نشركم للنقد الكتاب على الملإ يقتضي حوارا على الملإ، لا كلاما وراء الكواليس، وأنا لا أومن بثقافة التسكيت والتبكيت، بل بثقافة البرهان والدليل.
أما الرسالة فلم أغير فيها حرفا واحدا في طبعتها الجديدة، كل ما في الأمر أن الناشر أثبت الإحالات بعد أن غضبت عليه من حذفها، لأني ممن يكره إرسال الكلام على عواهنه، ونقل النقول غير ممحصة وغير منسوبة إلى أصحابها.
لذا أعيد عليك الضوابط المنهجية التي اقترحتها للحوار بيننا من قبل، حتى يكون حوارنا علميا ومفيدا للقارئ، ويكون هدفه طلب الحق، لا مجرد نزوة من الشيطان دافعها الانتصار للنفس والغضب لها. وهذه هي الضوابط المقترحة مرة أخرى:
1 - توثيق القول وعدم قبول أي رواية لم يتم إسنادها إلى مرجعها وتثبت صحتها بمعايير أهل الحديث
2 - التزام كلام المحققين من علماء أهل السنة الأقدمين المعروفين بخبرتهم بتاريخ الصحابة، وغيرتهم على أعراضهم.
3 - التزام أدب الحوار وخلق الإسلام، والابتعاد عن التجريح الشخصي والكلام الساقط والتهم الجزافة.
4 - الالتزام بإقرار كل محاور لصاحبه بما برهن عليه من حق، وما بينه لمحاوره من خطإ بالدليل دون عناد أو لجاج.
5 - النظر لذات القول لا لقائله، فانتمائي للإخوان أو لغيرهم، لا ينبغي أن يحول دون قبول قولي إن عضده الدليل، ولك مني مثل ذلك.
فإن كنت تقبل هذه الضوابط، فسأبدأ بإرسال ملاحظاتي على حلقتيك الأوليين إن شاء الله. وأعدك أني سأكون ممتنا لكل ما تنبهني عليه من خطإ بالدليل، بل سأشكرك عليه بالاسم، وأعترف بخطئي فيه، في طبعة الكتاب التي ستصدر قريبا في الجزائر إن شاء الله.
كما أبشر القراء الكرام أن نص الكتاب كاملا سينشر على الإنترنت قريبا إن شاء الله، حتى يقرأوه، بدلا من القراءة عنه.
وقد آن الأوان لك شيخنا الكريم أن تعرف بنفسك، كما عرفت بي، حتى يعرف محاورك من يحاور.
أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك إلى السداد في القول والعمل، وإيثار الحق على الخلق ..
أخوكم المحب/ محمد بن المختار الشنقيطي
ـ[محمد بن المختار الشنقيطي]ــــــــ[31 - 12 - 04, 03:48 ص]ـ
السلام عليكم أخي الكريم راضي
لو كان الشيخ سليمان نقل كلامي غير مبتور لما استشكلته، وإليكه بنصه من مقدمة الكتاب: ((لقد كان التحرج من الخوض في الخلافات السياسية بين الصحابة واضحا وشائعا لدى علماء الأمة وصلحائها، لكن ذلك لم يمنعهم من الخوض فيه لغاية التعليم والتأصيل والاعتبار. وقد أفرد الحافظ الهيثمي في مجمعه بابا بعنوانٍ ذي دلالة، فقال:» باب فيما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا أن الإمام أحمد رحمه الله وأصحاب هذه الكتب أخرجوه ما أخرجته «وهو يقصد بـ"أصحاب هذه الكتب" أصحاب المسانيد التي جمعها الهيثمي في كتابه، كالطبراني والبزار وأبي يعلى .. فالهيثمي يلخص هنا الإشكال: لا ينبغي التخوض في هذا الموضوع لمجرد التسلية وتزجية الوقت، لكن الحديث فيه يكون أحيانا ضرورة علمية وعملية. وليس هو بالبدعة المستحدثة، بل سبق إليه أكابر من أهل السنة والحديث، كالإمام أحمد وغيره)) انتهى.
أرجو أن تفهم الآن معنى أن يتحرج الشخص من أمرٍ ثم يفعله.
أما فائدة الخوض في الأمر فهي مبسوطة في مقدمة الكتاب ومدخله، وستطلع عليها حينما أنشره علىالإنترنت بعد أيام بإذن الله.
أما كيف تحصل على نسخة صحيحة من الكتاب فأمر سهل، لأن ناشره موجود في السعودية. وهو مركز الراية للتنمية الفكرية في جدة.
أشكرك على دعوتي لحسن الأدب وطيب الكلام، وأرجو أن يوفقني الله لذلك، فما أحوجنا إليه في هذه الأيم التي يسود فيها المراء والتعجل في الأحكام، وإعجاب كل ذي رأي برأيه.
أخوكم/ محمد بن المختار الشنقيطي
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 09:56 ص]ـ
ممتاز طعن في الناشر [مركز الراية] .. الراية التي أظلت أهل البدع، ونشرت تراثهم، وعكرت صفو أهل السنة بعدم مجانبتهم، عدا تخبيطات كثيرة، ونقولات مضحكة عجيبة، تنشر على أنها منارة للعلم والفكر؟!
ثم يأتيك الخبر بالحذف والبتر، والتجرأ على كتب من تنشر لهم.
اطلعت على الحلقتين الأوليين من ردكم على كتابي: "الخلافات السياسية بين الصحابة"، وعلى تعلقيات القراء عليهما، وقد لا حظت أنكم تعتمدون الرد على نسخة غير صحيحة من الكتاب، وقد صدرت هذه النسخة عن "مركز الراية" بعد أن أسقط الناشر – غفر الله له- كل الإحالات من الكتاب (468 إحالة) فأفقدت الكتاب قيمته العلمية، كما غير العنوان الفرعي من "رسالة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ" إلى "قراءة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ". وقد طالبت الناشر أن يصدر طبعة جديدة فيها الإحالات كلها، حتى يجد قارئ الكتاب – سواء بعين الرضا أو السخط- النص كما كتبه مؤلفه. وقد صدرت بحمد الله عن نفس الناشر منذ حوالي شهرين نسخة صحيحة تشتمل على كل الإحالات العلمية الموجودة في أصل الكتاب، وهي متوفرة في السعودية وسوريا وغيرهما.