عاجل .. من أخيكم محمد بن المختار الشنقيطي
السلام عليكم وبركاته شيخنا الكريم سليمان الخراشي حفظه الله
اطلعت على الحلقتين الأوليين من ردكم على كتابي: "الخلافات السياسية بين الصحابة"، وعلى تعلقيات القراء عليهما، وقد لا حظت أنكم تعتمدون الرد على نسخة غير صحيحة من الكتاب، وقد صدرت هذه النسخة عن "مركز الراية" بعد أن أسقط الناشر – غفر الله له- كل الإحالات من الكتاب (468 إحالة) فأفقدت الكتاب قيمته العلمية، كما غير العنوان الفرعي من "رسالة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ" إلى "قراءة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ". وقد طالبت الناشر أن يصدر طبعة جديدة فيها الإحالات كلها، حتى يجد قارئ الكتاب – سواء بعين الرضا أو السخط- النص كما كتبه مؤلفه. وقد صدرت بحمد الله عن نفس الناشر منذ حوالي شهرين نسخة صحيحة تشتمل على كل الإحالات العلمية الموجودة في أصل الكتاب، وهي متوفرة في السعودية وسوريا وغيرهما.
وليكن في علمكم الكريم أني أقدر حماسكم وغيرتكم وحبكم لصحابة رسول الله صلى الله وسلم، وأسأل الله أن يثيبكم على ذلك. لكني – لا بد- مختلف معكم في قراءة تلك الحقبة من تاريخ الإسلام، وحجتي ما أثبته في كتابي من الأحاديث الصحيحة، وأقوال أعلام السنة مثل ابن تيمية والذهبي وغيرهما.
ولذلك أرجو البعد عن التعميم الذي طبع حلقتيك السابقتين، فأنا لا أجهل كلام أهل السنة حول "الكف عما شجر بين الصحابة"، ومن قالوا هذا الكلام هم عمدتي في كتابي. لذا أنصحكم بالدخول في حوار علمي أكثر رصانة، يتناول النصوص ثبوتا، والدلالة تحليلا، ويناقش تفاصيل الأحداث ومراميها، دون مراء أو جدل عقيم، ودون تهويل وتعميم، ليكون ردكم عليَّ مفيدا لي وللقراء ولعموم الأمة. وأعدكم بتصحيح أي خطإ تظهرونه لي بالدليل، بكل سعة صدر وطيب خاطر، معترفا لكم بالعلم والفضل، ومعترفا على نفسي بالجهل والتقصير.
والله يبارك جهدكم ويحفظكم.
أخوكم/ محمد بن المختار الشنقيطي
تكساس- الولايات المتحدة
ـ[المضري]ــــــــ[30 - 12 - 04, 05:08 ص]ـ
حياكم الله أستاذ محمد المختار , وأهلاً وسهلاً بكم في هذا الملتقى العلمي الرائع.
قلت " وأعدكم بتصحيح أي خطإ تظهرونه لي بالدليل، بكل سعة صدر وطيب خاطر، معترفا لكم بالعلم والفضل، ومعترفا على نفسي بالجهل والتقصير "
وأقول جزاك الله كل خير على هذا الخلق الجميل , هكذا هم طلاب الحق.
بإنتظار نقاش علمي جميل مع شيخنا أبي مصعب.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[30 - 12 - 04, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
أعجبني تعليق بعض مشايخنا الكرام على قضية اختلاف الصحابة رضي الله عنهم، حيث قال في كلام له في رسالة بعنوان ((عدالة الصحابة رضي الله عنهم)) (ص/14 - 15):
((أَكْثَر الناسُ من الحديث حول ما شَجَرَ بين الصحابة رضي الله عنهم، وأَدْلَى كلٌّ بدلوه، عن علم وعن غير علم، وأخذ منه كثيرٌ من العالمانين في عصرنا سبيلاً للطعن في سادات الأمة ونجومها الكبار.
فاعلم رحمك الله تعالى وألهمك الرشد: أن جيل الصحابة رضوان الله عليهم لم يُعْرَف له نظير فيما سبقه أو تلاهُ من عصور، فكان جيلاً فريدًا في سلوكياته، وإيمانه، كما كان فريدًا في حربه أو اختلافه، وبالجملة كان فريدًا في كل شيئ.
فهذا موقف واحد مما شجرَ بينهم، وهو (واقعة الجَمَل)، والتي قادتْ عائشةُ رضي الله عنها أَحَدَ جَنَاحَيْها، فاعتزلَ بعضُ الصحابة فريقها، وذَكَّرَ الناسَ بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تولية النساء لمقاليد الأمور، ومع ذلك سارت عائشة مع آخرين من الصحابة، فخطب عمار بن ياسر رضي الله عنه في المخالفين لعائشة ـ وهو منهم ـ قائلاً: ((إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إِيَّاه تطيعون أم هي؟))، ينهاهم عن الخروج في وجه زوجة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وهو معهم! ويتّجه إلى عائشة قائلاً: ((ما أبعد هذا المسير)) فتقابله بقولها: ((إنكَ ما علمت قَوَّالاً بالحق))، هذا مع عزمها على الرجوع حين سمعت نبيح كلاب ((الحوْأَب)) لكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً.
فانظر يرحمك الله إلى صفاء هذا الخلاف من اتِّباع الهوى، حتى يشهد عمار لعائشة كما تشهد هي له، ومن قبل تحاول الرجوع ثانيةً، فهل ثَمَّ هوى أو عصبية؟!
اللهم: لا.
¥