تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سأخفي إعجابي بفهمك لمقصود السؤال وإبداعك في الجواب عليه وعدم حاجتك - كما كنت أظن - لكثرة الألوان وتكبير الخط لأقفز إلى مضمون الجواب مباشرة

# قد حصرت أخي الكريم صور الكفر في الاعانة على النبي صلى الله عليه وسلم في الاعانة على قتله فقط.

وعللت ذلك بأن هذا يتنافى مع الايمان به وتصديقه منافاة تامة بخلاف غيرها من صور الاعانة عليه.

وقد رأيتك في جوابك هذا قد خرجت عن شرطك في (الحجة الواضحة) و (الدليل المعتبر) على التفريق إلى التعليل الذاتي والاجتهاد الخاص، لأن القول بأن كل إعانة على النبي صلى الله عليه وسلم كفر أكبر يتعارض مع قولك بأن حاطب رضي الله عنه قد أعان الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكفر فاحتجت إلى هذا الاجتهاد.

وقد استغربتَ سابقا من مخالفك القول بأن إعانة الكفار على المسلمين لاتجتمع البتة مع الايمان في قلب المسلم الموحد وجعلت هذا تحكما بلا دليل ولاحجة صحيحة ثم أنت تقول به الآن في الاعانة على قتل النبي صلى الله عليه وسلم.

فما رأيك لو قال لك مخالفك المرجئ: قتل النبي صلى الله عليه وسلم أو الاعانة عليه ليست كفرا مخرجا من الملة إذا كان ذلك لغرض دنيوي وإنما هو كفر أكبر إذا كان مبغضا لدين الرسول صلى الله عليه وسلم محبا لدين الكفار ودليل ذلك حديث حاطب لأنه أعان كفار قريش بما يمكن أن يباغتوا النبي صلى الله عليه وسلم به فيقتلوه أو يقاتلوه ومع ذلك لم يكفر!

لا أظنك ستجد جوابا على إيراده مادمت تترنح بهذه الطريقة بين الاجتهاد المطلق والتقليد المقيد.

فأنت تجتهد في التفريق بين الاعانة على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وبين غيرها من صور الاعانة عليه في نفس الوقت الذي تقلد فيه شيخ الاسلام في قوله بأن قتل النبي صلى الله عليه وسلم يتنافى مع الإيمان به.

فإن كان مناط التفريق عندك بين صور الاعانة هو أن شيخ الاسلام رحمه الله قد نص على أن قتل النبي صلى الله عليه وسلم يتنافى مع الايمان به، فهذا المناط موجود في كل صور إعانة الكفار على المسلمين، فقد قال شيخ الاسلام نفسه كما في مجموع الفتاوى (8/ 350) عند رده على أهل الفناء في توحيد الربوبية:

" ... والمقدور عندهم هو محبوب الحق، فإذا غلب الكفار كانوا معهم، وإذا غلب المسلمون كانوا معهم، وإذا كان الرسول منصورا كانوا معه، وإذا غلب أصحابه كانوا مع الكفار الذين غلبوهم.

وهؤلاء الذين يصلون إلى هذا الحد غالبهم لايعرف وعيد الآخرة، فإن من أقر بوعيد الآخرة وأنه للكفار لم يمكنه أن يكون معاونا للكفار مواليا لهم على مايوجب وعيد الآخرة ".

وإن كان مناط التفريق هو الاجماع الذي نقله اسحاق بن راهوية على كفر من قتل نبيا وإن أقر بكل ماأنزله الله، فما الذي ألحق الاعانة على قتل النبي صلى الله عليه وسلم به واخرج الاعانة على قتاله كمافعل حاطب في زعم المخالف.

وإن كان مناط التفريق هو شناعة فعل من قتل النبي صلى الله عليه وسلم فشناعة ضربه وتعريضه للأسر أعظم عند النفوس الشريفة من مجرد قتله وقد نقل القاضي عياض رحمه الله إجماع أهل العلم على تكفير من فعل شيئا من هذا في حقه صلى الله عليه وسلم.

فإن كان حاطب رضي الله عنه قد قصد إعانة الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم كماتقول فما الذي أخرجه من هذه الاجماعات؟!

وإن سلمنا بأن فعل حاطب إعانة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي غير مكفرة، فهل الاعانة على الجيش الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أذى له أم لا؟

إن كانت أذى له، فقد نص أهل العلم ومنهم شيخ الاسلام في الصارم المسلول على أن أذى الرسول صلى الله عليه وسلم كفر أكبر وإن لم يقارنه اعتقاد.

وإن لم تكن أذى للرسول صلى الله عليه وسلم فما ذا تكون؟

========================================

هل يكفر من سب أحدا من المسلمين؟

سؤالك هذا أخي النقاد و تمثيلك بمسألة سب النبي صلى الله عليه وسلم وسب غيره وأن الأول كفر وماعداه دون ذلك قد أصبت به كبد الحقيقة، ووضعت يدك فيه على موجب التفريق بين إعانة الكفار على المسلمين و إعانتهم على مسلم واحد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير