قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (قولهم الحقيقة مركبة من الجنس والفصل، والجنس هو الجزء المشترك والفصل هو الجزء المميز، يقال لهم: هذا التركيب إما أن يكون في الخارج أو في الذهن، فإن كان في الخارج فليس في الخارج نوع كلي لكي يكون محدودا بهذا الحد إلا الأعيان المحسوسة، والأعيان في كل عين صفة يكون نظيرها لسائر الحيوانات كالحس والحركة الإرادية، وصفة ليس مثلها لسائر الحيوان وهي النطق، وفي كل عين يجتمع هذان الوصفان، كما يجتمع سائر الصفات والجواهر القائمة لأمور مركبة من الصفات المجعولة فيها.
وإن أردتم بالحيوانية والناطقية جوهرا فليس في الإنسان جوهران، أحدهما حي والآخر ناطق، بل هو جوهر واحد له صفتان، فإن كان الجوهر مركبا من عرضين لم يصح، وإن كان من جوهر واحد عام وخاص فليس فيه ذلك فبطل كون الحقيقة الخارجة مركبة.
وإن جعلوها تارة جوهرا وتارة صفة، كان ذلك بمنزلة قول النصارى في الأقانيم وهو من أعظم الأقوال تناقضا باتفاق العلماء.
وإن قالوا: المركب الحقيقة الذهنية المعقولة. قيل أولا تلك ليست هي المقصودة بالحدود إلا أن تكون مطابقة للخارج فإن لم يكن هناك تركيب لم يصح أن يكون في هذه تركيب، وليس في الذهن إلا تصور الحي الناطق، وهو جوهر واحد له صفتان، كما قدمنا، فلا تركيب فيه بحال.) اهـ
ملخص كلام شيخ الاسلام رحمه الله حول الكليات:
أنه لايوجد حقيقة مركبة في الخارج بل لا يوجد في الخارج الا (جزء) معين.
ويقرر هذا الامر على هذا الترتيب:
الحقيقة الكلية التى تتكون من الجنس والفصل أما أن تكون مركب خارجي أو ذهني.
فأن قلتم هو جوهر (خارجي) قلنا أنه لايكون ثمّ جوهران فأذا قلتم أن الحيوانية (جوهر) والناطقية (جوهر) فهذا يعنى أجتماع الجوهرين، وهذا باطل.
فأذا قلتم ان الحيوانية (عرض) و الناطقية (عرض) فهذا لايصح لانه يعنى ان يكون الجوهر مركب من عرضين!
وإن قالو ان الحيوانية تكون مرة صفة وأخرى جوهر كن من أبطل القول.
فأن قالوا أن المركبات ليست حقيقة في الخارج بل هي صفة ذهنية.
قلنا أن هذه الصفة الذهنية لاتكون التى يفيدها الحد - لان الحد يبحث في الماهية - فلا يكون صحيحا الا أذا طابقت ما في الخارج فوصف الحيوانية لايكون صحيحا الا اذا صار ما في الخارج مطابق لهذا الوصف.
فأذا رأينا الاسد مثلا وهو موصوف بالحيوانية لم نجده مركبا بل هو جزئي معين فيجب ان يكون الوصف الذهني مطابق له فامتنع التركيب في الحقيقة.
والاسد عندنا جوهر واحد فيه صفتان الحياة والحيوانية. وليس بمركب فيجب ان تكون الحقيقة الذهنية مطابقة للخارج.
إذا انتم تقولون أن حقيقة الاسد (حيوان نامي) وهذا التركيب ليس بمطابق للخارج لانه ليس في الخارج الا جوهر وهو الاسد وفيه هاتان الصفتان فأين تركيب الماهية.
فالماهية أذا مركب ذهني للتقريب والتمييز وليس لبيان الماهية إذ هو مفارق لها.
فجاء هذا المتعالم:
فأخذ ينتقد على شيخ الاسلام طريقته في التقسيم ويقول أن القول الاول وهو أنها حقيقة خارجية ليس هو قول المناطقة الاسلاميين؟؟
نقول وهل احصيتهم عددا؟ أولا هو قول افلاطون و ومنه نتجت المثل الافلاطونية. وهو قول جمهرة المناطقة وهو قول لارسطوا فهو من صميم المنطق.
وهذا القول لابن سينا ما يقاربه جدا في الاشارات.
فليتك تتكلم بلسان نفسك.
ثم هو بعد هذا أقر بنوع قوله ومذهبه حيث قال بعد قول شيخ الاسلام: (وإن قالوا: المركب الحقيقة الذهنية المعقولة) قال المتعالم:
(أنت تعرف أن هذا هو مرادهم، وتعرف أيضا ما الذي يقصدونه عندما يقولون إن هذا المركب (أي الماهية) صادقة على ما في الخارج، فلا يلزم على ذلك قطعا وجود الكليات في الخارج.
؟؟؟
وقوله (تلك ليست هي المقصودة بالحدود .. الخ)
أقول: إذا كان العلم مطابقا للمعلوم، وحددتَ العلم فأنت تحدد المعلوم، وإذا عرفتَ معنى التركب الذهني وجهة صدقه على ما في الخارج، فإن المطابقة بين ما في الذهن وما في الخارج تكون حاصلة بالشروط المذكورة وبالوجه المبين في كلام القوم. فكيف يجوز أن يقول (فإن لم يكن هناك تركيب لم يصح أن يكون في هذه تركيب)، فكلامه غير صحيح بناءا على ما سبق أيضا.
؟؟
فهل هذا فهم شيئا من كلام شيخ الاسلام!!
والله لو أقسمت يمينا أنه لم يفهم كلام شيخ الاسلام أو فهمه ولم يحر جواب له ما حنثت ان شاء الله.
طيب عرفنا أن هذا قولك وشيخ الاسلام رحمه الله يقول ان كلامك غير صحيح لان الماهية التى في الذهن مركبة، والموجود في الخارج (جزئي) معين كالاسد.
فهل طابقت الحقيقة الذهنية المركبة الحقيقة الموجوده الجزئية!!!!!
أذا قلت بأنها طابقته فإما انك تقول بقول افلاطون وهو ان الكليات لها وجود خارجي مستقل او أنك لاتعقل مالذي يخرج من رأسك.
وإذا قلت انه لم يطابقه بطل قولك في الحد وصدق قول شيخ الاسلام رحمه الله، فلماذا المغالطة وتكثير الكلام.
هذا فيما يتعلق بكلام شيخ الاسلام الذي أورده وقد بقي من كلام شيخ الاسلام الكثير لم يذكره وكما قدمنا شيخ الاسلام نص على ستة عشر وجها نقد بها المنطق.
ويستطيع المدقق ان يستخرج أربعة أوجه زائدة - تقريبا - وذلك من خلال نقده للقياس الارسطي وخاصة فيما يتعلق بالحد الاوسط، فأن فيها تعلق بقضايا التصورات.
فيصبح ما نقده شيخ الاسلام رحمه الله يقارب العشرين وجها هذه أربعة منها فحسب.
¥