تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إعانتهم للكفار على المسلمين بكل ما أوتوا من قوة.

رابعا: ذكر نفسه هذه الآية {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (9) سورة الممتحنة بعد ذكره قوله تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (8) سورة الممتحنة و لا أعرف كيف تجرأ و ذكر الآية رقم (9) من سورة الممتحنة مع أنها ظاهرة في كفر من تولى الكفار كما قال تعالى (فأولئك هم الظالمون) فسام الإشارة و تعريف جزئي الجملة الأسمية و دخول أل الإستغراقية كل هذا يدل على أن المراد في هذه الآية هو الظلم المخرج من الملة و لكن هذا الجاهل يهرف بما لا يعرف و ما بلية الأمة إلا من مثل هؤلاء الجهال و من علماء السوء الذين آثروا العاجل على الآجل و قدموا الدنيا على الآخرة.

خامسا: نقل قولا لابن جرير بتصرف (قال ابن جرير رحمه الله في قوله تعالى: (فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) يقول فالذين يفعلون ذلك منكم هم الذين خالفوا أمر الله فوضعوا الولاية في غير موضعها وعصوا الله في أمره) فيريد أن يوهم هذا المشبه أن بن جرير رحمه الله لا يكفر من تولى الكفار و إنما يجعله ظالما لا كافرا و غفل عن مواضع أخرى لهذا الإمام يبين فيها حكم من تولى الكفار قال ابن جرير رحمه في تفسير آية المائدة (الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وَمَنْ يَتَوَلَّ الْيَهُود وَالنَّصَارَى دُون الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ , يَقُول: فَإِنَّ مَنْ تَوَلَّاهُمْ وَنَصَرَهُمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ , فَهُوَ مِنْ أَهْل دِينهمْ وَمِلَّتهمْ , فَإِنَّهُ لَا يَتَوَلَّى مُتَوَلٍّ أَحَدًا إِلَّا وَهُوَ بِهِ وَبِدِينِهِ وَمَا هُوَ عَلَيْهِ رَاضٍ , وَإِذَا رَضِيَهُ وَرَضِيَ دِينه فَقَدْ عَادَى مَا خَالَفَهُ وَسَخِطَهُ , وَصَارَ حُكْمه حُكْمه) فهذا كلام آخر لهذا الإمام يبين حقيقة ما يراه في هذه المسألة و هو نص قاطع في هذه المسألة.

و قال في نفس هذه الآية (وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا أَنْ يُقَال: إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره نَهَى الْمُؤْمِنِينَ جَمِيعًا أَنْ يَتَّخِذُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَنْصَارًا وَحُلَفَاء عَلَى أَهْل الْإِيمَان بِاَللَّهِ وَرَسُوله , وَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَنْ اِتَّخَذَهُمْ نَصِيرًا وَحَلِيفًا وَوَلِيًّا مِنْ دُون اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ , فَإِنَّهُ مِنْهُمْ فِي التَّحَزُّب عَلَى اللَّه وَعَلَى رَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ , وَأَنَّ اللَّه وَرَسُوله مِنْهُ بَرِيئَانِ).

أما احتجاجه كذلك بقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (23) سورة التوبة فما سبق من النقول عن إمام المفسرين يبين حقيقة قوله في هذه المسألة.

سادسا: استدلاله بأن النجاشي كان ملكا عادلا و أنه لا يظلم عنده أحد و أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل منه الهدية فنحن لا نخالف في ذلك ولكن ما نخالف فيه هو إنزال هذه الأحكام على الأمريكان الذي هم من أظلم الخلق على الأرض اليوم فالمسلمون ذاقوا من الأمريكان من الذل و الهوان و التشريد و القتل ما لا تذقه أمة من الأمم و ما ذلك إلا عداوتهم الظاهر لدين الإسلام و حربهم الظاهر للمسلمين و لو شئنا لنقلنا من مجازرهم و حربهم لهذا الدين الشئ الكثير و من أراد ذلك فليرجع إلى كتاب الشيخ الفاضل ناصر الفهد فك الله أسره التبيان في كفر من أعان الأمريكان.

و لكن ما نراه اليوم بأعيننا فيه كفاية و مقنع لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير