ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 08 - 04, 02:54 ص]ـ
من رسالة مسدد بن مسرهد إلى الإمام أحمد
روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله e فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه .....
وأما المعتزلة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم يكفرون بالذنب ومن كان منهم كذلك فقد زعم أن آدم كان كافرا وأن إخوة يوسف حين كذبوا أباهم عليه السلام كانوا كفارا
وأجمعت المعتزلة على أن من سرق حبة فهو كافر وفي لفظ في النار تبين منه امرأته ويستأنف الحج إن كان حج فهؤلاء الذين يقولون بهذه المقالة كفار وحكمهم ألا يكلموا ولا يناكحوا ولا تؤكل ذبائحهم ولا تقبل شهادتهم حتى يتوبوا) انتهى.
قال ابن تيمية رحمه الله كما في المجموع ج: 5 ص: 131
(وقد صنف أبو القاسم عبدالرحمن بن مندة فى ذلك مصنفا وزيف قول من قال ينزل ولا يخلو منه العرش وضعف ما قيل فى ذلك عن أحمد بن حنبل فى رسالته الى مسدد وطعن فى هذه الرسالة وقال انها مكذوبة على أحمد وتكلم على راويها البردعى أحمد بن محمد وقال انه مجهول لا يعرف فى أصحاب أحمد) انتهى.
وكذلك (5/ 242)
وقال كما في مجموع الفتاوى ج: 5 ص: 396
(وأما رسالة أحمد بن حنبل الى مسدد بن مسرهد فهى مشهورة عند أهل الحديث والسنة وأصحاب أحمد وغيرهم تلقوها بالقبول وقد ذكرها أبو عبدالله بن بطة فى كتاب الإبانة واعتمد عليها غير واحد كالقاضى أبى يعلى وكتبها بخطه) انتهى.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 08 - 04, 01:08 م]ـ
الواقع أن فيما نقل من تكفير المعتزلة لمرتكب الكبيرة نظر بل إن عدم تكفيره أصل من أصولهم خالفا به الخوارج فإن من أصولهم الخمسة التى قام عليها مذهبهم أصل المنزلة بين المنزلتين ويعنى أن مرتكب الكبيرة فى منزلة بين المؤمن والكافر.
قال شيخ الإسلام:
قال (أى ابن عبد البر) وأما قول المعتزلة فالإيمان عندهم جماع الطاعات ومن قصر منها عن شيء فهو فاسق لا مؤمن ولا كافر وهؤلاء هم المتحققون بالإعتزال اصحاب المنزلة بين المنزلتين مجموع الفتاوى 7/ 331
مقال فى المنهاج:
وكذلك المعتزلة باينوا جميع الطوائف فيما اختصوا به من المنزلة بين المنزلتين وقولهم إن أهل الكبائر يخلدون في النار وليسوا بمؤمنين ولا كفار فإن هذا قولهم الذي سموا به معتزلة فمن وافقهم فيه بعد ذلك من الزيدية فعنهم أخذوا منهاج السنة 3/ 461
وقال الملطى فى التنبيه
واعلم أن المعتزلة التي تحب أن تعرف ما هي عليه كما سألتني أن أشرح لك ذلك لتعلمه فاعلم أنها بنيت على الأصول الخمسة التي ذكرتها ذلك فالمعتزلة كلها متمسكون بالقول بذلك ويجادلون عليه وقد وضعوا في ذلك الكتب الكثيرة على من خالفهم ويتبرؤن ممن خالفهم فيها ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم وقالوا إن فاعل الكبائر بعد إيمانه المقيم على إيمانه فاسق لا مؤمن ولا كافر ولا مؤمن ولا مسلم ولا منافق كما سماه الله فقط وسموه المنزلة بين المنزلتين أي منزلة بين الكفر والإيمان التنبيه والرد على أهل الأهاء والبدع للملطى 1/ 36
وانظر كذلك الفرق بين الفرق 1/ 98 شرح كتاب التوحيد1/ 192 و بيان تلبيس الجهمية 1/ 419
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 08 - 04, 05:18 م]ـ
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ج:1 ص:124
واما الوعيد فقول المعتزلة فيه وقول الخوارج قول واحد لانهم يقولون ان اهل الكبائر الذين يموتون على كبائرهم في النار خالدون فيها مخلدون غير ان الخوارج يقولون ان مرتكبى الكبائر ممن ينتحل الاسلام يعذبون عذاب الكافرين والمعتزلة يقولون ان عذابهم ليس كعذاب الكافرين
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية
وكذلك المعتزلة الذين يقولون يحبط إيمانه كله بالكبيرة فلا يبقى معه شيء من الإيمان لكن الخوارج يقولون يخرج من الإيمان ويدخل في الكفر والمعتزلة يقولون يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر وهذه المنزلة بين المنزلتين وبقولهم بخروجه من الإيمان أوجبوا له الخلود في النار.
وقال
والمعتزلة موافقون للخوارج هنا في حكم الآخرة فإنهم وافقوهم على أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار لكن قالت الخوارج نسميه كافرا وقالت المعتزلة نسميه فاسقا فالخلاف بينهم لفظي فقط.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 08 - 04, 09:23 م]ـ
نعم هناك اتفاق بين المعتزلة والخوارج حول مآل مرتكب الكبيرة وأنه مخلد فى النار لكن الخلاف بينهما قائم حول تكفير مرتكب الكبيرة وليس الكفر مرادف للخلود فىالنار وأما ما نسب إليهم من تكفيرهم لمرتكب الكبيرة وما يلزمون به من تكفير آدم عليه السلام وإخوة يوسف ومن سرق ولوحبة فهو مما يقدح فى صحة هذه الرواية ونسبتها إلى أحمد.
¥