تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 04, 08:17 ص]ـ

ضعّف العقيلي عدداً من أحاديث صحيح البخاري. وعلى سبيل المثال حديث همام بن يحيى في الأبرص. وقد رواه العقيلي في ضعفاءه (4

369) من طريق شيخه البخاري، ثم ضعّفه واعتبره من كلام عبيد بن عمير. هذا رغم اتفاق البخاري (3

1276 #3277) ومسلم (4

2275 #2963) على تصحيحه.

وسبب تضعيف العقيلي للحديث هو أن هماماً هذا ضعيف الحفظ ثقة في كتابه. كذا نص الساجي وأبو حاتم ويزيد بن زريع. بل نقل عفان عن هماماً إقراره بذلك. فكأن العقيلي يميل إلى أن هماماً قد حدث بهذا الحديث من حفظه. وليس الحديث عند أحمد، مما يدل على تضعيفه له، بل ليس عند أصحاب السنن. والحديث قد رواه البخاري ومسلم من طريق همام، عن إسحاق، عن ابن أبي عمرة، عن أبي هريرة مرفوعاً. لكن العقيلي رواه أولاً عن إسحاق موقوفاً عليه من قوله، ثم رواه بإسنادٍ صحيحٍ إلى عبيد بن عمير موقوفاً على قوله.

فقال في "الضعفاء" (4

370): «حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا أحمد بن جعفر المعقري (مستور) حدثنا النضر بن محمد (مستور) حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: "كان ثلاثة في بني إسرائيل ... " فذكر مثله. حدثنا محمد بن إدريس قال حدثنا الحميدي حدثنا سفيان (بن عيينة) حدثنا عمرو بن دينار (المكي) أنه سمع عبيد بن عمير يقول: "كان ثلاثة أعمى ومقعد وآخر به زمانة –قد ذكر لنا عمرو فنسيتها– وكانوا محتاجين، فأعطى هذا بقرة وهذا شاة ... ". وذكر الحديث. قال أبو جعفر العقيلي: وهذا أصل الحديث من كلام عبيد بن عمير وقصصه كان يقص به».

وعبيد بن عمير هذا هو قاص مكة ومن خيرة التابعين، وله رؤية وليس له صحبة. فالعقيلي رجّح أن يكون إسحاق قد أخذ هذه القصة من قول عبيد بن عمير، وأخطأ همام من حفظه فجوّدها. قلت: وهذا محتمل، لكن الأرجح أن يكون عبيد بن عمير قد أخذها من حديثٍ مرفوعٍ سمعه من أحد الصحابة. ثم إن إسناد القصة –التي وقف فيها العقيلي القصة على إسحاق– مغموز. وقد يكون إسحاق حَدّث بها مرةً بغير إسناد. وإنما نقول ذلك لاتفاق البخاري ومسلم على تصحيح القصة، ولأنها ليست في الأحكام. والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 08 - 04, 01:22 ص]ـ

ضعّف العقيلي عدداً من أحاديث صحيح البخاري ..

في فهرست ابن خير ص 95

(عن أبي جعفر العقيلي قال لما ألف البخاري كتابه في صحيح الحديث عرضه على علي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيره فامتحنوه فكلهم قال كتابك صحيح إلا أربعة احاديث

قال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة).

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 02:51 ص]ـ

جزاك الله خيراً على النبيه على بطلان تلك القصة، رغم شهرتها عند المتأخرين.

ذكر ابن حجر تهذيب التهذيب (9

46): قال مسلمة في "الصلة": «سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت العقيلي يقول: لما ألّفَ البخاري كتابه "الصحيح"، عرضه على ابن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم، فامتحنوه (وفي رواية أخرى: فاستحسنوه). وكلهم قال: كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث. قال العقيلي: "والقول فيها قول البخاري، وهي صحيحة"». وهذا لا يصحّ فإن في إسناده رجلاً مجهولاً. ومسلمة لم يلتزم الصحة في كل ما يحكيه عن البخاري، فقد ذكر حكايات أخرى عنه ورد عليه ابن حجر في نفس الصفحة وبين بطلانها.

والقصة السابقة تشعر أن العقيلي يقول بتصحيح كل ما أخرجه شيخه البخاري. وهذا باطل. وما سبق يُظهر بوضوح أن العقيلي لا يقول بذلك.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 08 - 04, 03:53 ص]ـ

أحسنت بارك الله فيك

فالقصة المذكورة عن العقيلي في إسنادها جهالة وكذلك في متنها نكارة،وليتك تذكر الأمثلة الأخرى التي ذكرها العقيلي.

وهذا يشبه القصة المشهورة في عرض الإمام مسلم صحيحه على أبي زرعة وقد سبق بيان ما فيها على هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=16888#post16888

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 08 - 04, 04:03 ص]ـ

أما إسناد العقيلي الذي ذكرته بقولك (قال في "الضعفاء" (4

370): «حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا أحمد بن جعفر المعقري (مستور) حدثنا النضر بن محمد (مستور) ... )

فليك تراجع كتب التراجم أكثر حول رجال الإسناد

فالنضر بن محمد الجرشي من رجال التهذيب

وأحمد بن جعفر المعقري شيخ مسلم من رجال التهذيب.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 06:42 ص]ـ

شيخنا الحبيب

راجعت تراجم هذين الراويين فوجدت حالهما في مرتبة الصدوق.

فالأول شيخ مسلم، ولعل هذا يرفعه لمرتبة صدوق. وليس فيه أي توثيق. وقال عنه ابن حجر "مقبول".

والثاني ربما الأصل أن يكون في مرتبة صدوق. وفيه توثيق العجلي وابن حبان (مع غمزه إياه) وتوثيقهما فيه تساهل. وربما يقوي حاله رواية عدد من الثقات عنه.

هذا والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير