تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا كان المشركون قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم الكثير من أعيانهم الحجه مقامه عليهم و لم يكن هناك بلاغ عام لذا ما أراه من كلام الشيخ أنه يريد بذلك البلاغ العام لا قيام الحجة على الأعيان قال تعالى (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (المائدة: 92).

و قال (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (المائدة: 99).

و قال (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (النحل: 82).

نعم يلزم من البلاغ العام قيام الحجه على من لم تقم عليه الحجه قبله.

ثم إن المقصود من البلاغ العام هو هداية الناس و إخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

قال تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف: 6).

و قال (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر: 8).

فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يريد أن يهلك نفسه من أجل هداية الناس و لم يهلك نفسه من أجل إقامة الحجة عليهم و إن كان كما ذكرنا يلزم من البلاغ العام قيام الحجة.

و الدليل على أن الشيخ عبد اللطيف رحمه الله لم يرد قيام الحجة في أًصل ذكر تعريف أهل العلم بمباني الإسلام و المسائل الإجماعية و النصوص القطعية و هذه المسائل يدخل فيها المسائل الظاهره و الخفية و غيرها.

و أما قيام الحجه على الأعيان فهذه مسألة أخرى غير مسألة البلاغ المبين العام فالحجة على المعين في أصل الدين تقوم بأدنى من هذا بكثير كما ذكر ابن القيم رحمه الله في طبقات المكلفين فكل من أعرض و إن كان غير متمكن من الحجه فقد أقيمت عليه الحجه و يدخل في كلام ابن القيم رحمه الله من لم يتمكن من الحجه و علم الحق ثم صد عنها فهؤلاء حكمهم حكم من تمكن من الحجه فكيف إذا كان متمكنا منها.

و الشيخ عبد اللطيف رحمه الله نقل كلام ابن القيم في الطبقة السابعة عشر ثم علق عليه قائلا (فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله ... ) و هذا الكلام في قيام الحجة لا في البلاغ العام فتدبر الفرق بين النقلين يتبين لكم المراد منهما.

و الله أعلم.

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:54 م]ـ

أما حال القوم في زمن شيخ الإسلام فهو منتشر في كتب الشيخ و أبنائه و أحفاده و تلامذته و هذا كتاب يبين حقيقة دعوة الشيخ رحمه الله و حال الناس في زمنه

و كان الناس في زمن الشيخ رحمه الله في فترة لضعف العلم والقدرة على العمل بأصل الدين فصار الوقت وقت فترة.

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ((لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إما لا يعرفون اللفظ وإما أن يعرفوا اللفظ و لا يعرفوا المعنى فحينئذ يصيرون في جاهلية) الفتاوى 17/ 307.

و هذه الحقيقة كانت موجودة في زمن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[26 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ

قال أبو هلال العسكري: (الفرق بين الشرك و الكفر: أن الشرك خصال كثيرة على ما ذكرنا، و كل خصلة منها تضاد خصلة من الإيمان، لان العبد إذا فعل خصلة من الكفر فقد ضيع خصلة من الإيمان.

و الشرك خصلة واحد وهو إيجاد ألوهية مع الله أو من دون الله و اشتقاقه ينبئ عن هذا المعنى ثم كثر حتى قيل لكل كفر شرك على وجه التعظيم له و المبالغة في صفته .. ).

قال الشيخ مبارك بن محمد الميلي في كتابه (الشرك و مظاهره ص 64): (ومحصل كلام أبي هلال العسكري أن الشرك و الكفر مختلفان في الأصل متحدان في استعمال الشرع، فهما كالإسلام و الإيمان ... ) ا. هـ

و انظر أيضا كتاب مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لعثمان ضميرية.

مع أني أقول أنه ربما عند الاقتران بينهما قد يكون من الفروق بينهما هو ما ذكره شيخنا عبد الرحمن وفقه الله kk

ـ[محي الدين]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:51 م]ـ

؟

ـ[محي الدين]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:52 م]ـ

الأخ الكريم عبد الحمن المخلف ..

كنت قد اطلعت على ما كتبته من فوائد جليلة في هذا الموضوع و بقي في ذهني إستشكال أعرضه عليك و هو بخصوص قيام الحجة حيث أنك جعلت الإعراض مطلقا يمثل في نفسه قيام الحجة حتى بدون بلوغ الرسالة .. و هنا موضع الإستشكال حيث أن الله تعالى أخبر بانه يبعث الرسل حتى لا تكون للناس حجة و هو عكس ما قررته في كلامك من كون الحجة تكون قائمة بمجرد الإعراض و لو لم تبلغ الرسالة .. قال تعالى (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) و قال (رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) .. فهذه الآيات و غيرها صريحة في تقوية الإعتراض حيث الحجة لا تقوم كما هو ظاهر الآيات إلا بإبلاغ الرسل و قيام الحجة لا بمجرد الإعراض ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير