تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه الأقوال التي تفضل موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم على غيرها من البقاع أقوال مبتدعة قال بها بعضهم وزعموا أنها إجماع ولم يقل بقولهم هذا أحد من الصحابة ولا من التابعين ولامن الأئمة الأربعة فقولهم ساقط لادليل عليه سوى زعم الإجماع.

قال الملا علي القاري الحنفي في المَسْلَك المُتَقَسِّط في المنسك المُتَوسِّط ص351 - ص352 ما نصّه:

((أجمعوا على أنّ أفضل البلاد مكّة والمدينة زادهما الله شرفًا وتعظيمًا، ثم اختلفوا بينهما أي في الفضل بينهما، فقيل: مكة أفضل من المدينة، وهو مذهب الأئمة الثلاثة وهو المرويُّ عن بعض الصحابة، وقيل: المدينة أفضل من مكة، وهو قول بعض المالكية ومن تبعهم من الشافعية، وقيل بالتسوية بينهما)) ... إلى أن قال:

((والخلاف أي الاختلاف المذكور محصورٌ فيما عدا موضع القبر المقدس، قال الجمهور: فما ضمّ أعضاءه الشريفة فهو أفضل بقاع الأرض بالإجماع حتى من الكعبة ومن العرش)) انتهى ملخّصًا.

وفي السيرة الحلبيّة لنور الدين الحلبي:

((والكلام فى غير ماضم أعضاءه الشريفة صلى الله عليه وسلم من أرض المدينة وإلا فذاك أفضل بقاع الأرض بالإجماع بل حتى من العرش والكرسى)) وقال في موضع آخر:

((وقام الاجماع على أن هذا الموضع الذي ضم أعضاءه الشريفة صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع الأرض حتى موضع الكعبة الشريفة قال بعضهم وافضل من بقاع السماء أيضا حتى من العرش))

ونقل شمس الدين الشامي في سبل الهدى والرشاد قول السبكي والقاضي عياض وأقرّه وقال:

((ولا ريب أن نبينا -صلّى الله عليه وسلّم- أفضل المخلوقات, فليس في المخلوقات على الله تعالى أكرم منه, لا في العالم العلوي ولا في العالم السفلي كما تقدم في الباب الأول من الخصائص)) اهـ.

وفي تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام لابن الضياء:

((موضع قبره الشريف أفضل بقاع الأرض، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمهم على الله تعالى)) وقوله: ((تقرر أنه أفضل المخلوقين وأن تربته أفضل بقاع الأرض)).

وقال الشيخ مصطفى السيوطي الرحيباني في مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهي ج2 ص385 ما نصّه:

(((فرع: موضع قبره عليه الصلاة والسلام) (أفضل بقاع الأرض) , لأنه صلى الله عليه وسلم خلق من تربته , وهو خير البشر , فتربته خير الترب , وأما نفس تراب التربة ; فليس هو أفضل من الكعبة , بل الكعبة أفضل منه إذا تجرد عن الجسد الشريف.

(وقال) أبو الوفاء علي (بن عقيل في) كتابه (" الفنون ") الذي لم يؤلف مثله في الدنيا , ولا مقداره فقد قيل: إنه مجلد لكن لما استولى التتار على بغداد طرحوا معظم كتبها في الدجلة , ومن جملتها هذا الكتاب: (الكعبة أفضل من مجرد الحجرة , فأما والنبي صلى الله عليه وسلم فيها ; فلا والله ولا العرش وحملته) والجنة , (لأن بالحجرة جسدا لو وزن به) سائر المخلوقات (لرجح).

(ويتجه): أنه يؤخذ (من هذا) , أي: من أن الحجرة الشريفة بما فيها من الجسد الشريف أفضل من سائر البقاع: (أن الأرض أفضل من السماء , لأن شرف المحل بشرف الحال فيه) , قال ابن العماد في الذريعة ": اتفق أكثر أهل العلم على أن الأرض أفضل من السماء بمواطئ أقدامه الشريفة صلى الله عليه وسلم ولأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , خلقوا منها , ولأن السماوات تطوى يوم القيامة وتلقى في جهنم , وأما الأرض ; فإنها تصير خبزة يأكلها أهل المحشر مع زيادة كبد الحوت)) اهـ

قلت: والمتن (أعني غاية المنتهي للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي) من أهم متون الحنابلة.

وفي الموسوعة الكويتية الفقهية الجزء السابع والثلاثين:

(( .. قال الزّركشي: أنشأ أصله سيّد المرسلين والمهاجرون الأوّلون والأنصار المتقدّمون خيار هذه الأمّة , وفي ذلك من مزيد الشّرف على غيره ما لا يخفى , واشتمالها على بقعة هي أفضل بقاع الأرض بالإجماع , وهو الموضع الّذي ضمّ أعضاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم , حكى الإجماع القاضي عياض وغيره , وفي ذلك قال: بعضهم - وهو أبو محمّد بن عبد اللّه البسكريّ المغربي -:

جزم الجميع بأنّ خير الأرض ما قد حاط ذات المصطفى وحواها

ونعم لقد صدقوا بساكنها علت كالنّفس حين زكت زكا مأواها)) اهـ.

تنبيه من المشرف: تركنا هذه النقولات مع ظهور بطلانها للاطلاع وأما قولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من تربته فهو افتراء على دين الله بغير علم وليس عندهم دليل صحيح على قولهم.

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:08 م]ـ

تنبيه من المشرف:

هذه الأقوال التي تفضل موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم على غيرها من البقاع أقوال مبتدعة قال بها بعضهم وزعموا أنها إجماع ولم يقل بقولهم هذا أحد من الصحابة ولا من التابعين ولامن الأئمة الأربعة فقولهم ساقط لادليل عليه سوى زعم الإجماع.

تنبيه من المشرف: تركنا هذه النقولات مع ظهور بطلانها للاطلاع وأما قولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من تربته فهو افتراء على دين الله بغير علم وليس عندهم دليل صحيح على قولهم.

إيش هذا الخبص والتطاول على العلماء يا "مشرف"، لا يليق هذا الكلام أبدا، وليس من منهج العلماء ولا أهل الحديث ...

هل الملا القاري، ومحمد بن يوسف الصالحي، ونور الدين الشامي، وغيرهم من الأئمة مبتدعة وضالون؟ ... ما هذا الكلام ...

والنقول التي نقلناها أعلاه، وما سيأتي إن شاء الله تعالى عن العلماء السابقين واللاحقين كلها لم تعتبرها؟، ومنهم ابن تيمية وابن القيم، وعياض، والباجي، وحكاية الشوكاني الإجماع ... إلخ ... وقول ابن عقيل الحنبلي، هل كل هؤلاء مبتدعة عنك؟ ... لا يليق هذا أبدا ...

أما مسألة خلق الإنسان من التربة التي يدفن فيها، فقد وردت بذلك أحاديث متعددة، أخذ بها العلماء، فيها الضعيف والحسن، والأضعف، كما يأتي إن شاء الله ...

أما النقل أعلاه عن "الفقيه" فتلك ليست فتوى شرعية، ولا مؤصلة، إنما دعوى وشتام تنزه عنها مجالس العلماء وطلبة العلم ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير