تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نِداءٌ عامٌّ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِ اللهِ الحَرَامِ (1343 هـ)

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 08 - 04, 08:37 م]ـ

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الخطابُ وقَّعَ عليهِ ستةَ عشرَ عالمًا من أهلِ مكَّة عام 1343 هـ

وقد نُشرَ هذا الخطابُ في جريدةِ (أمِّ القُرى) العددِ الثامنِ و الثلاثين عام 1344 هـ، ثمَّ أصدرتهُ الجريدةُ في كتابٍ بعُنْوَانِ

(البيانُ فيما اتَّفَقَ عليهِ علماءُ مكَّةَ ونجدٍ من عقائدِ التَّوحيدِ)

4/ 3/1344 هـ

وقد ضُمَّ إلى النداءِ خطابُ رئيسِ القضاءِ الشيخِ عبدِاللهِ ابن بُلَيْهِدٍ، الذي ألقاهُ في الاجتماعِ المعقودِ بينَ عُلَماءِ مَكَّةَ وَعُلَماءِ نجدٍ رحمهمُ اللهُ جميعًا

ثم نشرتْهُ رِئَاسَةُ إِدَارَةِ الْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ والإِفْتَاءِ والدَّعوةِ والإِرْشَادِ عام 1398 هـ وضمَّت إليهِ بيانًا من عُلماءِ مَكَّة في ذِكرِ بَعْضِ المسَائلِ العَقَدِيَّةِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْها بَيْنَهُم، كانَ قَد نُشِرَ في الْعَدَدِ الثَّاني مِن جَرِيْدَةِ أمِّ الْقُرَى 15/ 5/1343

ثمَّ طَبَعَهُ وخرَّجَ أَحَادِيْثَهُ (محمدُ بنُ عبدِالعزيزِ الأَحْمَدُ) عام 1410 وطُبِعَ في كتيِّبٍ في دَارِ الْوَطَنِ بِالرِّيَاضِ.

و نقلتُ هَذهِ الرِّسَالةَ مِن طَبْعَتِهِ جَزَاهُ اللهُ خَيرًا

وَقَد ذَكَرَ تَرجمةً لكلِّ العلماءِ الذينَ وقَّعوا في آخرِ الخطابِ

ونقلتُهُ ليكونَ دَحْضًا لشُبُهاتِ الصُّوفيةِ القبوريَّةِ _ هَدَاهُمُ اللهُ _ الَّذِينَ يقولونَ إنَّ عُلَمَاءَ نجدٍ هُمُ الَّذِينَ يُكَفِّرونَ المُتَوسِّلِينَ بالأمواتِ دُوْنَ سِواهُم، إلى آخِرِ تلكَ الأكاذيبِ التي لا تحتاجُ توضيحًا

وأظنُ كثيرًا من طَلَبَةِ العِلْمِ لا يَدْرُونَ عَنْهُ؛ فَكَيْفَ مَن دُونَهُم، وهُم لا يَحْتَاجُونَهُ لأنهُم واثقُونَ مِن دِينهِم وَعَقِيْدَتهِم، ولَكِنْ لِيَكُونَ شَوْكةً في حُلُوقِ الصُّوفِيَّةِ القَبُوريَّةِ هَداهُمُ اللهُ أجمعينَ، وأنقذهُم من بَرَاثِنِ الشِّركِ وَالمُشرِكِينَ

نِداءٌ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِ اللهِ الْحَرَامِ إِلى أُمَّتِنَا الْكَرِيْمَةِ وَشَعْبِنَا النَّبِيْلِ

السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ وبعدُ:

فقد آن لنا أنْ نرفعَ صوتَ الحقِّ عاليًا، في هذا الجوِ الهادىء الذي يُسْمعُ فيهِ صدى الحقّ بسائقِ قوله تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

وقوله تعالى {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

وقولهِ صلى الله عليه وسلَّم ((الدِّين النصيحةُ.

قالوا: لمن يا رسول الله؟

قال: للهِ، ولرسولهِ، ولأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهِم))

وقولهِ: ((من عَلِمَ علمًا فكتمهُ أُلجمَ يومَ القيامةِ بلجامٍ من النَّار))

ونحنُ على يقينٍ من أنَّ وظيفَتَنَا هذه عظيمةٌ، وموقِفَنَا أمامَ اللهِ أعظمُ، وأنَّ هذه الحياةَ لا تزنُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ، ولا تغني عن الآخرةِ فتيلاً، وأنتم عندنا كنَفسِنَا التي بينَ جنْبَيْنَا، نُحِبُّ لكم من الخيرِ ما نحبهُ لها، ونبغضُ لكم من الشرِّ ما نبغضُ لها.

لذا لا نُلْقِي عَلَيْكُم إلاَّ ما نَدِيْنُ اللهَ بِهِ، ونعتقدهُ حقّاً صُراحًا لا مراءَ فيهِ، لنبرأَ إلى اللهِ بأداءِ ما علِمْناَ، غيرَ مكرهينَ ولا مدفوعينَ بغرضٍ شخصيٍّ، وإنَّمَا الحقُّ أحقُّ أنْ يتبعَ، وفي بَلاغِنَا هذا ذِكرَى للذَّاكرينَ، وهُدى للمُستَبصِرِينَ، واللهُ يتولى هُدانا أجمعينَ.

الحمدُ لله الذي هَدانا لهذا ومَا كنَّا لِنَهْتَديَ لولا أنْ هَدانا اللهُ، لَقَدْ جاءت رُسُلُ رَبِنَا بالحقِّ، لا يمكنُ أن تُلحقَ، وعلى آلهِ وصحبهِ الدَّاعينَ إلى طريقِ الحقِّ صلاةً وسلامًا دائمينِ مُتَلازِمَينِ مَا اللَّيلُ غسقَ والقمرُ اتسقَ.

أمَّا بعدُ:

1 - فإنَّا نعتقدُ أنَّ اللهَ واحدٌ في ربوبيتهِ، واحدٌ في ألوهيتهِ، واحدٌ في أسمائهِ وصفاتهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير