تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويدخل في الإيمان بالله اعتقاد أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأنه لا يجوز تكفير أحد من المسلمين بشيء من المعاصي التي دون الشرك والكفر كالزنا والسرقة وأكل الربا وشرب المسكرات وعقوق الوالدين وغير ذلك من الكبائر ما لم يستحل ذلك لقول الله سبحانه وتعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "

ولما ثبت في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.

ومن الإيمان بالله الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله فيحب المؤمن المؤمنين ويواليهم ويبغض الكفار ويعاديهم وعلى رأس المؤمنين من هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل السنة والجماعة يحبونهم ويوالونهم ويعتقدون أنهم خير الناس بعد الأنبياء لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير الناس قرني ثم الذين يلونم ثم الذين يلونهم " متفق على صحته.

ويعتقدون أن أفضلهم أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين وبعدهم بقية العشرة ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويعتقدون أنهم في ذلك مجتهدون من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين به ويتولونهم ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويترضون عنهن جميعاً ويتبرؤن من طريقة الروافض الذين يبغضون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم ويغلون في أهل البيت ويرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله عز وجل كما يتبرؤن من طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل

وجميع ذلك داخل في العقيدة الصحيحة التي بعث الله بها رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وهي عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله سبحانه "

وقال صلى الله عليه وسلم:" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " فقال الصحابة من هي يا رسول الله؟ قال:" من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي " وهي العقيدة التي يجب التمسك بها والاستقامة عليها والحذر مما خالفها.

وأما المنحرفون عن هذه العقيدة والسائرون على ضدها فهم أصناف كثيرة فمنهم عباد الأصنام والأوثان والملائكة والأولياء والجن والأشجار والأحجار وغيرها فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل بل خالفوهم وعاندوهم كما فعلت قريش وأصناف العرب مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات وشفاء المرضى والنصر على الأعداء ويذبحون لهم وينذرون لهم فلما أنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده استغربوا ذلك وأنكروه وقالوا:" أجعل الألهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ". فلم يزل صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الله وينذرهم من الشرك ويشرح لهم حقيقة ما يدعو إليه حتى هدى الله منهم من هدى ثم دخلوا بعد ذلك في دين الله أفواجا فظهر دين الله على سائر الأديان بعد دعوة متواصلة وجهاد طويل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان.

ثم تغيرت الأحوال وغلب الجهل على أكثر الخلق حتى عاد الأكثرون إلى دين الجاهلية بالغلو في الأنبياء والأولياء ودعائهم والاستغاثة بهم وغير ذلك من أنواع الشرك ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف معناها كفار العرب فالله المستعان.

ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 06:29 م]ـ

ولم يزل هذا الشرك يفشو في الناس إلى عصرنا هذا بسبب غلبة الجهل وبعد العهد بعصر النبوة.

وشبهة هؤلاء المتأخرين هي شبهة الأولين وهي قولهم:" هؤلاء شفعاؤنا عند الله " " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "

وقد أبطل الله هذه الشبهة وبين أن من عبد غيره كائناً من كان فقد أشرك به وكفر كما قال تعالى:" ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير