وبعد: فبما أن صحيح الإمام البخاري 194 - 256هـ هو أصح كتاب وضع في الحديث باتفاق أئمة الحديث ومن أجمع شروحه كتاب فتح الباري للحافظ أحمد بن علي بن حجر 773 - 852هـ لهذا اعتنى الأئمة بدراسته والتعليق عليه لما تميز به من الفوائد والاستنباطات وغيرها إلا أن المؤلف رحمه الله نظراً لتوسعه في كتابه وتشعب البحوث عليه مما ينسي بعضه بعضاً وقع في هنات ومخالفات وأغلاط فيما يتعلق بفن الحديث وعلومه وكذا البحوث اللغوية وأهم من ذلك مسائل العقيدة السلفية وأحاديث من الصفات، والسبب والله أعلم أنه نشأ في مجتمع اختلطت فيه المفاهيم وصار للأشاعرة ومن شاكلهم نفوذ ولمذاهبهم رواج، ومع أن بحوث الأسماء والصفات دقيقة وحساسة قل من يتخلص منها إلا من أخذ عن عالم سلفي.
وقد اهتم كثير من أهل العلم بما تضمنه هذان الكتابان ونبهوا على كثير مما وقع في الشرح، كل حسب وسعه، وإن أبرز من كتب في ذلك شيخنا العلامة أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله المتوفى في 27/ 1/1420هـ، فقد قرئ عليه فتح الباري حينما أشرف على طبعته الصادرة من المطبعة السلفية بالقاهرة عام 1380هـ وتتبع ما فيه مما يخالف مذهب السلف ونبه عليه من أوله إلى آخر الجزء الثالث بنهاية كتاب الجنائز وطبعت تلك التعليقات بهوامش الأجزاء الثلاثة من فتح الباري، ثم انشغل عنه وطبعت الأجزاء الباقية دون تعليق، وأخيراً عزم سماحته على مواصلة العمل وأوعز بتتبع ذلك إلى أخص تلاميذه وهو فضيلة الشيخ علي بن عبد العزيز الشبل الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فتتبع التلميذ ما ورد في بقية أجزاء الكتاب وعلق عليه وبين مذهب السلف في ذلك، فلما كمل الكتاب عرضه على شيخه فاستحسنه وأذن له بطبعه ونشره،
وهذا عمل جليل نسأل الله أن ينفع به ويثيب العاملين عليه إنه جواد كريم.
وكتبه الفقير إلى الله
عبد الله عبد العزيز بن عقيل
رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقاً
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تقريظ فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان
رئيس قسم الدراسات العليا، والمدرس بالمسجد النبوي سابقاً
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد أفضل المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فإن من أصح الكتب المصنفة في الإسلام وأجمعها وأحسنها تبويباً واستنتاجاً كتاب الإمام البخاري، وقد عرف بشدة تمسكه بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترسمه طريقة الصحابة رضوان الله عليهم واتباعهم، فلم يضع في كتابه ما يخالف نهجهم.
وقد اعتنى العلماء بشرح كتابه وتقريبه وبيان ما اشتمل عليه من العلم والفوائد، وأعظم شروحه وأكثرها فوائد شرح الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله، وهذا معلوم لدى أهل العلم، غير أنه أدخل فيه من مسائل المتكلمين وتأويلاتهم لصفات رب العالمين ما شان كتابه.
نسأل الله تعالى أن يعفوَ عنه ويثيبه على اجتهاده، فإنَّا نعتقد أنه يطلب الحق ولم يقصد الباطل.
وقد قام الأخ الفاضل علي بن عبد العزيز الشبل بتتبع المواضع التي أخطأ فيها الحافظ وبيَّن الصواب في ذلك، وقد قرأت تتبعاته هذه فوجدته قد تبين فيها الصواب الذي هو مذهب أهل السنة.
والأخ علي عُرِفَ بسعة اطلاعه وكثرة بحوثه وملازمته للعلماء الذين يقتدى بهم.
أسأل الله تعالى أن يثيبه ويزيده علماً نافعاً وسداداً في القول والعمل.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
قاله
عبد الله بن محمد الغنيمان
في 15/ 9/1420هـ
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[22 - 10 - 04, 02:17 ص]ـ
في شريط القواعد الأربع للشيخ محمد بن عبدالوهاب، بشرح الشيخ ابن باز رحمه الله، سأله سائل سؤالاً وأبهم اسم من يعني، وعنى به الحافظ ابن حجر كما هو مفهوم من السؤال، فكانت إجابة الشيخ رحمه الله عجيبة جداً وشديدة! حتى إن السائل أخذ يحاوره في إجابته، فأصر الشيخ على قوله!
فهل يعتقد الشيخ ما ذكره؟ أم أراد العموم بكلامه؟ أم ماذا؟ الله اعلم
لعلي أضع إن شاء الله إجابة الشيخ بالصوت
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 10 - 04, 03:04 ص]ـ
الأخ المشرف .. بارك الله تعالى فيك
قد يظن من يرى تحرير المشاركة أنني قد أخطأت أو وقعت في عرض أحد، و ما الأمر إلا أنني أردت أن أبين أنه بغض النظر عن رأي الألباني و العثيمين، فإني أتعجب من بعض أشباه السلفية و المتملقين لها عندنا في مصر حين يصرون على نفي كون ابن حجر و النووي من الأشاعرة، و يقولون: هم فقط يؤولون الأسماء و الصفات ... مع أن الأشاعرة يؤولون الأسماء و الصفات، و منعتهم جلالة الشيخين من نسبتهم إلى الأشاعرة مع أن هذا هو واقع الحال أنهم (أشاعرة)
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[25 - 10 - 04, 10:51 ص]ـ
جزى الله الإخوة الذين قدموا مساهمات وأنا في انتظار المزيد
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[22 - 02 - 05, 03:34 م]ـ
أظن ان الاخ محمد رشيد قد أخطأ في هذا القو ل، و أقول له بغض النظر عن اشباه السلفية و المتملقين لماذا غضضت النظر عن رأي العلامة بن عثيمين و الألباني؟؟؟ و لا تنسى رأي العلامة ابن باز!!!
ثم يرد على هذا الرأي أنه تم العثور على كتاب على منهج السلف للإمام النووي و هذا موجود في مشاركة هنا في هذا المنتدى
و جزاك الله خير ا
¥