[رأي في مجادلة أهل الأهواء وغير المسلمين]
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[02 - 06 - 04, 03:52 م]ـ
الأخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الاطلاع على هذا الرأي وإفادتي فيه بالرأي والمشورة بارك الله فيكم:
كنتُ قد تمرَّستُ قديمًا على الردِّ على بعض أهل البدع والخرافات، والإتيان بما يقرع حججهم، ويردع كبارهم، وأخذتُ زمانًا في مجادلة بعض المنتسبين إلى عيسى عليه السلام، ولم أُغْلَب في موقعة والحمد لله تعالى، ثم بدا لي أنَّ الأمر قد طال جدًا، وتدبرتُ أمري، وتفكَّرتُ حالي وما آل إليه، فرأيتني قد أضعتُ زمانًا في تكرار ما أحفظ، أو الحرص على حفظ الشبهات والردود عليها، وصرفني ذلك عن الحديث صرفًا، فبقيتُ حينًا لم أزدد فيه حرفًا.
فعُدتُ على نفسي باللوم، وعاتبتها عتاب المحب الناصح لها، المشفق عليها، لتلين لكلامي، وتستجيب لمرامي، فأطاعتني نفسي، وعادت معي إلى الصحيح والضعيف، والموصول والموقوف، ووجدتْ لذَّتها بين ((المشقة تجلب التيسير)) و ((العادة محكمة))، إلى آخر علوم الشريعة الكريمة.
ثم جاء النداء ممن يسمى بالجندي المسلم طالبًا مني الرد على شبهات بعض من ينسب نفسه للقرآن، وينكر السنة، فاستجبتُ لذلك على عجل، فكتبتُ مشاركة لي هنا بعنوان: ((أتحداك أيها القرآني)).
ونظرتُ في رد الضال المنكر عليَّ بعد ذلك، وكيف صال وجال في كل منحىً ومجال، إلا ما نحن فيه، فلم يُجب أو يعترض عليه، فعلمتُ زندقة الرجل وهواه، وألزمتُ نفسي أن تنساه.
وقد تدبَّرْت الأمر، وتدارستُه، فخرجتُ بشيءٍ أظنُّه مقبولاً لديَّ، غير منكرٍ عليَّ، وحاصل ما رأيتُه الآن:
- أن مناظرة أهل الديانات الأخرى والرد على شبههم، وكذا مناظرة أهل الطوائف الضالة المنسوبة زورًا إلى الإسلام كالشيعة والروافض ونحوهم مما يطول جدًا، لكثرة ما لدى هؤلاء من شُبَهٍ وضلال وانحراف وزيغ.
- أن ضياع الأوقات في ذلك يصرف المرء عن تحصيل القرآن والسنة وعلومهما، ولابد أن يأتي من وراء ذلك ما يوازي التفريط في هذه المصلحة المذكورة.
- أن الرد على هؤلاء يضع الإنسان في موضع المدافع، ومعلومٌ أن المدافع عن شيئ يكون أضعف موقفًا من المهاجم.
ولذا قال علماؤنا الكرام: إن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.
- أن هؤلاء أعداءٌ لنا ولاشك، فالتعرض لهم دون حاجة أو ضرورة يُعَد تعرُّضًا للعدو، وفي الحديث: ((لا تتمنوا لقاء العدو)).
فبناءً على هذه الأمور وغيرها:
أرى والله أعلم أن يصرف المرء همَّته وطاقته في تحصيل علوم الشريعة الحقة على مذهب أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم، صارفًا قصده عن مناظرة هؤلاء كلهم إلا بما لا يضره في مسيرة التحصيل، وعند الضرورة حتى لا يدخل فيمن تمنى لقاء العدو، وذهب إليه بنفسه، فيخالف بذلك الحديث السابق، والحديث وإن وَرَد في الحرب لكنَّه يستفاد به هنا أيضًا.
وفي حال التعرض لهؤلاء برد أو محاورة فأرى أن يقوم الأمر على أساس دعوتهم للإسلام، وعقيدة أهل السنة والجماعة، لا على أساس الدفاع عن الدين، أو الإجابة على شبههم وفقط، وفرقٌ كبير بين هذا وذاك.
ثم ينبغي أن يتصدى لهذا الشأن مَنْ تَمَكَّنَ مِنْ عقيدة أهلِ السنة والجماعة وعلومهم، فهو الأنفع بإذن الله تعالى، ولا يخفاك ما قد يعود به مَن لا يعلم على نفسه ودينه بالضرر إذا تصدى لمثل هذا.
ثم أرى أن لا يشْتَهِر ذلك في الناس لئلا يصرفهم عمَّا هو أنفع لهم.
وينبغي لمن تصدى لهذا أن يدوم وصله بأهل السنة وحفظة العلم حتى لا ينقطع به حبل السنة، فيهوي في شبه هؤلاء وأطروحاتهم الضالة، ونحتاج لمناظرته هو بعد ذلك، وقد حَدَث هذا فلا تُنْكِره، وإنما يقع هذا لقليل العلم، فاحذر، رعاك الله.
هذا ملخص ما رأيتُه مؤخرًا، والأمر يطول في شرحه، لكن هذه أهم موضوعاته.
فأرجو من الشيوخ الكرام التعليق على ما ارتأيته، رجاء النفع والمشورة.
وأشكركم لوقتكم ورفقكم وطيب أخلاقكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[معاذ]ــــــــ[02 - 06 - 04, 05:10 م]ـ
رأي طيب وتوجيه لبذل الجهد فيما هو أنفس لكن ألا يرى معي الأخ يحيى قطان أن مقارعة هؤلاء ثغر من الثغور ينبغي ألا يخلو من مرابط في سبيل الله، بل ينبغي أن يرابط فيه المتمكنون من العلوم الشرعية والعربية دون غيرهم، نعم ينبغي أن ينهى غير المتمكنين من التعرض لتلك الثغور خشية الفتنة والله أعلم.
¥