تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حرف المسألة أنك تقلدتَ القول بأن كل إعانة للكفار على المسلمين تكون كفرا أكبر. واحتججت بحكاية الإجماع.

فنقضتُ عليك دعوى الإجماع (الذي لم أسلِّم به أصلا) بذهاب جماهير أهل العلم إلى عدم تكفير الجاسوس , مع أن التجسس على المسلمين للكفار معاونة ظاهرة غاية الظهور.

فضاقت عليك سبيل الجواب , فلجأتَ إلى حديث حاطب وفعله! وإلى الكلام عن قتل الجاسوس والخلاف فيه وأثره!

وأنا لم أتطرق إلى الحديث عن قتل الجاسوس ولا ورد في كلامي (وإن كان من تمام حجتي؛ لأن أهل العلم اختلفوا في قتله , ولم يختلفوا في عدم كفره).

وكذا فلم أستدل بفعل حاطب , ولم نصل بعد إلى مناقشة الأدلة , وبيان عجيب فهمك لحديث حاطب , وإنما كان اعتراضي بقول الجمهور في الجاسوس مطلقا سواء صنع مثل فعل حاطب أو أقل أو أكثر منه؛ لأنهم أطلقوا القول في التجسس ولم يقيدوه بما كان كفعل حاطب , ومن زعم غير ذلك لزمه البرهان الذي لن يجده.

فلم الخروج عن موضع البحث؟!

ومن أعجب الأمور وأطرفها أن ينازع عاقل في أن إفشاء الأسرار الحربية للكفار (وهو ما يصنعه الجاسوس) الذي هو من أظهر صور الإعانة عند العقلاء = هو إعانة لأولئك الكفار , ويتشكك ويتورَّع فيه! ثم هو لا يتردد ولا يتورع عن القول بإن إيقاد عود كبريت للكفار من الإعانة المكفرة!!

فسؤالي لك الآن:

هل التجسس للكفار (مطلقا , وبعيدا عن فعل حاطب) إعانة للكفار أم لا؟

فإن قلت: نعم , وهو الأولى بعاقل مثلك , فكيف تصح حكاية الإجماع على أن أهل العلم يكفرون بكل إعانة , وهم لم يكفروا الجاسوس مع أن فعله إعانة كما تقول؟

وإن قلت: لا ليس التجسس إعانة للكفار. فقد سقط الخطاب معك؛ لأنك غير منصف , إذ كيف تعتبر إيقاد عود كبريت!! للكفار إعانة مكفرة , ثم تأتي إلى التجسس الذي يوصف كما قلت بالخيانة العظمى وضرره أشد وخطره أعظم , وتقول بأنه ليس بإعانة!!

وليتك يا أخي تشح بوقتك الذي تقتطعه لنا عن ذكر مسامرات الأشعار , فإنا عنها لفي شغل.

ـ[محب العلم]ــــــــ[21 - 08 - 04, 02:40 م]ـ

أخي الكريم أبو حاتم

هون على نفسك فالأمر أقرب من ذلك، ولا أدري ماسر غضبك؟

هل لأن هذه هي الورقة الأخيرة عندك، وقد أحرقت - في نظرك - أم ماذا؟

لازلنا أخي في أول الطريق! فاصبر على تعليم أخيك.

أخي الكريم قلت أول كلامك بذهاب " جماهير أهل العلم إلى عدم تكفير الجاسوس "

ثم قلت بعده بسطر واحد:

" لأن أهل العلم اختلفوا في قتله , ولم يختلفوا في عدم كفره "!

فهل اختلفوا أم اتفقوا؟

وأينا الذي ارتقى مرتقا صعبا قلد فيه غيره من الشرفاء!

======================

على كل حال أخي الكريم

حديث حاطب هو الأصل الذي فرع عليه حكم الجاسوس، وهو الذي استدل به الشافعي فيما نقلته عنه في الأم على عدم قتل الجاسوس.

وليس بدعا أن أرجع الفرع إلى أصله، ولكن الغريب على طرائق أهل العلم هو أن تجعل هذا الفرع أصلا تخرج عليه حكم الاعانة المجردة، وتخريج الفروع على الفروع معيب عند كل عاقل.

======================

لعلي أخي محتاجا لتذكيرك بأن الهدوء في مناقشة هذه المسائل والتروي في الصدور عن رأي فيها مهم جدا لحسن الكلام فيها، وأن كثرة الزجر والتهديد والاستعانة بالعقلاء لايغني أبدا عن استخدام عقلك وترويض نفسك على تقبل إيراد خصمك.

=====================

قلت لك أخي الكريم إن وصف (التجسس) محتمل للاعانة ولما دونها، ومثلت لك بصورة من صور التجسس تطابق فعل حاطب رضي الله عنه.

فلم أطلق القول بكونه إعانة ولم أنف عنه كونه محتملا للاعانة.

فالتجسس مظنة للاعانة كما أن النوم مظنة للحدث.

فلو قال قائل هل النائم محدث؟

قلنا لا، ولكن نومه مظنة للحدث، فنحن نعطيه حكم الحدث إن كان نومه مستغرقا ينفي عنه شعوره، وإن لم نطلق عليه حقيقة اسم المحدث، وننفي عنه اسم الحدث وحكمه إن كان نومه يسيرا أو نام قاعدا غير مضطجع - عند من يقول بذلك -، وهو على كل حال مبني على أن العلة إذا خفيت أو كانت غير منضبطة علق الحكم بالمظنة.

والذي يشبه المتجسس بالمعين للكفار فهو كالذي يشبه النائم بمن يثلط يومه كله!

وأهل العلم لم يعلقوا حكم التكفير هنا بالمظنة لأن التكفير حكم شرعي يفتقر إلى برهان (بين) كما قال الشافعي، وكما دعوتك إلى التأمل في قوله.

وأما إيقاد عود كبريت إعانة للكفار فهو كفر كبر، لا لأنه إيقاد عود كبريت للكفار! بل لأنه إعانة لهم فهو تمثيل للاعانة اليسيرة لاتنزيل لوصف الاعانة في غير محله.

والذي نص على أن إيقاد عود كبريت إعانة للكفار كفر أكبر هو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في تعليق له على أحد أشرطة صالح آل الشيخ، وهو قريب إن أردت اسمه، فهل هو عاقل عندك أم ماذا؟

على أن القول بأن إيقاد عود الكبريت إعانةً للكفار كفر أكبر، ليس ملزوما يبطل به القول بأن التجسس ليس بكفر إلا على مذهب متأخري العقلاء!

============================

وأما قولك أخي الفاضل:

" وليتك يا أخي تشح بوقتك الذي تقتطعه لنا عن ذكر مسامرات الأشعار , فإنا عنها لفي شغل ".

فأضحك الله سنك عليه، فوالله إني لا أدري ماهذا الشد العصبي الذي أشغلك عن ذوق الشعر وتمليح هذه المحاورة العذبة به، مالم يكن فيما نقلته ضعف أو سوء تعبير، وهو لم يأخذ مني كبير وقت كما اخذه شرح مرادي لبعض الاخوة.

وعلى كل، فلك علي أن لا ترى بعدُ، إلا نقلا من كتاب كل شريف.

أخوك محب العلم

============================

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير