ثامنا: حادثة حاطب رضي الله عنه حادثة مشهورة مستفيضة و مع ذلك نقل عدة من أهل العلم الإجماع على كفر من أعان الكفار على المسلمين بأي إعانة و لو كانوا حقيقة يعلمون أن هذه الحادثة تدل على عدم كفر المظاهر لكان أقصى ما ينقلونه الخلاف في هذه المسألة و لكن لما نقلوا الإجماع دل على أن هذه الحادثة لها معنى خلاف ما فهمه الخلوف في هذا العصر.
تاسعا: قال بن حزم رحمه الله (و صح أن قول الله تعالى (و من يتولهم منكم فإنه منهم) إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط و هذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) و عندما ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله نواقض الإسلام ذكر من النواقض (الثامن: مظاهرة المشركين و معاونتهم على المسلمين) و قد نقل الشيخ بن سحمان كما في الدرر الإجماع على هذه النواقض العشرة و قال الشيخ رحمه الله في موضع آخر (و أعلم أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على الموحدين أكثر من أن تحصر من كلام الله و كلام رسوله و كلام العلماء).
و قال الشيخ بن باز رحمه الله (و قد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين و ساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) فهذان إجماعات من علماء المسلمين و معلوم أن المخالف بعد تمام الإجماع لا يعتد بقوله هذا بإجماع الأصوليين هذا إذا كان عالما فكيف إذا كان رأسا جاهلا اتخذه الناس فضل و أضل فكيف يعتد بقول مثل هذا و الله المستعان.
عاشرا: قال تعالى {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران فدل أن هناك محكم و متشابه فالمحكم هو الأصل و المتشابه فرع فلا يهدم الأصل لأجل فرع قد اشتبه في انتمائه للأصل لذا حكم الله تعالى على من نقض الأصل لفرع مشتبه به بأنه من أهل الزيغ فأما الراسخون في العلم فيقولون أمنا به أي بالمحكم و المتشابه كل من عند ربنا و هذه الآية من الأدلة على قاعدة الجمع بين الدليلين أولى من طرح أحدهما بل هذا سبيل الراسخين في العلم بل لو لم نصل إلى نتيجة في الجمع بين الدليلين وجب التمسك بالمحكم و توكيل المتشابه إلى علم الله تعالى.
فتكفير من ظاهر الكفار على المسلمين مما أجمعت عليه الأمة و ما أورده من فعل حاطب رضي الله عنه من المتشابه إذا تنزلنا و قلنا بذلك لذا دائما أهل العلم يحاولون أن يجدوا مخرج لمعنى حديث حاطب لما يرى بعضهم من مخالفته للنصوص الكاتب الحاكمة بكفر من ظاهر الكفار على المسلمين و لم يقل أحد من أهل العلم أن حادثة حاطب رضي الله عنه تدل على أن من ظاهر الكفار على المسلمين لا يكفر بل قالوا بأن حادثة حاطب من جنس التجسس لا من جنس المظاهرة و فرق بين المسألتين و لم يكفروا المتجسس و ختلف أهل العلم في قتله.
فعلى هذا فمن احتج بحادثة حاطب على عدم كفر المظاهر فهو من أهل الزيغ و من ليس من الراسخين في العلم لأنه لم يؤمن بكلا المسألتين بل ضرب كتاب الله تعالى ببعضه و هذا من فعال أهل البدع الذين ذمهم الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم.
فتدبر حججهم و ضربهم كتاب الله تعالى ببعضه ببعض يدلك على زيغ قلوبهم و ضلالهم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - 02 - 06, 01:13 ص]ـ
وفق الله الجميع
فقط تعليق
ينبغي التفطن عند الحديث عن مسائل الايمان والصفات ومسائل السنة عموما الى عدة أمور
منها أن يكون النقل في هذا الباب في تلك المسألة ممن لم يخالف السنة في هذا الباب وذاك
مثال مسائل الصفات لايمكن ان تأخذ من كتاب النووي رحمه الله ورضي عنه
وهكذا
¥