[الرد على جهالات كاتب (تدعيم المنطق) في نبزه لشيخ الاسلام والمسلمين ابن تيمية.]
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 08 - 04, 01:38 ص]ـ
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه.
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
أيها الاحبة الاكارم.
وقع بين يدي قبل أيام مصنف أسماه مسوده تدعيم المنطق. وهو أحق بأن يسمى (تسفيه المنطق).
ويقصد بالمنطق منطقه الصورى الارسطي البائد، الذي نبذه العقلاء من الملل بل وحتى من لم ينتحل ملة، وكان جامع النبذ بينهم ما تبين لهم من ضعفه، و ما يتوصل به الى قلب الحقائق و تشقيق الحدود، وما يتلف به عقول منتحليه، ويؤثر به على عقائد متعلميه.
فأراد صاحب هذا الكتاب دعمه، وقد تهاوت أعمدته، و إسناده وقد تساقطت أركانه، وأحدا أثر الآخر، يتعاقب عليه الناس من مسلم وكافر، بالنقد و التمحيص.
غير ان هذا الرجل أبى أن يقر بهذه الحقيقة، وكيف يقر بها، وقد بنى أعتقاده في الله عز وجل على هذا المنطق (وجودا وصفات) فأذا تهاوى فكيف يعتقد في ربه؟ وأين السبيل في معرفة به؟
لانه لم يبنى اعتقاده على الكتاب والسنة وحال سلف الامة بل بناه على مقدمات منطقية فأذا تبين للقاصى والداني عجز هذا الفن عن تصوير نفسه وتصديق قضيته الكبرى!!
فكيف يوثق به موصلا للاعتقاد السليم، وهذه حال كل من أنتكست فطرته، وأعرض عن كتابه ربه.
ولو كان المنطق موصلا للحق (لكان أولى الناس بالوصول الى الحق) مؤسسه أرسطو وأتباعه من عبدة الاوثان.
فأخذ هذا الرجل ينافح ويكابر ويحاول قدر أستطاعته انقاذ هذا المنطق الذي صار أثرا بعد عين، وتجاذبته معاول النقاد من المسلمين وغيرهم حتى صار رمادا تذروه الرياح.
وهذه الطائفة (المنطقية) من عجائب الدهر وغرائب الزمن: أذ انهم يتشدقون في التراكيب المنطقية في أثبات ذات المولى جل وعلا فأذا تكلم في آية أو حديث غرق في عرقه، وتلعثم لسانه.
وأني لاعجب أشد العجب! إذ كيف يستجيز هؤلاء لانفسهم الكلام في عقائد الاسلام وهم جهلة في أصوله التى يعرفها السوقة والصبية؟؟
أمثل هذا الذي لايفقه معنى آية ولايعرف معنى حديث أهلا للكلام في الاعتقاد!! وماهي مادة الاعتقاد أن لم تكن الكتاب والسنة.
و هذه الطائفة هم قوم عجزوا عن تحصيل علوم الشريعة المنيفة الشريفه وقصرت عنها علومهم، و وجدوا في هذا الفن غايتهم أذ فيه التقعير والتشديق وفيه يذفف الجاهل على جهله ويتصابي المتعالم على قرنه وتربه.
وهل في التكثر من الكلام عسر، أو في التكثير من غرائب التراكيب صعوبة!!
وصار قدوتهم وحاديهم أرسطوا، وابن سينا، والكندي والفارابي وأضرابهم فأنالله وأنا اليه راجعون.
وهذا مثال على كلام هذا الرجل في ذات الله عز وجل وما قاده منطقه اليه، تلمس فيه قلة الادب مع الخالق والعياذ بالله ولكن هذا هو علم الكلام والمنطق، وما يجره قال هذا الرجل في كتاب له يشرح أعتقاده الباطل:
(وأما الذوق فإن هؤلاء ينفون اتصافه بذلك، وسبب ذلك أن الله منزه عن الاكل، فلا ياكل غيره، ولا ياكله غيره، لأنه إذا أكل غيره فيستلزم ذلك أن يكون له جوف وهذا باطل لأنه صمد ومعنى الصمد هو المملوء الذي لا جوف له ‘ إذن فالله لا يأكل غيره لذلك السبب ..
وأما كون الله لا يؤكل أي كون الله لا ياكله غيره أي لا يذوقه غيره، فلأن ذلك يستلزم انقسام جزء منه وهذا باطل لأن أجزاءه لا تنفصل عنه حتى يأكلها غيره. هذا هو تعليل عدم اتصافه بالأكل الشامل للآكلية والمأكولية فكل منهما يطلق عليه أنه أكْل وكل منهما يستلزم النقص) أ هـ.
لاحول ولاقوة الله الابالله العلى العظيم ونبرأ الى الله من هذا الدعي وأمثاله.
قلة أدب مع الله تعالى فأنا لله وأنا اليه راجعون، وألله أني أعتذر اليكم أيها الاخوة في ذكر هذه المقاطيع البائسة الشنيعة.
هو يريد ان يثبت أن الله لايأكل ولا يؤكل (عياذا بالله) فيلجأ لهذه الطريقة التى يسميها منطق عقلي.
وهذا الكتاب دليل على أثر المنطق السئ على (عقل) المتلبس به، أذ انك تلمس فيه ضياع الموضوعية في الطرح، وظهور العصبية في النقد والعرض.
ولا يظنن ظان اننا نستغل كتابة بعض من لايحسن في هذا الفن حتى ندلل على ضعفه لا والله لان هذا ليس من المروءة في شئ.إذ ان هناك من كتب في المنطق فأحسن.
¥