تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[النقّاد]ــــــــ[31 - 08 - 04, 04:58 ص]ـ

ذكر الأخ الكريم (محب العلم) وفقه الله أنه قد أخطأ في نقل بعض الأقوال .. وذكر منها نقلين:

الأول: في كلام ابن حزم , والثاني للشيخ عبد اللطيف.

وهذا خلق نبيل يرفع منزلة صاحبه.

وينبغي - خشية التبعة على الدين , كما عبَّر الأخ الفاضل - أن يضاف إلى الموضعين السابقين ما نقله الأخ الكريم عن الشافعي في تفريقه بين الإعانة والدلالة. وقد مثَّل لذلك بمسألة ضمان الصيد. وتقدم الكلام عنها.

ـ[النقّاد]ــــــــ[31 - 08 - 04, 10:16 ص]ـ

ومما يدل على أنه ليس كل من وقع منه فعل فيه إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم يكون بذلك كافرا:

قوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لاتدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم ... ).

قال شيخ الإسلام في ((الصارم)) (2/ 120):

((فإن المؤذي له هنا إطالتهم الجلوس في المنزل واستئناسهم للحديث , لا أنهم هم آذوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , والفعلُ إذا آذى النبي من غير أن يعلم صاحبه أنه يؤذيه ولم يقصد صاحبه أذاه فإنه ينهى عنه ويكون معصية , كرفع الصوت فوق صوته , فأما إذا قصد أذاه و كان مما يؤذيه وصاحبه يعلم أنه يؤذيه وأقدم عليه مع استحضاره هذا العلم فهذا الذي يوجب الكفر وحبوط العمل. والله سبحانه أعلم)).

فما فعله حاطب رضي الله عنه هو إيذاء للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإفشاء سره والتجسس عليه , إلا أن حاطبا لم يقصد حقيقة الأذى المستلزم للطعن والخيانة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المنافي للتعظيم والإيمان به , وهذا عمل قلبي لا يطلع عليه البشر , وإنما فعل ما فعل طمعا في متاع دنيوي , مع تعظيمه للنبي وحبه وتصديقه به , فصدَّقه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأخذ بظاهر قوله لا بإخبار الوحي له (وقد أحسن الشافعي في الاحتجاج لهذا) , فكان فعله بذلك معصية لا كفرا.

وهكذا من قذف زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الصحابة قبل نزول الآية بالبراءة لم يكونوا يقصدون حقيقة الأذى المستلزم للعيب والطعن , وإن كان فعلهم إيذاء للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

وهذا الذي قدمناه لا يتصور في كل صور الأذى , وإنما في الصور التي يحتمل أن يكون الأذى المستلزم للطعن والعيب فيها مقصودا وغير مقصود , وإلا فقتلُ النبي أو سبه - مثلا - لا يمكن أن يقع من أحد يعظِّم من قتله أو سبه لأنه يناقضه ولا يجتمع معه.

فإطلاق القول بأن كل أذى للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كفرٌ لا بد أن يقيَّد بما إذا قصد به صاحبه إلحاق الأذى المستلزم لعيب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يعلم أنه أذى , وذلك في الصور التي تحتمل الأمرين.

فهذا تنقيح المناط المتعلق بحكم إيذاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

ـ[محب العلم]ــــــــ[31 - 08 - 04, 10:22 ص]ـ

أخي الكريم الشيخ النقاد حفظه الله

تأمل هذه الجملة من كلامك:

" لأن قتله للنبي أو معاونته على قتله تتناقض ولا تجتمع مع الإيمان به وتصديقه ومحبته أبدا ".

ثم تذكر أن الكلام ليس عن قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإنما عن الإعانة على قتله.

فإن كان أهل العلم ومنهم شيخ الاسلام رحمه الله قد ذكروا أن قتل النبي صلى الله عليه وسلم يتعارض مع الايمان به ولايجتمع معه، فمن أين جئت بهذا المعنى في الإعانة؟

أما محدثك فلاينازعك في هذا، ولكن ماجوابك عن خصم آخر لو نسخ جملتك السابقة وزاد ماكان بالأحمر:

((فتبين أن الإعانة على قتل النبي صلى الله عليه وسلم قد تقع من مسلم حال ضعف إيمانه إذا لم يقصد بها نصرة دين الكفار وظهوره , لكنه مع هذا يكون قد ارتكب إثما وضلالا مبينا , ويستحق عليها العقوبة.

وقد تقع من منافق يريد ظهور دين الكفار وليس للإسلام في قلبه نصيب.

والسبيل للحكم على كل منهما بالكفر (في الدنيا , لإجراء الأحكام) الاستفصال عن القصد , كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب.

وبهذا يعلم أننا قد نحكم في الظاهر بإسلام أحد المُعِينين؛ لأنه أظهر عدم قصده نصرة دين الكفار , واعتذر بذلك , وقد يكون في الباطن منافقا كذب في هذا الاعتذار.

وإنما نحكم على الظاهر والله يتولى السرائر , كما قال الشافعي.

ثانياً: احتجاجك بأن أي إعانة للكفار على قتل النبي صلى الله عليه وسلم تتنافى (تتناقض) مع الإيمان , ولذلك هي كفر , احتجاجٌ بالدعوى نفسها , وهو مصادرة على المطلوب. فما الدليل على هذه المنافاة؟

هل هو الإجماع؟ قد تقدم عدم وجود إجماع معتبر.

دليل نقلي ثابت الصحة والدلالة؟ فأين هو؟

دليل عقلي؟ فأين هو؟)) انتهى.

فأنت قلت بأن الإعانة المجردة على قتل النبي صلى الله عليه وسلم كفر أكبر، وخصمك يقول بأنه ليس بكفر أكبر إذا كان لأجل الدنيا ولابد من الاستفصال عن قصده.

فماهو جوابك لنستفيد؟

تنبيه من محب: أرجو الصبر على احمرار الألوان وفلتات شبيه اللسان وتأخري في الرد على الاخوان والصبر على هذه الثلاث عنوان الفضل والاحسان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير