وتمام الاحتجاج للقول الحق في المسألة , وتقرير وجوه الاستدلال عليه , والاستشهاد بكلام الأئمة فيه , والرد على شبه المخالفين = في كتاب الشيخ المحقق الشريف حاتم العوني ((الولاء والبراء بين الغلو والجفاء - في ضوء الكتاب والسنة)) , وهو أجود وأمتن ما قرأت في هذا الباب , وإني ناصح كل محب للحق , حريص على الوصول إليه , أن يقرأه قراءة المسترشد الباحث عن الهدى , دون تعصب لقول أو فئة , وأن ينظر فيه نظر المنصف.
وقد سبق أن وضعته في خزانة الكتب والأبحاث على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=92383
وكانت تلك طبعته الأولى.
وها هي طبعته المنقحة المزيدة المعتمدة , وستنشر إن شاء الله قريبا في الأسواق:
ـ[محب العلم]ــــــــ[20 - 08 - 04, 05:47 م]ـ
أخي الكريم أبو حاتم
قد فهمت وجه اعتراضك على الاجماع الذي نقله ابن حزم رحمه الله من كونه نقل الاجماع بفهمه لابنقله لوجود كلام له يدل (عندك) على فهم خاص (عنده) لمعنى التولي.
وسبق الكلام عليه.
ولكن مالم أفهمه حتى الآن! هو وجه اعتراضك على هذا الاجماع ?
هل هو لأنه نقل للاجماع أيضا بالفهم لا بالنقل! (مع التجاوز عن التجوز في التعبير)
أم هو لأنه من أئمة الدعوة وهم ينقل بعضهم عن بعض! ولا يقبل منهم نقل إجماع ?
أم لأنه لايوجد أحد في القرن الأول نقل هذا الاجماع ?
أم هو لوجود خلاف في حكم قتل الجاسوس ممايدل على وجود الخلاف في الاعانة مماينقض الاجماع ?
أم هولأن " في النصوص التي حكوا فيها الإجماع ذِكْرُ بعض الأفعال التي لا يجوز القول بأنها كفر أكبر"؟
أم هو جميع ماسبق؟!
========================
أخي أبو حاتم
تأملت طويلا في تعقيبك هذا، وفي انتقالك السريع من مناقشة ثبوت الاجماع الى اثبات وجود الخلاف، مع قولك في أول تعليقاتك: " دع الأمور تسير هكذا بهدوء "، ووقوفك الطويل نسبيا عند مناقشة كلام ابن حزم في نقل الاجماع، فما الذي دفع العجلة بهذه السرعة؟!،
هل هو قلة كلام ابن حزم في هذه المسألة وهي (التكفير بمطلق الاعانة للكفار على المسلمين) وسهولة تفسير كلامه ب (فهم) غيره، لصعوبة استخراج تفسير لكلامه من كلامه؟ بخلاف كلا م أئمة الدعوة، وخاصة الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله، فإن كلامه في هذه المسألة كثير جدا، وصريح في التكفير بالاعانة المجردة ولا مجال لتفسير كلامه ولا كلام غيره من أئمة الدعوة ب (فهم خاص) كالحال مع ابن حزم.
فكان الحل هو الطعن في الناقل لا في النقل وفي الفاهم لافي الفهم، مع تكرير أوجه الاعتراض (المزيدة) التي سبق الكلام فيها عند نقل ابن حزم رحمه الله؟
===============================
دعني أخي الكريم أعتبرك قد سلمت بنقل بعض أهل العلم للاجماع على هذه المسألة، وأنك إنما انتقلت لمسألة الجاسوس للقدح في هذا الاجماع بوجود المخالف، فإن عدم التسليم بوجود هذا النقل وصراحته في المراد أصبح في ظني " مجانبة للانصاف " كماتقول عن ناقله، خاصة وقد بقي في جعبتي نقلان خاليان من أوجه الاعتراضات جميعا – عدا وجود ناقل سابق -.
وقبل مناقشتك في هذا الايراد – وهو مسألة الجاسوس – أريد من فضيلتك أن تبين لي الفرق (عندك) بين نقل الاجماع وفهم الاجماع، إذ هو مشكل عندي جدا.
فإن كان الفرق هو وجود ناقل سابق في النقل، فأين يقف تسلسل النقل في الماضي؟
وإن كان الفرق هو وجود الخلاف في المسألة، فهذا ليس فهما للاجماع، وإنما هو خطأ في النقل!
ثم الخلاف في مسألة التكفير بمطلق الاعانة، والذي قلت فيه " من لم يعرفه لم يشم الفقه "، هل أتيت به أخي الفاضل من نقلك أم من فهمك.
إن كان من نقلك، فلا أريد منك وفقك الله لفض هذه المحاورة إلا أن تنقل لي عن واحد من أهل العلم حكايته للخلاف بقوله:
اختلف أهل العلم في اعانة الكفار على قولين:
الأول: أنها كفر أكبر، الثاني أنها ليست بكفر أكبر إلا مع محبة دين الكفار.
وإن كانت بلفظ: التولي، فهو على – قانونك: إيراد للخلاف بفهمك لا بنقلك! وهو عندك ليس بحجة.
أوردت هذا أخي الكريم لأبين لك أني لا أناقشك الآن في نقل ثابت للخلاف، وإنما في فهمك أنت لوجود الخلاف، ولكن بعد أن أفرغ من شغل عرض لي هذين اليومين.
وقد كنت أظن أن الادارة قد منعت دخول غير المتحاورين فركنت إلى ذلك، فأرجو من أخي أبو حاتم أن يواصل معي وألا يقطع تسلسل الحوار بحوارات على الهامش، وأرجو منه أن يراعي أني أكتب طوال الفترة الماضية من خارج منزلي، وأني أقتطع الوقت الذي أكتب له فيه اقتطاعا من وقتي، وأختصر الوقت اختصارا بالنقل أحيانا بطريقة النسخ واللصق.
وسأعرض في المبحث التالي لمسألة الجاسوس، فلا تعجل علي.
وأما كتاب الشريف فدون التسليم بمافيه خرط القتاد، فاترك الاحالة عليه حتى نفرغ من المسألة!
(يتبع).
¥