ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:41 م]ـ
ادعاء الإجماع من قبل القاضي أو غيره لابد له من مستند، وليس هناك آثار عن السلف في الكتب عن السلف الماضين في هذه المسألة، بل الغالب أنها من المسائل التي gم يتكلموا عليها، فمن أين يدعي القاضي وغيره الإجماع على مسألة لايعرف للسلف فيها كلام نفيا ولا إثباتا.
وأما كونه إجماع باطل فلأنه مخالف للنصوص الشرعية، من مثل قوله صلى الله عليه وسلم (خير البقاع المساجد)، وليس هناك دليل من كتاب ولاسنة ولاقول صاحب ولاقياس صحيح يخصص قبر النبي صلى الله عليه وسلم من عموم النص، فهذا بطلانه من ناحية أصولية.
والنبي صلى الله عليه وسلم صلى ومشى ونام في أماكن متعددة، وقد لامس جسده الشريف هذه الأشياء كما لامس أجساد نسائه ومن صافحهم من الصحابة وغير ذلك، ومع ذلك لم تكن هذه الأشياء أفضل البقاع عند الله، فاستدلالهم على فضل قبره صلى الله عليه وسلم بأنه لامس جسده الشريف استدلال في غير محله، فهذا أمر لم يتفرد به القبر بل شاركه فيه أشياء أخرى.
فائدة
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 20 / ص 216)
قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب " الشفا " لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع ب " شفائه "، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الاحاديث، وبما تواتر من الاخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الاسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب " دلائل النبوة " للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور).
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[21 - 11 - 06, 03:25 ص]ـ
كم من مسالة ادعي فيها الاجماع وليس الامر كذلك
لا خلاف في ذلك، ولكن علينا بيان من خرق الإجماع، ولم يذكر أحد ذلك الآن ...
وان كان ابو الوليد والقاضي متأهلين لدعوى الاجماع فكذا ابن تيمية اهل لاثباته ونفيه
لا خلاف في أن ابن تيمية أهل لذكر الإجماع، وإجماعاته من أصح الإجماعات كما هو معلوم، ولكن النفي لا يكون إلا ببينة، ولم يبينها شيخ الإسلام رحمه الله ..
على ان الاصل عدم الاجماع فالنافي مستصحب للاصل
كلامك يلزمك تسليم من نفى الإجماع مطلقا، وهذا لم يقل به أحد، فلو ادعى عدلان، يحتج بعلمهما الإجماع على أمر، يسلم لهما ما لم يرد نقل صحيح بخرقه ممن يعتبر خرقه، والباجي وعياض عدلان، حجتان في العلم .. ويزاد عليهما ما نقلته الأخت العقيدة وفقها الله عن كتاب الفنون لابن عقيل الحنبلي رحمه الله، فهو نص آخر، على أن لبعض العلماء مؤلفا حافلا في الموضوع، لدينا نسخة مخطوطة عنه.
وكثيرا ما يدعي بعض اهل العلم الاجماع في مسائل بناء على عدم العلم بالمخالف، ومعلوم ان عدم االعلم به لا يلزم منه عدمه
كلام صحيح، ولكن ليس المحل محله، وكثيرا ما ينفون الإجماع وليس لهم علم بانعقاده .. وعدم العلم به لا يدل على عدم وجوده، والمثبت العدل الثقة مقدم على النافي كما لا يخفى ...
وما ادري كيف يعلم الاجماع في مسالة لم ترد في كتاب ولا سنة ولا تكلم بها سلف الامة؟!
عجيب هذا القول، فجل الإجماعات لم يصرح بها لا كتاب ولا سنة، نعم، يكون لها أصل عام، أما القول بعدم تكلم سلف الأمة، فمن أين جاء الباجي وعياض بقوليهما؟.
ولكن يتبين في مثل هذه المسائل من يقصد التحقيق ومن ياخذ الغث والسمين، وكذا تتبين فيها المقاصد و الاهواء وبالله التوفيق.
هذا مصادرة عن المطلوب، ولا أظنكم تتهمون مدعي الإجماع بذلك، وبالمقابل، كم من منكر للمحسوسات والمعلومات المقطوع بها من أجل إثبات اعتقاد له يخالف الجمهور، فلو احتكمنا لهذا المنطق لتسبب في الطعن في العلماء، وهو ما يخالف منهج أهل العلم والسلف الصالح رضوان الله عليهم ...
وما نقله الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله عن الذهبي حول كتاب الشفا؛ خارج عن موضوع هذه الحكاية، ولا يسلم إطلاقه للذهبي، فقد لاقت الأمة كتاب "الشفا" بالقبول، واعتبروا ما فيه من الاستنباطات من دقيق الفهوم، ونبيل العقول ... والله الموفق للصواب.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 06:34 ص]ـ
لا خلاف في ذلك، ولكن علينا بيان من خرق الإجماع، ولم يذكر أحد ذلك الآن ...
هذه هي التي خرقت الإجماع وهي كافية للعقل والنظر الصحيح في معاني الشريعة:
هذه أمور لم ترد أعيانها في الكتاب ولا السنة، ولا ينبني عليها عمل، فالسؤال عنها بدعة، والولوج فيها جدالا بعد عن الصراط السوي، وتسور على محراب الشريعة ... فالأفضل ترك الحديث فيها ..
وكما أن نفي الإجماع لابد أن يكون عن علم بثبوته، فادّعاء الإجماع كذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 06, 12:14 ص]ـ
يكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (خير البقاع المساجد) فهذا فيه رد على القاضي عياض وغيره ممن زعم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ومن المساجد بدون دليل ولابينة بل ويحكي على ذلك الإجماع؟ فالله المستعان.
وأما كلام الذهبي رحمه الله على كتاب الشفاء فهو كلام إمام عالم منصف
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 20 / ص 216)
قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب " الشفا " لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع ب " شفائه "، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الاحاديث، وبما تواتر من الاخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الاسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب " دلائل النبوة " للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور).
¥