تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-حصل على إجازة في حفظ القرآن الكريم ورسمه وضبطه، وقراءته على مقرئ الإمام نافع بروايتي ورش وقالون عام 1981، وصحب عددا من العلماء الموريتانيين فأخذ عنهم طرفا من مختلف العلوم الشرعية والعربية، خصوصا الفقه والأصول والنحو. كما حصل على شهادة (الباكالوريوس) في الشريعة الإسلامية، تخصص الفقه والأصول عام 1989، وباكالوريوس في الترجمة (عربية – فرنسية – انكليزية) عام 1994. ويتابع الآن دراساته العليا في الإدارة المالية والإدارة العامة، في "جامعة كولومبيا الجنوبية" بولاية آلاباما الأمريكية.

-يقول الشنقيطي في حواره مع منتدى الأحرار: (أنا ممن يتشرفون بالانتماء إلى فكر حركة الإخوان المسلمين).

(انظر عن ترجمته: رسالته عن " الخلافات السياسية .. " "ص 257 - 258 " و " مقدمة حوار منتدى الأحرار معه: http://www.ala7rar.net/navigator.php?pname=topic&tid=1460 ) .

عقيدة أهل السنة فيما شجر بين الصحابة:

أجمع أهل السنة قاطبة على الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة رضي

الله عنهم والسكوت عما حصل بينهم من قتال وحروب، وعدم البحث والتنقيب عن

أخبارهم أو نشرها بين العامة لما لها من أثر سيئ في إثارة الفتنة والضغائن وإيغار

الصدور عليهم، وسوء الظن بهم، مما يقلل الثقة بهم.

والواجب على المسلم أن يسلك في اعتقاده فيما حصل بين الصحابة الكرام

رضي الله عنهم مسلك الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، وهو الإمساك عما

حصل بينهم رضي الله عنهم.

وكُتُبُ أهل السنة مملوءة ببيان عقيدتهم الصافية في حق الصحابة الكرام

رضي الله عنهم، وقد حددوا موقفهم من تلك الحرب التي وقعت بينهم في أقوالهم

الحسنة التي منها: سُئل عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى عن القتال الذي

حصل بين الصحابة، فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها؛ أفلا أُطهر منها لساني؟ مَثَلُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَثَلُ العيون؛ ودواء العيون ترك

مسها).

وسئل الحسن البصري رحمه الله تعالى عن قتال الصحابة فيما بينهم فقال:

(قتال شهده أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وغبنا، وعلموا وجهلنا،

واجتمعوا فاتبعنا، واختلفوا فوقفنا).

وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى بعد أن قيل له: ما تقول فيما كان بين علي

ومعاوية؟ قال: (ما أقول فيهم إلاّ الحسنى).

وقال ابن أبي زيد القيرواني في صدد بيان ما يجب أن يعتقده المسلم في

أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما ينبغي أن يُذكروا به فقال: (وأن لا

يُذكر أحد من صحابة الرسول إلاّ بأحسن ذكر، والإمساك عمّا شجر بينهم، وأنهم

أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج، ويُظن بهم أحسن المذاهب).

وقال أبو عبد الله بن بطة رحمه الله أثناء عرضه لعقيدة أهل السنة والجماعة: (ومن بعد ذلك نكفّ عما شجر بين أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

وقد شهدوا المشاهد معه، وسبقوا الناس بالفضل؛ فقد غفر الله لهم، وأمرك

بالاستغفار لهم، والتقرب إليه بمحبتهم، وفرض ذلك على لسان نبيه وهو يعلم ما

سيكون منهم أنهم سيقتتلون؛ وإنما فُضلوا على سائر الخلق؛ لأن الخطأ العمد قد

وُضِعَ عنهم وكل ما شجر بينهم مغفور لهم).

وقال أبو عثمان الصابوني في صدد عقيدة السلف وأصحاب الحديث:

(ويرون الكف عمّا شجر بين أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتطهير

الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم ونقصاً فيهم، ويرون الترحم على جميعهم

والموالاة لكافتهم).

وقال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: (لا يجوز أن ينسب إلى أحد من

الصحابة خطأ مقطوع به؛ إذ كانوا كلهم اجتهدوا فيما فعلوه وأراد الله عز وجل.

وهم كلهم لنا أئمة، وقد تُعبّدنا بالكف عمّا شجر بينهم، وألاّ نذكرهم إلا بأحسن

الذكر لحرمة الصحبة، ولنهي النبي -صلى الله عليه وسلم-عن سبهم، وأن

الله غفر لهم وأخبر بالرضى عنهم).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في عرضه لعقيدة أهل السنة والجماعة

فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم: (ويمسكون عما شجر بين الصحابة

ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد

فيه ونقص، وغُيّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون

مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير