وأفيدك بأنه جرى الإطلاع على ما ذكرت والصواب هو ما عليه المحققون من أهل العلم من موت الخضر كما أن الصحيح أنه نبي لأدلة معلومة عليه الصلاة والسلام والمعروف هو كما ذكرت من كلام شيخ الإسلام أن الخضر ميت كما ذكره في غير موضع من كتبه. أما الفتوى التي أشرت إليها في الجزء الرابع من الفتاوى بأنه حي فأغلب الظن أنها مكذوبة عليه رحمه الله ولم يفطن لذلك العلامة ابن قاسم رحمه الله ويحتمل أنها كانت فتوى قديمة من الشيخ قبل أن يتضح له صحة ما قاله المحققون من العلماء من أنه ميت وما ذكره مصطفى عمارة في حاشيته على الترغيب من تأييده حياة الخضر وإحتجاجه بقول البكري كله خطأ والصواب موته كما تقدم كما أن مصطفى المذكور قد أخطأ في توسله بالنبي صلى الله عليه وسلم وبموسى والخضر لأن التوسل عبادة توفيقية وليس من ذلك التوسل بذوات الأنبياء والصالحين ولا بحقوقهم ولا جاههم وإنما التوسل الشرعي بأسماء الله وصفاته وبإتباع نبيه صلى الله عليه وسلم ومحبته وسائر الأعمال الصالحة. ونرفق لك نسخة من الفتوى رقم (6001) في 17/ 8 / 1403 هـ المتضمنة إجابة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على سؤال عن الخضر. وكذلك نرفق لك نسخة من فتوى اللجنة الدائمة في التوسل. كما نفيدك بأنه لا مانع من نشر ذلك في المجلة مع فتاوى اللجنة المشار إليها في الخضر، والتوسل.
وأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية و الافتاء والدعوة والارشاد
فتوى رقم 6001 وتاريخ 17/ 8 / 1403هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:
فقد إطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من فتحي سيد إدريس إلى سماحة الرئيس العام والمحال إليها برقم 1652 في 6/ 7 /1403 هـ ونصه (يعتقد كثير من عوام المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية وعلماء الطرق الصوفية بأن الخضر صاحب موسى عليه السلام حي يرزق للآن وأنه يطوف الدنيا كلها وأنه يتشكل في صور مختلفة ويعتقدون بأنه لا ظل له وأن معه النبي " إلياس " عليه السلام ويعتقد العوام بأن الخضر إذا زارهم ودعا لهم أصبحوا أغنياء في أقل من لمح البصر وإذا غضب عليهم انقلبوا فقراء إذا كانوا أغنياء ومرضى إذا كانوا أصحاء ومن عقيدتهم - عافانا الله منها - أنه يأتي في صورة سائل مرة وفي صورة مريض ينزل من جسده القيح والصديد فإن طردوه من منازلهم كان هذا دليلاً على شقاوتهم وتعاستهم وإن رحبوا به وعالجوه اختفى بدون أن يترك أي أثر وكان هذا دليلاً على سعادتهم. هل الخضر صاحب موسى عليه السلام حي يرزق للآن؟ وهل هو نبي؟ هل ذُكِرَ صراحة في الأحاديث النبوية الصحيحة؟ ما هي حقيقة أمره؟.
وأجابت بما يلي:
الخضر نبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام والصحيح أنه قد مات كغيره من البشر. فلا يطوف بالدنيا ولا يتمثل في صور مختلفة وليس سبباً اليوم لغنى أو فقر وقد سبق أن صدر منا فتوى مفصلة عنه مع الأدلة هذا نصها
(الصحيح من قول العلماء ما ذهب إليه الجمهور من أن الخضر عليه السلام قد مات لظاهر العموم في قوله تعالى: ? وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ?
(الأنبياء: 34) ولما ثبت عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سَلَّمَ قام فقال: " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد "، قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون من الأحاديث عن مائة سنة وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن " رواه مسلم، ثم هذا هو الأصل الغالب في سنة الله في بني آدم فيجب البقاء معه حتى يثبت ما ينقل عنه من الأدلة ولم يثبت فيما نعلم ما يدل على استثناء الخضر عليه السلام.
هل الخضر نبي أو رجل صالح؟:
الصحيح: أن الخضر عليه السلام نبي لما ذكره الله تعالى في سورة الكهف من قصته مع موسى عليهما السلام فإن فيها أنه خرق سفينة كانت لمساكين يعملون في البحر، وقتل غلاماً لم يرتكب جريمة، وأقام جداراً ليتيمين بلا أجر في قرية أَبَىَ أهلها إطعاهما وأنكر موسى كل ذلك عليه فبين له السبب أخيراً ثم ختم القصة بأن كل ذلك كان منه بوحي من الله وذلك فيما أخبر الله عنه من قوله:
? وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ? (الكهف: 82) وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[11 - 10 - 04, 01:15 م]ـ
للفائدة:
سألت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله عن هذه الفتوى فلم يعرفها أولا، وطلب مني الإحالة على مجموع الفتاوى ومهاتفته مرة أخرى، فأعطيته الجزء ورقم الصفحة، ثم اتصلت به مرة أخرى، فقال لي: الظاهر أن هذه الفتوى مدسوسة على شيخ الإسلام.
والله أعلم.
¥