(وكذاك حالته مع النعمان لم % ينقض عليه عقائد الإيمان)
(يا صاح إن عقيدة النعمان والأشعرى % حقيقة الإتقان)
(فكلاهما والله صاحب سنة % بهدى نبى الله مقتديان)
(لاذا يبدع ذا ولا هذا وإن % تحسب سواه وهمت فى الحسبان)
(من قال إن أبا حنيفة مبدع % رأيا فذلك قائل الهذيان)
(أو ظن أن الأشعرى مبدع % فلقد أساء وباء بالخسران)
(كل إمام مقتد ذو سنة % كالسيف مسلولا على الشيطان)
(والخلف بينهما قليل أمره % سهل بلا بدع ولا كفران)
(فيما يقل من المسائل عده % ويهون عند تطاعن الأقران)
(ولقد يؤول خلافها إما إلى % لفظ كالاستثناء فى الإيمان)
الأشعرى يقول أنا مؤمن إن شاء الله
(وكمنعه أن السعيد يضل أو % يشقى ونعمة كافر خوان)
الأشعرى يقول السعيد من كتب فى بطن أمه سعيدا والشقى من كتب فى بطن أمه شقيا لا يتبدلان
384.
وأبو حنيفة يقول قد يكون سعيدا ثم ينقلب والعياذ بالله شقيا وبالعكس
وقد قررنا هذه المسألة فى كتابنا فى شرح عقيدة الأستاذ أبى منصور وبينا اختلاف السلف فيها كاختلاف الخلف وأن الخلاف لفظى لا يترتب عليه فائدة
والأشعرى يقول ليس على الكافر نعمة وكل ما يتقلب فيه استدراج وأبو حنيفة يقول عليه نعمة ووافقه من الأشاعرة القاضى أبو بكر بن الباقلانى فهو مع الحنفية فى هذه كالماتريدى منهم معنا فى مسألة الاستثناء
(وكذا الرسالة بعد موت إن تكن % صحت وإلا أجمع الشيخان)
(وقد ادعى ابن هوازن أستاذنا % فيها افتراء من عدو شان)
(وهو الخبير الثبت نقلا والإرادة % ليس يلزمها رضا الرحمن)
(فالكفر لا يرضى به لعباده % ويريده أمران مفترقان)
(وأبو حنيفة قائل إن الإرادة % والرضا أمران متحدان)
(وعليه أكثرنا ولكن لا يصح م % وقيل مكذوب على النعمان)
مسألة
إنكار الرسالة بعد الموت معزوة إلى الأشعرى وهى من الكذب عليه وإنما ذكرناها وفاء بما اشترطناه من أنا ننظم كل ما عزى إليه ولكنه صرح بخلافها وكتبه وكتب أصحابه قد طبقت طبق الأرض وليس فيها شئ من ذلك بل فيها خلافه
ومن عقائدنا أن الأنبياء عليهم السلام أحياء فى قبورهم فأين الموت وقد أنكر الأستاذ ابن هوازن وهو أبو القاسم القشيرى فى كتابه شكاية أهل السنة الذى سنحكيه فى هذه الترجمة بتمامه هذه وبين أنها مختلقة على الشيخ وكذلك بين ذلك غيره
385.
وصنف البيهقى رحمه الله جزءا سمعناه فى حياة الأنبياء عليهم السلام فى قبورهم واشتذ نكير الأشاعرة على من نسب هذا القول إلى الشيخ وقالوا قد افترى عليه وبهته
وأما مسألة الرضا والإرادة فاعلم أن المنقول عن أبى حنيفة اتحادهما وعن الأشعرى افتراقهما
وقيل إن أبا حنيفة لم يقل بالاتحاد فيهما بل ذلك مكذوب عليه فعلى هذا انقطع النزاع وإنما الكلام بتقدير صحة الاتحاد عنده وأكثر الأشاعرة على ما يعزى إلى أبى حنيفة من الافتراق منهم إمام الحرمين وغيره آخرهم الشيخ محيى الدين النووي رحمه الله قال هما شئ واحد ولكنى أنا لا أختار ذلك والحق عندى أنهما مفترقان كما هو منصوص الشيخ أبى الحسن
(وكذاك إيمان المقلد وهو مما % أنكر ابن هوازن الربانى)
(ولو أنه مما يصح فخلفهم % فيه للفظ عاد دون معان)
ذكروا أن شيخنا يقول إن إيمان المقلد لا يصح وأنكر ذلك الأستاذ أبو القاسم وقال إنه مكذوب عليه وسنبحث عن ذلك فى ذيل سياق كتاب شكاية أهل السنة والقول على تقدير الصحة
(وكذاك كسب الأشعرى وإنه % صعب ولكن قام بالبرهان)
(من لم يقل بالكسب مال إلى اعتزال % أو مقال الجبر ذى الطغيان)
كسب الأشعرى كما هو مقرر فى مكانه أمر يضطر إليه من ينكر خلق الأفعال وكون العبد مجبرا والأول اعتزال والثانى جبر فكل أحد يثبت واسطة لكن يعسر التعبير عنها ويمثلونها بالفرق بين حركة المرتعش والمختار وقد اضطرب المحققون فى تحرير هذه الواسطة والحنفية سموها الاختيار
386.
والذى تحرر لنا أن الاختيار والكسب عبارتان عن معين واحد ولكن الأشعرى آثر لفظ الكسب على لفظ الاختيار لكونه منطوق القرآن والقوم آثروا لفظ الاختيار لما فيه من إشعار قدرة للعبد
وللقاضى أبى بكر مذهب يزيد على مذهب الأشعرى فلعله رأى القوم
ولإمام الحرمين والغزالى مذهب يزيد على المذهبين جميعا ويدنوا كل الدنو من الاعتزال وليس هو هو
¥