الشَّرِيفَةَ، وَأَجْمَعُوا بَعْدُ عَلَى تَفْضِيلِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى سَائِرِ الْبِلَادِ، وَاخْتَلَفُوا فِيهِمَا، وَالْخِلَافُ فِيمَا عَدَا الْكَعْبَةَ فَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ بَقِيَّةِ الْمَدِينَةِ اتِّفَاقًا)) انْتَهَى.
وفي مختصر الخليل في الفقه المالكي:
((وَمَحِلُّ الْخِلَافِ الْمَذْكُورِ فِي غَيْرِ الْبُقْعَةِ الَّتِي ضَمَّتْ أَعْضَاءَ الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ بِقَاعِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ))
فعلَّق عليه شارحه الخرشي:
(((قَوْلُهُ الَّتِي ضَمَّتْ أَعْضَاءَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَيْ ضَمَّتْ جَسَدَهُ الشَّرِيفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ مَسَّتْ أَعْضَاءَهُ لَا كُلُّ الْقَبْرِ فَمَا مَسَّ أَعْضَاءَهُ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَتَّى الْكَعْبَةِ وَالسَّمَوَاتِ وَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ وَاللَّوْحِ وَالْقَلَمِ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَيَلِيهِ الرَّوْضَةُ وَيَلِيهَا الْكَعْبَةُ؛ فَالْكَعْبَةُ أَفْضَلُ مِنْ بَقِيَّةِ الْمَدِينَةِ اتِّفَاقًا وَأَمَّا الْمَسْجِدَانِ بِقَطْعِ النَّظَرِ عَنْ الْكَعْبَةِ وَالْقَبْرِ الشَّرِيفِ فَمَسْجِدُ الْمَدِينَةِ أَفْضَلُ وَلَمَّا زِيدَ مِنْ مَسْجِدِهِ الشَّرِيفِ حُكْمُ مَسْجِدِهِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ خِلَافًا لِلنَّوَوِيِّ)) انتهى
وقال الإمام السخاوي في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة الصفحة: 12
((مع الإجماع على أفضلية البقعة التي ضمته صلى الله عليه وسلم، حتى على الكعبة المفضلة على أصل المدينة، بل على العرش، فيما صرح به ابن عقيل من الحنابلة.
ولا شك أن مواضع الأنبياء وأرواحهم أشرف مما سواها من الأرض والسماء، والقبر الشريف أفضلها، لما تتنزل عليه من الرحمة والرضوان والملائكة، التي لا يعملها إلا مانحها، ولساكنه عند الله من المحبة والاصطفاء ما تقصر العقول عن إدراكه)) اهـ.
قال الإمام السيوطي في (الحاوي للفتاوي) طبعة دار الكتاب العربي تحقيق الشيخ خالد طرطوسي ص310 تحت الفتاوى القرآنية ما نصّه:
((فالآيات والأحاديث دلت على أن البيت هو المقصود الأعظم وهو أشرف من عرفة وسائر البقاع إلا القبر الشريف النبوي فأضيف الحج إليه لأنه المعظّم فوق عرفة)) اهـ كلامه.
وقال الشيخ الإمام محمد بن أبي جمرة فيما نقله عنه ابن الحاج في (المدخل) ما نصّه:
((إنه صلى الله عليه وسلم تتشرّف الأشياء به لا هو يتشرّف بها، فلو بقي في مكة لكان يتوهّم أنه قد تشرف بمكة، فلما أراد الله تعالى أن يبيّن لعباده أنه صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقات كانت هجرته إلى المدينة فتشرّفت به، ألا ترى أن ما وقع من الإجماع على أنَّ أفضل البقاع الموضع الذي ضم أعضاءه الكريمة صلوات الله وسلامه عليه)) اهـ كلامه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 06, 05:41 ص]ـ
أما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام، بل الكعبة أفضل منه، ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض، ولم يسبقه أحد إليه، ولا وافقه أحد عليه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:25 ص]ـ
إدعاء إجماع باطل من القاضي عياض ومن تبعه، وليس عندهم دليل من الكتاب ولا من السنة
وفي مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية
(وَسُئِلَ عن التربة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم: هل هي أفضل من المسجد الحرام؟
فأجاب:
وأما [التربة] التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعلم أحدا من الناس قال: إنها أفضل من المسجد الحرام، أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى، إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعا،
وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه. ولا حجة عليه،
بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد. وأما ما فيه خلق أو ما فيه دفن، فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل؛ فإن أحدا لا يقول: إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء، فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي. ونوح نبى كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر.
والنصوص الدالة على تفضيل المساجد مطلقة، لم يستثن منها قبورالأنبياء، ولا قبور الصالحين. ولو كان ما ذكره حقا لكان مدفن كل نبى، بل وكل صالح، أفضل من المساجد التي هي بيوت الله، فيكون بيوت المخلوقين أفضل من بيوت الخالق التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:32 م]ـ
هناك إشكال وتساؤل, فأما الإشكال فهو:
(وقَالَ الشَّيْخُ السَّمْهُودِيُّ فِي تَارِيخِ الْمَدِينَةِ: ((نَقَلَ عِيَاضٌ وَقَبْلَهُ أَبُو الْوَلِيدِ وَالْبَاجِيُّ وَغَيْرُهُمَا الْإِجْمَاعَ عَلَى تَفْضِيلِ مَا ضَمَّ الْأَعْضَاءَ الشَّرِيفَةَ عَلَى الْكَعْبَةِ) اه
بينما ابن تيمية رحمه الله ذكر أن عياض لم يسبقه أحد في القول بالتفضيل؟؟
هل يعرف أحد نقول عن آخرين سبقوا القاضي عياض لهذا القول .. ؟
وأما التساؤل: فهل هناك تلازم بين القول بتفضيل التربة التي خلق منها على الكعبة وبين ما يفعله المبتدعة عندها مما لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعله أحد من أصحابه؟ وما وجه ذلك التلازم؟
فقد يقول قائل: هي أفضل ولكني لا أعبد الله إلا بما شرع!
¥