الأخ الفاضل «أبو جرير السلفي» ..
وأنت فبارك الله فيك ووفقك لكل خير .. وجمعنا بك في جنات النعيم.
وما أجمل كنيتك ونسبتك!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 04, 06:53 م]ـ
قال الشيخ الشرف حاتم العوني وفقه الله
(
ولذلك لما نقلنا سابقًا عبارةً لابن جرير الطبري قد يتمسّك بها بعض من يطلق الحكم بكفر كل موالٍ للكفار بأي وجه من وجوه الموالاة، حرصنا أن نُبيّنَ الفَهْمَ الصحيح لكلامه (). ومن رجع إلى كلامه في موطنه، وإلى سوابقه ولواحقه تبيّن له صحّة ما ذكرنا. فإن ابن جرير حَمَل الموالاة في الآية على الموالاة الكاملة، وهي المتضمّنةُ الرِّضا عن دين الكفار. أمّا ادّعاءُ أن موالاة الكفار في الظاهر بالنصرة والإعانة مطلقًا لا تكون إلا مع الرضا عن دينهم، فهذا ردٌّ لما لا يُردّ، وهو الواقع الذي لا يشك فيه أحد، حتى لو لم يرد حديث حاطب الدالُّ على وقوعه، وهو أنه قد تقع الموالاة للكفار، مع بُغض دينهم، طمعًا في حطام الدنيا؛ فإنكار وقوع هذا الواقع مكابرةٌ أخرى. فإذا ما وقع ذلك من أحد لا تكون موالاتُه حينها كفرًا؛ لأنها لم تتضمّن الرضا عن دين الكفار
انتهى
نرجع الى عبارة الطبري (فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين, فهو من أهل دينهم وملتهم, فإنه لا يتولى متولّ أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض, وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه, وصار حكمه حكمه)
وقبل أن ننقل النص كاملا من تفسير الطبري ونقل ما سبقه ومالحقه
أقول قوله (فإنه لايتولى متول أحدا الا وهو به وبدينه وماعليه راض) اعترض الشيخ - وفقه الله - على الاستدلال بهذا الحرف بقوله
(أمّا ادّعاءُ أن موالاة الكفار في الظاهر بالنصرة والإعانة مطلقًا لا تكون إلا مع الرضا عن دينهم، فهذا ردٌّ لما لا يُرد)
أقول حتى لو ارتد الشخص - عياذا بالله - عن الاسلام واختار دين اليهودية على-سبيل المثال لايلزم منه ان يكون عن رضا تام بدين اليهودية او النصرانية
وقد يكون سبب ردته الطمع في حطام الدنيا
ولاشك ان حكم هذا الرجل الذي اختار النصرانية او اليهودية مع عدم رضاه التام عن النصرانية او اليهودية او كان سبب ارتداد طمعا في الدنيا = ردة تخرجه من الملة
ويكون حكمه حكم النصراني حتى لو ادعى انه ما ارتد الا طمعا في حطام الدنيا وانه
ما اختار دين النصرانية الا طمعا في الدنيا
ولاشك ان الردة الصريحة هي اكبر صورة من صور التولي وان هذه الردة تدخل ضمن قوله (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)
فهل يمكن الاعتراض على عبارة الطبري هذه والقول بان كلام الطبري لايوافق الواقع وان هناك من يتولى قوما وهو بدينهم غير راض طامعا في حطام الدنيا
يدلك على ذلك ما جاء في تفسير السدي
(وتخوّفوا أن يُدال عليهم الكفار, فقال رجل لصاحبه: أما أنا فألحقُ بدَهْلَكَ اليهودي فآخذ منه أمانا وأتهوّد معه, فإني أخاف أن تدال علينا اليهود. وقال الاَخر: أما أنا فألحق بفلان النصرانيّ ببعض أرض الشام فآخذ منه أمانا وأنتصر معه)
فسبب رغبته في التهود هو (فإني أخاف أن تدال علينا اليهود)
وقبل ذلك علينا ان ننقل النص كاملا من تفسير الطبري
قال الطبري
(القول في تأويل قوله تعالى: {يََأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} ..
اختلف أهل التأويل في المعنىّ بهذه الاَية وإن كان مأمورا بذلك جميع المؤمنين, فقال بعضهم: عنى بذلك: عبُادة بن الصامت وعبد الله بن أُبَىّ ابن سَلُول في براءة عبادة من حلف اليهود, وفي تمسك عبد الله بن أبيّ ابن سلول بحلف اليهود بعد ما ظهرت عداوتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم, وأخبره الله أنه إذا تولاهم وتمسك بحلفهم أنه منهم في براءته من الله ورسوله كبراءتهم منهما. ذكر من قال ذلك:
¥