلت في أقوام كانوا يدعون العزيز و المسيح و الملائكة فأنزل الله هذه الآية.

فإن قال قائلهم هؤلاء يعبدونهم من دون الله و أما نحن فلا نعبدهم و لكن ليكونوا وسطاء و شفعاء لنا عند الله؟!!

فالجواب: إن قولكم هذا كقول المشركين في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم

قال تعالى: ((ما نعبدهم إلا ليقربوا إلى الله زلفى)) و رغم هذا لم تقبل منهم هذه الدعوة و لم تنفعهم و قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4) أن الأصل أن الأموات ليسوا كالأحياء قال تعالى ((و ما يستوي الأحياء و لا الأموات))

و الأصل أن الأموات لا يسمعون الأحياء قال تعالى ((و ما أنت بمسمع من في القبور)) إلا ما استثناه الدليل و هو ما يلي:

1 - كلام الرسول صلى الله عليه وسلم مع قتلى المشركين بعد غزوة بدر و هم في القليب (قبل دفنهم)

و عن هذا قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: وإنما كان ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم كرامة له وأمرا اختص به فلا يقاس عليه غيره. اهـ.

المصدر: كتاب المغني 10/ 63 طبعة دار الفكر لعام 1405هـ

2 - سمع الميت قرع نعال أصحابه

3 - رد روحه صلى الله عليه و سلم لتبليغه سلام من يسلم عليه

4 - سماع الميت من يسلم عليه و هو عند قبره على قول من يصحح الحديث

و ليس هناك دليل يستثني الميت من عدم سماعه أنه يسمع من يسأله و يطلبه من الأحياء و إذا لم يكن هناك دليل فالأصل باقي ما كان على ما كان وهو عدم سماع الأموات للأحياء

و الأصل أنه صلى الله عليه و سلم من البشر و الأصل أنه صلى الله عليه و سلم في مسألة الموت كالناس قال تعالى ((إنك ميت و إنهم ميتون)) إلا ما استثناه الدليل من أن جسده لا تأكله الأرض و أنه صلى الله عليه و سلم ترد عليه روحه في قبره ليبلغ سلام من يسلم عليه و أنه تعرض عليه أعمال أمته على قول من يصحح الحديث.

و ما تقرر في جانب سيد ولد آدم صلى الله عليه و سلم فهو من باب أولى في غيره

فإذا تقرر ذلك عندك أن الأنبياء لا يسمعون سؤال من سألهم فتأمل في قوله تعالى: ((ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

5) قوله تعالى ((فإذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب)) و لم يقل ارغب إلى الأنبياء و الصالحين.

قال الإمام الطبري رحمه الله: وقوله ((وإلى ربك فارغب)) يقول تعالى ذكره: وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك دون من سواه من خلقه إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. اهـ.

المصدر: كتاب تفسير الطبري 30/ 237 طبعة دار الفكر لعام 1405 هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6) إن الذي تعلمه و فهمه الصحابة رضوان الله عيهم أجمعين أن رسول صلى الله عليه و سلم لا يستغاث و لا يتوسل به بعد موته و يؤكد هذا ما رواه البخاري 1/ 342 و غيره عن أنس رضي الله عنه ثم أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم رآه فاسقنا قال فيسقون.

و لو أنك أخي القارئ تجردت و تأملت لعلمت أن عمر وأكابر الصحابة لم يروا مشروعية التوسل و الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته كما كان يشرع في حياته بل كانوا في الاستسقاء في حياته يتوسلون به فلما مات لم يتوسلوا به بل قال عمر في دعائه الصحيح المشهور الثابت باتفاق أهل العلم بمحضر من المهاجرين والأنصار في عام الرمادة المشهور لما اشتد بهم الجدب و لما استسقى بالناس قال: ((اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم رآه فاسقنا فيسقون)) وهذا دعاء أقره عليه جميع الصحابة لم ينكره أحد مع شهرته وهو من أظهر الإجماعات الإقرارية السكوتية.

و لو كان توسلهم بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته كتوسلهم في حياته لقالوا كيف نتوسل بالعباس و نعدل عن التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم الذي هو أفضل الخلائق وأعظمها عند الله فلما لم يقل ذلك أحد منهم فدل على أنهم علموا إنما التوسل به صلى الله عليه و سلم يكون في حياته فقط وبعد مماته يكون التوسل بدعاء غيره من الصالحين الأحياء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

7) لم يأمر رسول الله صلى عليه و سلم أحد من أصحابه رضي الله عنهم إذا نزلت به حاجة أو مصيبة أن يتوجه إليه ويستغيث به بعد موته بل قال لأبن عباس رضي الله عنهما ((إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح.

و غير ذلك من الأدلة التي تدل على أن الاستغاثة بالأموات من الأنبياء و الصالحين ممنوعة شرعا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير