تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل هو مما علم من الدين بالضرورة لأنه نقض لأصل البراءة من الكفار الذي هو أصل من أصول الدين قال تعالى {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (4) سورة الممتحنة و قال {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} (26) سورة الزخرف و هذا الأصل لا يحتاج إلى إيراد أصلا و لكن لغربة الدين و إنطماس معالم الدين نلجأ إلى ذكر هذه المسائل و التدليل عليها.

ثانيا: كل من أعان الكفار بأي إعانة على المسلمين فهو كافر كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (51) سورة المائدة و هذه الآية أجمع المفسرون على أن معناها أنه منهم كما هو ظاهر الآية و نقل عدة من أهل العلم الإجماع على كفر من أعان الكفار على المسلمين بأي إعانة و احتجوا بظاهر هذه الآية و هذا المشبه أورد هذه الآية كأنه يخطأ من احتج بها على كفر من أعان الكفار على المسلمين.

ثالثا: احتج هذه المشبه على خطأ من كفر من أعان الكفار على المسلمين بقوله تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (8) سورة الممتحنة و كأنه يحتج بها على أن ما يفعله الحكام ليس من الإعانة و إنما هو من البر و القسط معهم لأنهم لم يقاتلونا و لم يخرجونا من ديارنا لذا قال (فهم غفلوا عن قوله سبحانه و تعالى ... ) و ذكر الآية فأنا أريد كل منصف عاقل أن يتدبر هذه الآية و الواقع الذي نعيشه الآن مع الكفار الأصليين من اليهود و النصارى و يحكم عقله هل الآن هو وقت بر اليهود و النصارى كيف و في الآية نفسها شروط ذكرها الله تعالى لهذا البر و هي أن لا يقاتلونا في الدين و لا يخرجونا من ديارنا فانظر إلى طمس البصائر و العمي عن المسلمات و البديهيات حتى بعض بعض الكفار من اليهود و النصارى استنكروا ما يفعله أهل دينهم بالمسلمين و هذا المأفون بسبب دفاعه عن الطواغيت لجأ إلى تبرأة الكفار و أنهم ممن أجاز الله تعالى لنا برهم و القسط معهم

قال بن جرير رحمه في تفسير هذه الآية (وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ: لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين , مِنْ جَمِيع أَصْنَاف الْمِلَل وَالْأَدْيَان أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتَصِلُوهُمْ , وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ , إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَمَّ بِقَوْلِهِ {الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ} جَمِيع مَنْ كَانَ ذَلِكَ صِفَته , فَلَمْ يُخَصِّص بِهِ بَعْضًا دُون بَعْض , وَلَا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: ذَلِكَ مَنْسُوخ , لِأَنَّ بِرّ الْمُؤْمِن مِنْ أَهْل الْحَرْب مِمَّنْ بَيْنه وَبَيْنه قَرَابَة نَسَب , أَوْ مِمَّنْ لَا قَرَابَة بَيْنه وَبَيْنه وَلَا نَسَب غَيْر مُحَرَّم وَلَا مَنْهِيّ عَنْهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ دَلَالَة لَهُ , أَوْ لِأَهْلِ الْحَرْب عَلَى عَوْرَة لِأَهْلِ الْإِسْلَام , أَوْ تَقْوِيَة لَهُمْ بِكُرَاعٍ أَوْ سِلَاح. قَدْ بَيَّنَ صِحَّة مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ , الْخَبَر الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ اِبْن الزُّبَيْر فِي قِصَّة أَسْمَاء وَأُمّهَا .. ) فانظر تقييد بن جرير رحمه الله البر و القسط بأن لا يكون فيه دلالة لهم على عورات المسلمين أو تقويتهم بكراع او سلاح و قارن بين وضع هؤلاء الحاكم المرتدين و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير