ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:09 ص]ـ
الاخ الحبيب: ماهر وفقه الله تعالى لكل خير:
أما مذهب ابن حزم فهو قد نص عليه في مواضع ومنها في كتابه (الفصل) وله في الكرامة تفصيل أذ هو يجيزها اذا كانت في عصر نبي ويمنعها بعده وأيضا يستوى عنده فيها الكافر والمؤمن = فالكرامة منكرة عند ابن حزم رحمه الله.
وهذا بعض ما نص عليه (المعجزة بمعنى الكرامة عند ابي محمد) قال:
وكذلك ما ذكر عمن ليس نبيا من قلب عين، أو إحالة طبيعة؛ فهو كذب إلا ما وجد من ذلك في عصر نبي، فإنه آية كذلك لذلك ... وسواء كان الذي ظهرت فيه الآية صالحا أو فاسقا، وذلك كنحو النور الذي ظهر في سوط عمر بن حممة الدوسي.
وبرهان ذلك: أنه لم يظهر فيه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
وإنما ننكر على من خص بذلك الفاضل فجعلها كرامة له، فلو جاز ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لأشكل الأمر، ولم تكن في أمن من دعوى من ادعى أنها آية لذلك الفاضل، ولذلك الفاسق، والإنسان من الناس يدعيها آية له، ولو كان ذلك لكان إشكالا في الدين، وتلبيسا من الله تعالى على جميع عباده، أولهم عن آخرهم، وهذا خلاف وعد الله تعالى لنا، وإخباره بأنه قد بين علينا الرشد من.
قال أبو محمد: وأما الذي روي في ذلك عن الثلاثة أصحاب الغار، وانفراج الصخرة ثلثا ثلثا عندما ذكروا من أعمالهم، فلا تعلق لهم به؛ لأن تكسير الصخرة ممكن في كل وقت، ولكل واحد بلا إعجاز، وما كان هكذا فجائز وقوعه بالدعاء وبغير الدعاء، لكن وقع وفاقا لتمنيه، كمن دعا في موت عدوه، أو تفريج همه، أو بلوغ أمنيته في دنياه.
ولقد حدثني حكم بن منذر بن سعيد أن أباه رحمه الله كان في جماعة في سفرة في صحراء، فعطشوا وأيقنوا بالهلكة، ونزلوا في ظل جبل ينتظرون الموت، قال: فأسندت رأسي إلى حجر ناتئ فتأذيت به، فقلعته فاندفع الماء العذب من تحته، فشربنا وتزودنا، ومثل هذا كثير مما يفرج.
وحتى لو كانت معجزة لوجب بلا شك أن يكونوا أنبياء، أو لنبي ممن في زمن نبي، لا بد مما قدمناه.
قال أبو محمد: ولا عجب أعجب من قول من يجيز قلب الأعيان للساحر، وهو عندهم فاسق أو كافر، ويجيز مثل ذلك للصالح وللنبي،.
وقد جاء بعدهم من يدعي لهم النبوة بها، فاستوى عند هؤلاء المخذولين النبي والساحر، ونعوذ بالله من الضلان المبين.
قال أبو محمد: فلو جاز ظهور المعجزة على غير نبي على سبيل الكرامة لوجب القطع على ما في قلبه، وأنه ولي الله تعالى، وهذا لا يعلم من أحد بعد الصحابة رضي الله عنهم الذين ورد فيهم النص.
انتهى كلامه رحمه الله بنصه
أما ما ذكرتم في القرة الثالثة فمقصودي فيه خبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والذي فيه: ان الشياطين تسترق السمع فيسمع احدهم الكلمة قيلقيها عَلَى لسان الكاهن أَو الساحر. فربما لم يدرك حَتَّى يلقيها. فِيكذب معها مائة كذبة. فتصدق تلك الكلمة التي سمعت من السماء.